نتائج «الإنترنت» لا تعكس دوماً شعبية السلع
تشير العديد من الدراسات التي ظهرت بظهور محركات بحث الإنترنت المختلفة الى أنه عندما ترتفع شعبية تيار سياسي معين أو يزيد إقبال المستهلكين على شراء بضاعة ما، أو ينحسر مرض ما في الانتشار، فإن حجم البحث في مواقع الإنترنت ومحركات بحثها يتضاءل أو يتزايد تباعاً وبشكل تناسبي. آخر هذه البحوث بحث أجراه فريق من شركة «ياهو» لمعرفة ما إذا كان الإنترنت أصبح فعلياً ترمومتراً لقياس اهتمامات الناس والمستهلكين ودرجة وعيهم بموضوع ما ومصادر قلقهم ونواياهم وحتى مطالبهم، ولمعرفة ما إذا كانت شبكة الإنترنت أصبحت مرآة تتيح للناظر إليها معرفة البضاعة التي يفضلها أو التي ينوي شراءها ومعرفة عدد الناس العاطلين عن العمل، وعدد من البيانات التي تعكس التوجهات الاستهلاكية للجمهور. وتابع أعضاء فريق بحث «ياهو» مداخيل الأفلام السينمائية الأميركية ومبيعات ألعاب الفيديو وتصنيف الإعلانات الموسيقية، وقارنوا مدى تطابق ذلك مع نتائج البحث على الإنترنت، فوجدوا أن مداخيل الأفلام وألعاب الفيديو تتطابق إلى حد كبير مع نجاحها على أرض الواقع، أما بالنسبة للإعلانات الموسيقية، فلم تكن نتائج البحث في الإنترنت تعكس حقيقة نجاح الألبومات الغنائية في الواقع.
وكانت طرق التنبؤ بنجاح منتج ما في غالبية الحالات القائمة على المعلومات المتاحة للعموم - مثل ميزانية فيلم ما وعائداته بعد العرض- أكثر دقةً من التكهنات والتنبؤات الناتجة عن بحوث الإنترنت. لكن عندما قام الباحثون بمقارنة نتائج البحث مع معايير التنبؤ، وجدوا أن أخذ حجم البحث بعين الاعتبار يزيد نسبة دقة التنبؤات في منتجات الموسيقى وألعاب الفيديو، ولا يعكسها بدقة كاملة مثل ما هو عليه الحال بالنسبة للأفلام. وكشف الباحثون أيضاً أن البيانات الإحصائية المستقاة من مراكز الوقاية ومراقبة الأمراض متشابهة، بينما لا تأتي نتائج البحث على الإنترنت بأي بيانات دقيقة حول الإنفلونزا.
وخلص هؤلاء الباحثون إلى أن هذه النتائج تجسد أمرين اثنين، أولهما أن بيانات البحث الإلكترونية تفيد فعيلاً في التنبؤ بما سيؤول إليه أمر منتجات وخدمات وتيارات، وأن مصادر المعلومات البديلة تقوم بدورها هي الأخرى على أكمل وجه أو أفضل. وثانيهما أن البحث يبدو أحسن وأكثر فعالية عندما تكون مؤشرات الأداء «حجم المبيعات السابقة وميزانيات الإنتاج إلخ..» غير متاحة أو لم تعرض للعموم بعد. وقد نشرت نتائج هذا البحث في النسخة الرقمية من العدد الأخير لمجلة «الأكاديمية الوطنية للعلوم»
عن «لوس أنجلوس تايمز»
المصدر: أبوظبي