أسماء الحسيني (القاهرة - الخرطوم)

لأول مرة منذ 14 عاماً، ووسط ترحيب حكومي، وصل إلى الخرطوم، أمس، وفد من حركة تحرير السودان جناح مني أركو مناوي برئاسة جمعة الوكيل القيادي بالحركة، وكان في استقباله في مطار الخرطوم عضو مجلس السيادة السوداني محمد حسن التعايشي، وعدد من قيادات قوى الحرية والتغيير.
وأكد الوكيل، في مؤتمر صحفي بمطار الخرطوم، التزام الحركة بتحقيق السلام في السودان. وقال إن وصول وفد الحركة إلى الخرطوم دليل على التزامها بتحقيق السلام. وأضاف أن الحركة أرغمت في الماضي على حمل السلاح، وأشاد بالتغيير الذي تحقق في السودان على يد شباب الثورة.
ومن جانبه، أكد محمد حسن التعايشي، عضو مجلس السيادة في السودان، أن وصول وفد الحركة إلى الخرطوم جزء من التزام الطرفين باتفاق حسن النوايا والإعلان السياسي، خاصة ما يتعلق بوقف الأعمال العدائية، وأكد بدوره التزام الحكم الانتقالي في السودان بتحقيق السلام في جميع أرجاء السودان.
واعتبر سياسيون وخبراء سودانيون في تصريحات لـ«الاتحاد»، أن وصول وفود من الحركات المسلحة إلى الخرطوم يؤكد قرب الوصول إلى سلام شامل في السودان.
وقال محمد سيد أحمد سر الختم، القيادي بـ«الجبهة الثورية»، لـ«الاتحاد»، إن وصول وفد حركة مناوي وآخرين إلى الخرطوم يعزز الثقة، ويؤكد توافر حسن النوايا، وقرب التوصل إلى اتفاق سلام نهائي يطوي صفحة الحرب في السودان، ويوجه كل الجهود نحو البناء والتنمية.
من ناحية أخرى، أعلنت لجنة التحقيق في فض الاعتصام أمام القيادة العامة للجيش بالخرطوم التي تم تشكيلها مؤخراً أنها ستعقد أول اجتماعاتها الأربعاء المقبل. وقال المحامي نبيل أديب، رئيس اللجنة، إنه سيعقد لقاء مع رئيس الوزراء عبد الله حمدوك بخصوص عمل اللجنة، مؤكداً استقلالية اللجنة وعدم انحيازها لأي طرف أو جهة.
يأتي ذلك في وقت تفاقم فيه الصراع في أوساط فلول نظام الرئيس السوداني المعزول عمر البشير، وقالت مصادر مطلعة بالخرطوم لـ«الاتحاد»، إن الصراعات والتجاذبات داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقاً تشتد، وأنه قد برزت داخل الحزب تيارات عدة في ظل حالة من التوهان تضرب عضويته والمنتسبين إليه.
وتوقعت المصادر أن يؤدي هذا الصراع إلى الإطاحة بإبراهيم غندور وزير الخارجية السابق ومن يقوم بإدارة الحزب حالياً، أو تقديمه لاستقالته، باعتباره لا يملك المال الكافي أو الدعم والمساندة في أروقة الحزب.
وقال صلاح جلال، القيادي بحزب الأمة القومي السوداني، لـ«الاتحاد»، إن هناك ما لا يقل عن 3 تيارات تتصارع على قيادة حزب البشير، أولها يطالب بمقاومة التغيير وعرقلة عمل الحكومة الانتقالية ومؤسسات الدولة، وصولاً إلى شلها بالكامل، عبر استخدام أعضاء الحزب في مؤسسات الدولة والقطاع الخاص، وأوضح جلال أن هذا التيار معظمه من الشباب، وبعض المتشددين من القيادة العليا.
وأضاف جلال أن هناك تياراً آخر داخل الحزب البائد ينشط فيه سياسيون ورجال أعمال، ويرى ضرورة الانحناء للعاصفة، والعمل على بناء حزب جديد على أسس ومفاهيم جديدة، والاستفادة من القيادة العسكرية الحالية، بينما يطالب التيار الثالث باستغلال حالة السيولة الحالية في السودان والانقلاب سريعاً على الحكومة عبر عسكريين تابعين للتنظيم الإسلاموي بالجيش وتسلم السلطة.
وفي واشنطن، قال وزير المالية والاقتصاد السوداني إبراهيم البدوي، إن القرار النهائي في موضوع رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ورفع العقوبات الاقتصادية بيد الكونجرس الأميركي الذي يجب أن يوافق على المبادرات التي تتخذها الإدارة والخزانة الأميركيتان.