فاطمة عطفة (أبوظبي)

قدمت الدكتورة فاطمة سعيد الشامسي، مدير جامعة السوربون - أبوظبي الأمين العام السابق لجامعة الإمارات، أول من أمس محاضرة عن دور الاقتصاد المعرفي في محو الأمية في منارة السعديات، بحضور كل من عبدالله ماجد آل علي المدير التنفيذي بالإنابة لقطاع دار الكتب في دائرة الثقافة والسياحة- أبوظبي، ود. فيصل عبيد العيان نائب رئيس أكاديمية ربدان، ود. خالد العبيدلي، ود. حبيب غلوم، وعدد من الأساتذة والمختصين بالشأن التعليمي. قدم للمحاضرة المهندس تركي الزعابي معرفاً بمسيرة الدكتورة العلمية، مشيراً إلى اهتمام دولة الإمارات بالاقتصاد المعرفي، والتعليم والتنمية، وهما منظومة متكاملة، وهدف تعمل عليه الإمارات ضمن استراتيجية واحدة.
بدأت د. الشامسي حديثها عن الأمية بمفهومها الحديث وليس التقليدي، ثم انتقلت إلى موضوع الاقتصاد والتنمية، من خلال أربعة محاور: التعليم ودوره في بناء الأمم؛ مفهوم معدل الأمية؛ جهود النشر والتعليم والقضاء على الأمية في دولة الإمارات؛ ثم الاقتصاد المعرفي -متطلباته وتحدياته. وأكدت أهمية التعليم بالطرق والأدوات الحديثة، قائلة: «التعليم هو مفتاح المرور لدخول عصر المعرفة وتطور المجتمعات، وكل الدساتير تنظر إلى التعليم أنه حق من حقوق الإنسان». وأضافت الشامسي موضحة أن دولة الإمارات التزمت منذ قيامها التعليم ومحاربة الأمية، الذي يعتبر جزءاً من التنمية التعليمية، بما يتناسب مع الأهداف الدولية، حيث الصيانة الشاملة للتعليم والتخطيط، من خلال عدد من القرارات والمبادرات المهمة، والتي تؤدي لبناء مجتمع معافى بعيد عن الجهل.
وعرفت د. الشامسي مفهوم الأمية بأنه يشكل انخفاض مستويات الإلمام بالقراءة والكتابة، والتعليم عموماً، ويكون أيضاً معوقاً أساسياً للتنمية الاقتصادية في أي بلد في العالم، خصوصاً في ظل التغيرات السريعة في أساليب التعليم والتطور التقني، مبينة أنه لا يوجد تعريف موحد ومعايير محددة لمفهوم الأمية، لكن الأكثر شيوعاً هو الذي يشير إلى عدم القدرة على القراءة والكتابة في سن مبكرة.
وشرحت الشامسي أكثر عن الأمية ومعدلها قائلة: «إن الإلمام بالقراءة والكتابة عادة ترتبط بالجوانب الإيجابية للحضارة الإنسانية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية، في حين أن كلمة الأمية ما زالت تستخدم لتوصيف الفقر والافتقار إلى التعليم، كما أن محو الأمية فرصة ثانية للتعليم الأساسي لتحسين مستوى حياة الشباب والكبار ورفع مستوى مهاراتهم، وأيضاً للمساهمة في التنمية المستدامة لمجتمعهم، والحصول على فرصة التعليم».
واستعرضت د. الشامسي مؤشرات مهمة، مبينة بالأرقام، واقع الأمية في الإمارات، حيث بلغ «معدل الإلمام بالقراءة والكتابة لإجمالي السكان 94%، وعند الشباب يصل 99%، والإلمام لدى النساء يصل إلى 96%»، لافتة إلى أن «الإمارات هي البلد العربي الوحيد الذي سد فجوة النوع الاجتماعي في مجال التحصيل التعليمي»، مبينة أن «مؤشر التكافؤ بين الجنسين في الإمارات للمجموعة العمرية من 15 سنة فأكثر هو 1.07 أعلى بكثير من المتوسط العالمي، وهو 0.88».
ثم تطرقت الدكتورة فاطمة الشامسي إلى قانون إلزامية التعليم في الإمارات، والمنظور الجديد للتعليم ومحو الأمية، إضافة إلى مبادرات تعزيز التعليم المعرفي، واختتمت المحاضرة مؤكدة ركائز اقتصاد المعرفة واستراتيجية النمو، داعية شباب الإمارات إلى التوجه إلى القطاع الخاص، مشيرة إلى أن سياسة الحكومة تتمحور حول تمكين المؤسسات الخاصة لتخفيض نسبة البطالة، وذلك لضمان نجاح استراتيجيات النمو التي أقرتها الحكومة.