آمنة الكتبي (دبي)

حقق فريق الأمل للاجئين الفوز في المباراة النهائية الفاصلة لبطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال» التي احتضنتها أرض الإمارات في دبي، واختتمت أمس.
وقال معالي عمر العلماء، وزير دولة للذكاء الاصطناعي، إن فوز فريق الأمل فوز مفاجئ ومشرف في الوقت ذاته، مؤكداً أن رسالة الإمارات هي رسالة واحدة، هي أن الأمل يفوز ويتغلب على جميع المصاعب.
وأضاف معاليه أن الإمارات ترسل الأمل لجميع دول العالم، ومن خلال هذه المبادرة نبث روح الأمل وجمعنا الشباب حول العالم.
وتابع معاليه: «نتمنى أننا زرعنا بذرة خير في نفوس الشباب، وأن يكون لها صدى واسع حول العالم»، مؤكداً أن القادم أفضل وهذه هي بداية المسيرة في مجال الروبوتات والذكاء الاصطناعي.
من جهته، قال خلفان بالهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل: «أسدلنا الستار عن بطولة (فيرست جلوبال) في إمارة دبي، ونحن سعداء بمخرجات هذا التجمع الذي ضم أكثر من 191 دولة في جو من التناغم والانسجام، يعكس رسالة دولة الإمارات في تعزيز التسامح والتعاون والتكاتف العالمي وتنسيق الجهود المشتركة لتحقيق خير المجتمعات».
وأضاف «رأينا التكاتف بين الفرق رغم اختلاف الثقافات جمعهم هدف وتحد واحد وهو ابتكار روبوتات لحماية المحيطات وتنظيفها من النفايات ومصادر التلوث». وقال هذا الجهد أسفر عن نتائج إيجابية وتعاون بين الفرق المشاركة، مؤكداً أن رؤية القيادة لتمكين الشباب ونظرة دبي كمختبر تجريبي عالمي. وبين أن فكرة التلاحم والاتحاد بين مختلف المجتمعات هي أهداف حققتها البطولة، وشكلت في جوهرها جهداً إنسانياً لمواجهة تلوث المحيطات. وتابع «كما تهدف القيادة لتمكين الشباب بأدوات المستقبل، ودعمهم لحل ومعالجة تحديات الثورة الصناعية الرابعة».
وشكل فوز فريق الأمل للاجئين، رسالة بالغة لكل الشباب في العالم الذي اتحدت شعوبه على أرض دولة الإمارات تحت شعار «أرضنا واحدة.. ومياهنا واحدة»، في البطولة الكبرى من نوعها التي جمعت 1500 طالب من 191 دولة في الإمارات أرض التسامح للعمل معاً بروح الفريق الواحد من أجل إعلاء هدف إنساني يجمع شعوب الأرض، وهو تنظيف المحيطات والبحار من الملوثات، من أجل ضمان غد أفضل للأجيال القادمة، وإنقاذ كوكب الأرض ومستقبل الإنسانية.
وضم فريق الأمل كلاً من ماهر العساوي، وعمّار كبور، وسلام الفرخ، ويوسف شعبان، وآمنة كبور، وأشرف عليهم يامن النجّار.
وقالت سلام الفرخ «أنا فخورة جداً بفوز فريق اللاجئين في بطولة فيرست جلوبال بالمركز الأول، ولا أستطيع التعبير عن شعوري في هذه اللحظة». وأضافت «إن هذه البطولة سبقتها مرحلة التدريبات لمدة شهرين، وقدمت الإنجاز لجميع اللاجئين حول العالم».
وقالت «إن رحلة الفريق كانت مليئة بالإصرار والعزيمة والجهد، ولم يثنهم بعد المسافات والعقبات التي اعترضت طريقهم نحو النجاح من تحقيق آمالهم العريضة، وترك بصمة في سجل التقدم العلمي للشباب العربي، وإحياء الأمل بإنجاز مشاريع طموحة». وبينت أن فريق الأمل يقدم رسالة إنسانية مهمة مفادها أن الإنسان سيبقى قادراً على قهر ظروفه الصعبة بالعلم والمعرفة.
وقد اجتمعت كافة الفرق المشاركة في البطولة على هدف حماية البيئة، وتسخير التكنولوجيا لخير الإنسان، لتجسد رسالة التسامح التي تتبناها دولة الإمارات، ورسالة «فيرست جلوبال» التي وضعت يدها بيد الإمارات لتوحيد الإنسانية، عبر الشباب الذين أثبتوا التزامهم الأخلاقي والإنساني، وقدرتهم على تسخير التكنولوجيا لأهداف إنسانية سامية، فخرجوا جميعاً فائزين من البطولة التي وحدت العالم.
وشهد اليوم الأخير من المسابقة مشاركة 32 فريقاً من أصل 191 مثلت الدول المتنافسة من أجل مستقبل الإنسان في البطولة العالمية التي تم تنظيمها على أرض الإمارات. ومثل دولة الإمارات في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي سبعة من طلبة المدارس الثانوية في الدولة هم كل من: شوق سعيد الظنحاني وشيخة علي الصريدي من مدرسة دبا الفجيرة للتعليم الثانوي، إضافة إلى حمد سعيد وعبد الله جودت وعبد الرحمن عبد الله وغازي سالم ومحمد ياسر من مدرسة راشد بن سعيد للتعليم الثانوي في حتا.

