أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)
اجتمعت قيادات قوى الحرية والتغيير أمس للمرة الأولى مع مجلسي السيادة والوزراء. وقال الكاتب والمحلل السياسي السوداني عمار عوض لـ«الاتحاد»، إن أهمية هذا الاجتماع تأتي من كونه الاجتماع الأول للأطراف الثلاثة، بعد كثرة التساؤلات عن دور قوى الحرية والتغيير بعد تشكيل المؤسسات الانتقالية، وذهاب بعض المراقبين إلى تراجع دورها، وإن الحكومة أصبحت تتحرك من دون حاضنة سياسية.
وتوقعت مصادر سودانية مطلعة في تصريحات لـ«الاتحاد» أن يعيد هذا الاجتماع ترتيب العلاقات بين الأطراف الفاعلة في المشهد السوداني الانتقالي، خاصة مع قرب استئناف الجولة الثانية من المفاوضات التي يتوقع أن تكون حاسمة، وهو ما يتطلب من جميع الأطراف في الخرطوم أن تحزم موقفها التفاوضي ورؤاها بشأن القضايا المطروحة للتفاوض، وهي قضايا لا يستهان بها تتعلق بالقضايا الأمنية ودمج الميليشيات المسلحة وتقاسم السلطة والثروة والنازحين واللاجئين وتمويل عملية السلام.
وفي الوقت ذاته، أقر المجلس الأعلى للسلام في السودان برئاسة الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة في وقت سابق أمس نتائج المفاوضات التي جرت في جوبا منتصف الشهر الحالي بين الحكومة السودانية والحركات المسلحة، والتي اختتمت أعمالها بتوقيع إعلان سياسي وإعلان لوقف العدائيات بين الحكومة والجبهة الثورية السودانية، وتوقيع إعلان لوقف العدائيات بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان جناح عبدالعزيز الحلو.
وأعلن المجلس الأعلى للسلام أن الجولة الثانية من المفاوضات ستنطلق في 21 من الشهر المقبل. وقال محمد حسن التعايشي، عضو مجلس السيادة والناطق الرسمي باسم المجلس الأعلى للسلام، إن اجتماع المجلس وجه إلى ضرورة إجراء مشاورات مجتمعية وسياسية لأخذ رأي السودانيين حول تصوراتهم لعملية السلام الشامل في السودان، باعتبار أن السلام شأن وطني عام، وليس عملية فوقية.
وأوضح التعايشي أن الاجتماع أشاد بالمنهجية التي أدارت بها الأطراف مفاوضات جوبا، والدور الذي اضطلعت به الوساطة، وأضاف أن اجتماع المجلس أكد ضرورة مواصلة اجتماعاته، وصولاً إلى تصور كامل، فيما يتعلق بترتيبات الجولة القادمة من المفاوضات. واعتبر التعايشي اجتماع المجلس أمس يكتسب أهمية خاصة، بعد التوصل إلى اتفاقيات مهمة وضعت عملية السلام في مرحلة متقدمة، وأكد مجدداً استعداد الحكومة لدفع استحقاقات السلام وتنفيذ متطلباته، معرباً عن ترحيب المجلس بوفود الجبهة الثورية التي وصلت إلى الخرطوم مؤخراً.
ومن ناحية أخرى، أشاد النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو بالدور الذي تضطلع به منظمة «اليونيسيف» في دعم مجالات الصحة والتعليم في السودان، مؤكداً دعم الحكومة السودانية لهذا الدور. جاء ذلك عقب لقائه مع هنرييتا فور المدير التنفيذي لمنظمة «اليونيسيف»، التي صرحت بأنها أكدت خلال اللقاء استمرار المنظمة في تنفيذ برامجها لمساعدة الأطفال والشباب في السودان في مجالات التعليم والصحة والتغذية، وتوفير خدمات المياه النقية وبرامج حماية الأطفال.