دينا محمود (لندن)

أكد خبراء أميركيون في مكافحة الإرهاب أن نجاح الولايات المتحدة في القضاء على أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش» الإرهابي، ينهي وبشكل لا رجعة فيه «الهالة الأسطورية التي أحاطت بالخلافة المزعومة»، التي أعلن البغدادي قيامها في العراق وسوريا صيف عام 2014.
وقال الخبراء إن مقتل البغدادي، إثر العملية المعقدة التي نفذتها القوات الخاصة الأميركية في محافظة إدلب، يشكل «النهاية الرمزية» للوهم الذي تشبث به تنظيمه على مدى سنوات بشأن إقامة «دولة مزعومة للخلافة»، و«حجر زاوية في الحملة التي تشنها الولايات المتحدة لدحر داعش، خاصة في الوقت الذي تقلص فيه إدارة دونالد ترامب قوام قواتها المنتشرة في سوريا».
وفي مقال نشره مركز «فورين بوليسي ريسيرش إنستيتوت» الأميركي للأبحاث، أكد الخبير المخضرم في محاربة الجماعات الإرهابية كلينت واتس، أن الإجهاز على البغدادي «ربما لا يلحق ضرراً كبيراً بالقدرات العملياتية لداعش، ولكنه يجعل من المستحيل تقريباً على أنصار هذا التنظيم الإرهابي أن يبقوا مؤمنين بقدرته على تحقيق أهدافه».
وشدد واتس على أن ما حدث للبغدادي «يجعل داعش -رمزياً وعملياتياً- على شفا النهاية». ورغم أنه أكد ضرورة أن يتوخى «العالم الحذر إزاء ما يمكن أن يترتب على مقتل هذا القيادي الإرهابي»، فإنه أشار إلى أن احتمالات وقوع هجمات انتقامية رداً على ذلك، لم تعد كالسابق.
وأوضح «بينما كانت أوساط مكافحة الإرهاب الغربية تحتفل في الماضي بمقتل شخصية إرهابية بارزة وتشعر بالقلق في الوقت نفسه من التعرض لأي عمل انتقامي.. فإن فرص حدوث هذا الأمر الآن أصبحت أقل مما مضى»، ضارباً المثل في هذا السياق، بأن مقتل حمزة نجل مؤسس زعيم تنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن قبل أكثر من شهرين، لم يؤد حتى الآن إلى صدور أي تهديدات بشن عمليات انتقامية من جانب أيٍ من التنظيمات الإرهابية.
وأشار واتس إلى أن عدم علم هذه التنظيمات مسبقاً بالقضاء على حمزة بن لادن قبل إعلانه رسمياً من جانب الرئيس ترامب «يكشف أيضاً عن الضعف الذي صارت عليه شبكات الإرهاب الدولي، مقارنة بوضعها قبل بضع سنوات»، قائلاً إن «الغموض ما يزال يكتنف مدى الحزن الذي سيشعر به مؤيدو الإرهاب على الإنترنت بسبب مقتل البغدادي، ومقدار استعدادهم للرد على ذلك، لا سيما أن وضع الجماعات الإرهابية في عام 2019 يغاير لما كان عليه في 2009».