الختام
استقبلت بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال» التي اختتمت أمس، وأشرفت على تنظيمها «مؤسسة دبي للمستقبل» 1500 طالب وطالبة ضمن الفئة العمرية من 14 إلى 18 سنة من 191 دولة على مدى أربعة أيام تنافسوا فيها ضمن فرق تمثّل دولهم، في مجال الاستفادة من تطبيقات تكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي في تطوير حلول مبتكرة للتحديات الملحّة وصناعة مستقبل أفضل للإنسان.

«هونغ كونغ» يستعرض أحلام المستقبل
وجد ماكس أحد أعضاء فريق هونغ كونغ المشارك في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال» 2019 في دبي، كثيراً من أوجه التشابه بين تركيب قطع «ليجو»، وبين تصميم الروبوتات. ومع ذلك، فهذه هي المرة الأولى التي يعمل فيها على إطلاق روبوت حقيقي.
ويؤكد ماكس أن هناك الكثير مما يمكن تعلمه في مسابقة بهذا الحجم، فيقول: «من الأمثلة على ما تعلمناه في هذه المشاركة، قيامنا بترقية روبوتنا بعد أن اطلعنا على أسلوب فريق آخر يقدم مفهوماً متميزاً بطريقة بارعة».
ويضيف الفتى ابن الـ 15 عاماً: «عندما كنت أصغر سناً، كنت أشارك في كل مسابقة تركيب (ليجو) ممكنة في المدرسة، وبعد أن صنعت سيارة (ليجو) آلية مع صديق لي، بدأت المشاركة في العديد من مسابقات (فيرست ليجو)، إحدى مبادرات (فيرست جلوبال) المخصصة للصغار بين سن 7 و12 سنة».
وقال كودي، مشرف فريق هونغ كونغ والمدرّس في مؤسسة «سيميا» التي تتعاون مع «فيرست جلوبال»: «إن مثل هذه المسابقات العالمية مهمة جداً لتعزيز اهتمام الصغار بمجال الروبوتات، فهي توفر تعليماً عملياً مباشراً، لا شك بأن الصغار يتعلمون بشكل أفضل عندما يمارسون بشكل عملي، وهذا يتضمن التفكير خارج الإطارات التقليدية بشكل يومي، وهو أمر فشلت طرق التدريس التقليدية في تطبيقه».
وأضاف: «أخطط يوماً ما أن أنشئ تطبيقاً للطعام مبنياً على الذكاء الاصطناعي يقوم بتعلم عادات الطعام والأذواق الخاصة بالمستخدم ويقترح له أطباقاً جديدة».

الفريق الياباني يتخطـى إعصار «هاجيس»
بعد ثلاثة أسابيع مضطربة شهدتها بلادهم في أعقاب إعصار هاجيس، أعرب أعضاء الفريق الياباني عن امتنانهم لإتاحة الفرصة لهم للتعبير عن شغفهم بالروبوتات خلال بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال» في دبي.
ويقول روفوتو كوبو، مهندس الفريق البالغ من العمر 16 ربيعاً: «لقد شكل الموضوع الرئيس للبطولة (أرضنا واحدة ومياهنا واحدة)، مصدر إلهام للفريق الياباني الذي يتطلع إلى الأثر الذي يمكن أن تحدثه جهود أعضائه في المستقبل. وبالنظر إلى ما يجري في بلدي حالياً، أصبحت أهمية الروبوتات في معركتنا المستقبلية ضد الكوارث الطبيعية أكثر وضوحاً من أي وقت مضى». وأثنى روفوتو على أقرانه من الفرق المتنافسة.
وقال: «رأينا أساليب فريدة في برمجة الروبوتات للتخلص من النفايات بسهولة، بالتأكيد سنتعلم من ذلك».