أكد مشاركون في مؤتمر الأسمدة الخليجي الأول في دبي أمس أن قيمة عائدات صناعة الأسمدة في الدول العربية تجاوزت 35 مليار دولار (128.8 مليار درهم)، مشيرين إلى أن الدول العربية تمتلك حوالي 70% من الاحتياطي العالمي من الفوسفات، وحوالي 30% من احتياطي الغاز في العالم. وأفاد المشاركون في مؤتمر الأسمدة الخليجي أن دول الخليج ستضخ حوالي 48 مليار دولار “176.6 مليار درهم” حتى العام 2015 في استثمارات بقطاع البتروكيماويات بما فيها صناعة الأسمدة، وهو ما سيسهم في تطوير الصناعة الخليجية، لتعلب دورا محوريا في السوق العالمي. وقال عبد الوهاب السعدون الأمين العام للاتحاد الخليجي لمصنعي البتروكيماويات والكيماويات “جيبيكا” “ لقد شهدت صناعة الأسمدة في دول الخليج والمنطقة العربية تطوراً ملحوظاً، ويتم تصدير ما بين 80% إلى 90%، بل تصل صادرات بعض الدول إلى 99.9% من إنتاجها، لافتاً إلى أن حصة دول مجلس التعاون من تجارة اليوريا عالميا 18%، وترتفع إلى 24% عام 2012، وتجري حاليا توسعات في قطاع الفوسفات، منها مشروع في السعودية بتكاليف تصل إلى 8 مليارات دولار، لصالح شركة “معادن” يرفع طاقة دول الخليج عالمياً إلى 34% عام 2012 من تجارة الفوسفات، لتصل حصة الدول العربية إلى 60%. يعتبر هذا المؤتمر الأول من نوعه في المنطقة ومن خلاله تناقش وفود شركات عالمية رفيعة المستوى من أكثر من 30 دولة، ديناميكية العرض والطلب على الأسمدة، ويتباحثون في جملة من التحديات التي تواجه هذه الصناعة لتحقيق الأمن الغذائي العالمي على المديين القصير والطويل. ويناقش المؤتمر الذي تنظمه “جيبكا” بالتعاون مع شركة “بريتيش سالفور إيفنتز” على مدى يومين التحديات التي تواجه صناعة الأسمدة ومتطلبات السوق الحالية والمستقبلية، وتخطيط القدرة الإنتاجية، والعمل على تحقيق تطور ملفت في معدلات استعمال الأسمدة، وهذه هي الخطوة الأولى والأهم من الرحلة المؤدية إلى تحقيق الأمن الغذائي. وأشار السعدون إلى أن المؤتمر يمثل حدثاً مهماً في دورته الأولى، من خلال مشاركة 250 متخصصاً من 33 دولة، و57% من الحضور هم مشاركون من دول خارج الشرق الأوسط، مما يعكس الأهمية النسبية للمنطقة في هذا القطاع الصناعي حالياً ومستقبلا، مؤكداً أن المؤتمر سيعقد سنوياً في دبي. ولفت إلى أن النقاش تركز جانب منه حول الأمن الغذائي والأثر الناجم عن ذلك على توفير الغذاء للعالم المتوقع أن يرتفع عدد سكانه إلى 9 مليارات نسمة بعد 35 سنة. وأكد خليفة السويدي رئيس لجنة الأسمدة في “جيبكا” على أهمية رفع إنتاجية الأغذية الصحية والحرص على أن تؤدي الأسمدة دوراً بارزاً في ذلك من دون أن تتسبّب بأي مشاكل صحية، لافتاً إلى أن دول الخليج العربية تستحوذ على 16% من إجمالي صادرات الأسمدة النيتروجينية في العالم وستبدأ في عام 2011 بإنتاج الفوسفات وتصديره، كما أن السعودية قادرة على إنتاج 2.9 مليون طن من الفوسفات الثنائي الأمونيوم، وهي كمية تمثل 18% من مجموع صادرات الفوسفات الثنائي الأمونيوم في العالم. وأشار الى أن التحدث القادم يتمثل في الطاقة، وحاجة صناعة الأسمدة الى الغاز، خاصة الأسمدة النيتروجينية، والتي تعتمد على الغاز في انتاجها كممون رئيسي، مشيراً الى ايجاد مصادر بديلة للطاقة سيدعم التوسعات في انتاج الاسمدة. ولفت الى أن وضع أولوية استخدام الغاز في توليد الكهرباء أدى الى تعثر مشروعات صناعية للأسمدة في بعض الدول العربية، و يبقى المحور المهم إيجاد توازن في أولويات استخدامات الغاز بين الصناعة كأمن غذائي، وتوليد الكهرباء. وأشار تقرير للاتحاد العربي للأسمدة “حصلت الاتحاد على نسخة منه، إلى أن الإنتاج العربي من مختلف منتجات صناعة الأسمدة سيرتفع من 88.1 مليون طن حالياً إلى 120.1 مليون طن في العام 2016، بزيادة 32 مليون طن، بنمو 36.3%، كما أن 90% من إنتاج الدول العربية من الأسمدة يتم تصديره إلى الخارج، وهو ما يمثل أهمية كبيرة في اقتصاديات البلدان العربية، كما تنال دول الخليج نصيباً رئيسياً من عائدات صناعة الأسمدة.