حسن الورفلي (بنغازي - القاهرة)
وصلت قوات الجيش الوطني الليبي، إلى مشارف منطقة صلاح الدين في ضواحي طرابلس، وذلك بعد أيام من الاشتباكات العنيفة مع الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني.
قال العميد خالد المحجوب، مدير إدارة التوجيه المعنوي في القيادة العامة للجيش الليبي، لـ «الاتحاد»: إن الوحدات العسكرية التابعة للقوات المسلحة تستعد لحسم معركة تحرير طرابلس بشكل كامل قريباً.
وأكد المحجوب، أن القوات المسلحة الليبية تتخذ مواقف هجومية على تمركزات ميليشيات ومسلحي حكومة الوفاق في ضواحي طرابلس، مشيراً إلى أن بوادر انهيار الميليشيات التابعة للوفاق باتت واضحة في غالبية محاور القتال بالعاصمة الليبية.
إلى ذلك، استهدف سلاح الجو الليبي عدداً من المواقع العسكرية للميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني بمنطقة السدادة جنوب مصراتة.
يأتي ذلك، ضمن الغارات المكثفة التي يشنها سلاح الجو الليبي خلال الأيام الماضية، واستهدفت تمركزات المسلحين في محاور القتال بضواحي طرابلس، فضلاً عن استهدافها لغرف العمليات الرئيسية، التي تقودها عناصر أجنبية في مطاري مصراتة ومعيتيقة.
سياسياً، طالبت لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب الليبي، الدول الحليفة في الحرب على الإرهاب، بالأخذ بقوائم الإرهاب الصادرة عن اللجنة، وما فيها من أسماء مثل أبو عبيدة الزاوي المرافق لرئيس المجلس الرئاسي الليبي، فائز السراج، في زيارته الأخيرة، الذي يثبت تواطؤه في دعم التنظيمات الإرهابية وتمويلها.
واتهمت لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان الليبي، أمس، المجلس الرئاسي بتقديم الدعم اللامحدود للتنظيمات الإرهابية، متمثلاً في اصطحاب قادة القاعدة وداعش في الزيارات الدولية.
كما هنأت اللجنة، أبناء المؤسسة العسكرية بمهنيتهم العالية وثقتهم في النفس والانضباط، والتراتبية في تعاملهم مع التعليمات الصادرة عن القائد العام، المشير خليفة حفتر، في مراعاة قواعد الاشتباك، والمحافظة على أرواح المدنيين وممتلكاتهم، مما أبهر الليبيين بعقيدة القوات المسلحة الليبية، وهي حماية الليبيين، ودعم المجتمع الدولي للقوات المسلحة في حربها على الإرهاب.
وفي سياق متصل، وصل وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، إلى ليبيا بشكل مفاجئ لبحث التحضيرات الألمانية لمؤتمر برلين، الذي يجمع عدداً من الدول لحل الأزمة الليبية، وتفعيل سبل الحل السياسي للأزمة الراهنة التي تعيشها البلاد.
بدوره، اجتمع رئيس المؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، مصطفى صنع الله، الأحد، مع وزير البترول والثروة المعدنية المصري، طارق الملا، بحضور كبار المسؤولين بالوزارة في العاصمة المصرية القاهرة.
وأكد الوزير المصري - بحسب المكتب الإعلامي للمؤسسة الوطنية للنفط - على أهمية تعزيز التعاون الليبي المصري، منوّهاً إلى تطلع الشركات المصرية إلى تعزيز التعاون المشترك، وصدور التعليمات إلى الشركات المصرية للعودة إلى ليبيا، واستكمال بعض المشاريع المتوقفة.
من جانبه، أطلع صنع الله الجانب المصري على خطط المؤسسة لزيادة الإنتاج النفطي والغازي في ليبيا، داعياً الشركات المصرية المتخصصة للمساهمة في تنفيذ هذه الخطط على أسس فنية وتجارية، كما أثنى على شركة بتروجيت الحكومية، التي سبق وأن قامت بتنفيذ خط حقل الوفاء مليتة في العقد الماضي.
وقالت المؤسسة الوطنية للنفط، إن اجتماع صنع الله يهدف إلى مناقشة سبل التعاون المشترك في مجالات الحفر، وصيانة البنى التحتية، وإعادة تأهيل الحقول، واستكمال بعض المشاريع المتعاقد عليها سابقاً، والمتوقفة حالياً، ومنها استكمال مشروع بتروجيت لمد خط غاز حقل انتصار السرير، الذي يغذي محطة السرير الغازية لتوليد الطاقة الكهربائية، كونها الجهة المتعاقدة مع الشركة العامة لنقل الغاز، وهي شركة غير تابعة للمؤسسة.
وحث صنع الله، الشركات المصرية ذات السمعة المرموقة للعودة إلى ليبيا، والمساهمة في تنمية الاقتصاد الليبي.
يأتي ذلك، في إطار عدد من الجولات التي قام بها رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، وكبار المسؤولين بالمؤسسة الوطنية للنفط، شملت كلاً من واشنطن وموسكو والجزائر والقاهرة، للإعداد للمرحلة القادمة، والتي تتطلب تطوير البنى التحتية لقطاع النفط الليبي، وزيادة القدرة الإنتاجية، بما يعود بالفائدة على الاقتصاد الليبي.
ووصل نائب رئيس البعثة الأميركية في ليبيا، جوشوا هاريس، إلى مطار بنينا الدولي شرق ليبيا، لإجراء مشاورات مع مجموعة من الشخصيات الليبية، حول الجهود المبذولة لتفعيل الحل السياسي، والسعي لتحقيق العدالة للضحايا الأمريكيين، الذين قضوا جراء هجوم 11 سبتمبر 2012 ضدّ المنشآت الدبلوماسية الأميركية في بنغازي.
وأكدت السفارة الأميركية لدى ليبيا، أن هذه هي الزيارة الأولى من نوعها إلى بنينا، منذ أن علّقت الولايات المتحدة نشاطاتها الدبلوماسية في ليبيا في عام 2014.
ولم تكشف سفارة الولايات المتحدة، عن الشخصيات التي التقاها الدبلوماسي الأميركي، لكنها بينت أنه شدد على وجهات النظر الأميركية، فيما يتعلق بالحاجة الملحّة للأطراف الليبية لتخفيف حدّة القتال في طرابلس، والعمل من خلال العملية السياسية بوساطة الأمم المتحدة لتحقيق أهدافها.