أحمد مرسي ( الشارقة )

دعا العقيد (م) الدكتور عبيد صالح حسن المختن، خبير تقنية المعلومات، مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، الالتزام بعدم نقل المحتوى إلا بعد التأكد من مصدر المعلومة، وخاصة أن أغلب ما ينقل يكون مكذوباً أو مغلوطاً، وذلك لتجنب التعرض للمساءلة القانونية تجاه ذلك، وتعزيزاً للأمن المجتمعي.
وطالب بزيادة الوعي المجتمعي الخاص بمساوئ واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في ارتكاب الجرائم الإلكترونية، مع ضرورة التوجيه الإيجابي المستمر نحو استثمار هذه المنصات لكافة فئات المجتمع، وإبراز أصحاب الحسابات المفيدة منها، وتشجيعهم من قبل دولهم.
جاء ذلك، في ورقة علمية شارك بها أمس الأول في ندوة بمقر جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في الرياض حول «مكافحة التطرف عبر الإعلام الرقمي»، نظمها مجلس التدريب بالجامعة وتختتم اليوم، وتضمنت مجموعة أوراق علمية منها، مراحل التطرف الرقمي عبر الإنترنت، وأدوات مكافحة التطرف وتحقيق الأمن المجتمعي، واستراتيجيات التنظيمات المتطرفة في التجنيد عبر الإنترنت، وتجنيد الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والاستهداف النوعي والذئاب المنفردة عبر المجلات الرقمية، وتجارب الدول العربية ودور المؤسسات الدينية في مواجهة التطرف الإلكتروني.
كما طالب المختن مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي بعدم وضع أنفسهم موضعاً تهدد فيه مصداقية ما ينشرونه، خاصة الأشياء التي تضر بالآخرين وبها مغالطات، مع الاكتفاء بإحدى وسائل التواصل الاجتماعي دون غيرها، لأن أغلب الأنظمة الآن متشابهة وما يتم نشره في إحداها سرعان ما ينقل لتطبيق آخر خلال ثوان، مع تخصيص ساعات محددة للتصفح، ومن ثم الانصراف إلى شؤون الحياة الأخرى.
وأكد أن الحاجة إلى التمسك بالأمن المجتمعي أصبحت ملحّة، فهو يشمل كل النواحي الحياتية التي تهم الإنسان المعاصر، من الاكتفاء المعيشي والاقتصادي والاستقرار الحياتي للمواطن بحيث يشعر بأن له ركائز ثابتة في مجتمعه تحفظ له وجوده وكيانه وتعلقه بأرضه ووطنه.
وأوصى العقيد الدكتور عبيد المختن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي بعدم تبني موقف من رسالة أو محتوى تصويري والإمعان في البحث بمحركات البحث المختلفة قبل اتخاذ الموقف، مع تفعيل دور الرصد الأمني والدوريات الإلكترونية في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي لاستباق التجاوزات وصد أي ظاهرة قبل بلوغها مناطق الاختصاص، وكذلك زيادة التوعية الإلكترونية للأفعال المخالفة للقوانين السارية، وكذلك العرف والأخلاق، وزيادة الوعي المجتمعي الخاص بمساوئ واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي في ارتكاب الجرائم الإلكترونية.
وحدد الخبير في تقنية المعلومات الآفات والأمراض المسببة للاستخدام السلبي لوسائل التواصل الاجتماعي، والتي تعتبر من أهم مهددات الأمن المجتمعي في «الظلم» وعدم احترام حقوق الآخرين وصون الحرمات، و«الانحراف والتطرف»، بطرقه العديدة على النفس والممتلكات والجرائم المنافية للأخلاق وغيرها، وكذلك «الغلو»: بالاعتقاد الذي يعتمد المنهج التكفيري لمن سواه، مما يبيح له ارتكاب الجرائم بحقه ومنابذته ومعاداته.