ساهمت برودة الطقس واستقطاب المناطق البرية في رأس الخيمة آلاف الأسر من داخل الدولة وخارجها في زيادة الطلب على المولدات الكهربائية. وشجعت اللوحة الجمالية التي رسمها اللون الأخضر على امتداد البصر في المناطق البرية بإمارة رأس الخيمة، مثل منطقتي عوافي والمزرع على استقطاب عدد كبير من الأسر المواطنة والمقيمة والسياح الأجانب، للاستمتاع بالطبيعة البرية الخلابة بقصد التخييم وما يصاحبه من جلسات سمر تجمع مرتاديها حول نار الحطب ليلاً للدفء من برودة الطقس أو لقضاء يوم كامل تمارس خلاله الأسر حياتها الطبيعية من طهي واستجمام مع قيام الأبناء بالمذاكرة، حيث إن هذه المناطق توفر راحة البال وتساعد على التخفيف من ضغط الحياة والتحرر من الرسميات والخروج عن الروتين. وقال راتيش كومار موظف في محل بيع المولدات الكهربائية برأس الخيمة إن الفترة الممتدة من ديسمبر وحتى نهاية مارس من كل عام تشهد حركة نشطة في بيع المولدات الكهربائية للمواطنين والمقيمين. وأيده في الرأي صاحب محل آخر، يدعى محمد يونس، وقال إن أعمال الصيانة وتصليح المولدات هي أيضاً تشهد انتعاشاً خلال هذه الفترة، مضيفاً أن المولد الصيني المنشأ يباع بسعر يتراوح بين 200 و400 درهم، في حين أن المولدات اليابانية تباع بسعر يزيد على 500 درهم؛ وذلك حسب القوة. وقال المواطن راشد سعيد من خورفكان إنه يقصد منطقة عوافي مع أسرته مع بداية عطلة الربيع الدراسية منذ قرابة 3 سنوات، حيث يقوم بتجهيز كل مستلزمات التخييم للإقامة في ربوع تلال عوافي لعدة أيام، مصطحباً معه الخيمة المجهزة بكل مرافقها، إضافة إلى المولد الكهربائي الذي يعد خفيف الحمل وسهل الاستخدام ويعمل على إضاءة الخيمة والمنطقة المحيطة بالخيمة لتكون إضافة إلى النار التي توقد من حطب الغاف البري للتدفئة ولإعداد الطعام وتجهيز الشاي والقهوة. وأضاف راشد أن منطقة عوافي السياحة في رأس الخيمة يقام في نطاقها المهرجان الذي يتضمن العديد من الفعاليات التي تهتم بمختلف أعمار أفراد الأسر من توفير ألعاب كهربائية وإلكترونية للصغار مع توفير دراجات ذات الدفع الرباعي والقرية التراثية التي توفر المأكولات والألعاب الشعبية وإحياء الموروث الشعبي، إضافة لمسرح القرية الذي يشهد يومياً حفلات فنية يومية، مثمناً الوجود الأمني على مدار الساعة الذي يوفر الأمن والأمان لكل مرتادي منطقة عوافي الرملية مع توفير كل خدمات النظافة وما سواها التي توفر الراحة لقاصدي المنطقة. وقال ابنه البالغ من العمر 7 سنوات إنه سعيد بقدوم أهله لعوافي، حيث إنه وإخوته اعتادوا في كل عام القدوم لعوافي مع الأهل، مؤكداً أن أكثر شيء يعجبه هو حياة البر من خلال النوم في الخيمة وإشعال النار وتشغيل الكهرباء من خلال المولد الكهربائي وركوب درجاته ذات الدفع الرباعي في ربوع تلال عوافي. ويتحلق عبدالله الشحي من أبوظبي مع أهله حول نيران حطب الغاف لشواء الطعام وتحضير القهوة العربية والشاي، حيث اعتبر الجلوس في البر وإشعال النار في المساء الذي يصاحبه برودة الطقس المتنفس الوحيد في العصر الحالي لما توفره لي ولأسرتي من راحة بال والتخفيف من ضغط الحياة والتحرر من الرسميات والخروج عن الروتين، كما أننا نقصد المنطقة للتخييم بها مستعينين في إنارة المنطقة بالمولد الكهربائي. وقالت المواطنة من إمارة رأس الخيمة فاطمة راشد وعائلتها المؤلفة من 8 أشخاص إنها تقصد منطقة عوافي، حيث إنها تسكن في عزبتها طوال فترة اعتدال الطقس التي يتخللها مهرجان عوافي الذي يزخر بالكثير من الفعاليات التراثية، مؤكدة أن عوافي أعادت أبناء الإمارات للحياة البرية التي كان يعيشها الآباء والأجداد في الماضي. وأيدتها المواطنة نادية موسى القادمة من دبي مع أسرتها والتي تقصد عوافي للتخييم بها عدة أيام، بأن عوافي حولت أيامنا إلى بر بلادنا الجميل، مؤكدة أن ما تقضيه مع أفراد أسرتها في البر جعل حياتهم كلها براً من خلال البساطة في كل شيء ابتداء من النوم في الخيمة مروراً بإيقاد الحطب للتدفئة وإعداد الطعام إضافة إلى جلسات السمر في الليل