أحمد عثمان (باريس)

فيليب سولرز (الاسم المستعار لفيليب، بيار، جيرار جوايو)، روائي وباحث فرنسي شهير، ولد في الثامن عشر من نوفمبر 1936 في تالونس، قرب بوردو، لعائلة من الصناعيين تنتج الأدوات المنزلية. تابع دراسته الثانوية في مدرستي ليسيه مونتسكيو وليسيه مونتاني ببوردو، ثم في مدرسة سانت-جنيفييف بفرساي، حيث قامت إدارة المدرسة اليسوعية بطرده منها لتمرده وقراءته الكتب الممنوعة. مدفوعاً من قبل عائلته، دخل إلى المدرسة العليا للعلوم الاقتصادية والتجارية، بيد أنه اهتم أكثر بالأدب. في عام 1957، نشر أول نصوصه «التحدي»، في المجلة الأدبية الجديدة وقتذاك «أكتب» التي أسسها جون كايرول لدى مطبوعات «سوي». أخذ الكاتب الشاب الطموح الاسم المستعار «فيليب سولرز» لنفسه، مشتقاً لقبه من الكلمة اللاتينية «سولوس» Sollus والتي تعني الموهوب والماهر. في العام التالي، نشر أولى رواياته «عزلة فضولية»، بتشجيع من فرانسيس بونج... رواية كتبها في أقل من ثلاثة أشهر، حيتها أقلام كثيرة عند صدورها، ومن ضمن الكتاب الذين احتفوا بها فرانسوا مورياك ولوي آراغون.
في عام 1960، أسس وجماعة من الكتاب الشباب (جون-ادرن هالييه، رونو ماتينيو، فرانسيس دو بواروفراي، جاك كودول وجون-رونيه هوغنين) مجلة أدبية طليعية «تل كل» عن مطبوعات «سوي».
وفي الحوار التالي، يجيب الكاتب فيليب سولرز عن أسئلة حول الأسلوب، كما تبدى في روايته الأخيرة «مركز» الصادرة قبل أيام عن مطبوعات غاليمار.
*كيف ترى الصيغة الشهيرة: «الأسلوب هو الإنسان ذاته»، التي قالها بوفون أمام الأكاديمية الفرنسية في عام 1753؟
- التساؤل عن ماهية الإنسان بتعريفه من خلال الأسلوب هو بمثابة الاعتراف بأننا في أزمة كبرى بخصوص مفهوم الإنسان، ليس فقط عبر الحالة الراهنة، وإنما أيضا جذرياً. ما هو الإنسان؟ هل من الضروري البحث عنه بمصباح، كما فعل ديوجين في شوارع أثينا. ولكن، إذا كان الأسلوب يبلور كاتباً كبيراً، فإن أول اسم يخطر على ذهني هو فولتير، الذي اقترح عليك قراءة كل صباح رسالة له. وهذا سوف يمنحك طاقة طوال اليوم. لديك الخيار: مراسلات فولتير، وهي في 13 جزءاً صادرة ضمن سلسلة البلياد. رسالة كل صباح، طوال الصيف. شيء مثالي.
* كيف يتبلور أسلوب الكاتب؟
- الأسلوب، طريقة الذهاب إلى أكثر من المعنى الممكن، بصيغة ضيقة للغاية ومختصرة للغاية. من اللازم تحاشي الكثير من الحشائش الشيطانية عديمة الفائدة التي تحيط بما نقوله. الأسلوب، شيء ما يفرض نفسه. هو ذا كل الكلام! غير أنني أحدثك عن الفرنسية، بما أنني أكتب بهذه اللغة، والأسلوب سوف يكون محدداً بطريقة مختلفة في لغات أخرى: نجد أن المشكلة تطرح بصورة مختلفة عند الكلام عن أسلوب شكسبير. ولإدراك الأسلوب في اللغة الفرنسية، أقرئي الأخلاقيين. لا يتعلق الأمر بالكلام عن الأخلاق، وإنما كتابة تقارب السمو أو الحكمة: قوة الأسلوب هنا، في هذا الفن الرائع الخاص باللغة الفرنسية.
* كيف وجدت أسلوبك الشخصي؟
- بالنسبة لكاتب معين، المشكلة مرتبطة باليد، بالنفس، بشيء ما يجعل العقل متصلاً بالفعل، ولكن لا تنسي أن الناس اليوم ملتصقون بحواسيبهم، وبصورة دائمة مع هواتفهم المحمولة. نحن نحيا خراب ما يطلق عليه الأسلوب.
* أليس الأسلوب، في بادئ الأمر، موسيقية، جرسية، أذن؟
- صحيح! أحدهم، تعرفينه جيداً لما يتم الكلام عن الإيقاع، هو (آرتور) رامبو. الشعر مرتبط حقاً بالموسيقى. اسمعي (قصائد) رامبو معي، أمر خرافي: «أنا مبتكر شيء مختلف يستأهل كل ما سبقني، موسيقي أيضاً، وجد شيئاً ما كمفتاح الحب»، لديك الموسيقى، المفتاح بالمعنى الموسيقي، والكلمة حب: هنا، يجب أن يتبدى الأسلوب في كل وضوحه.
* للحصول على طريقة للعيش، من الضروري تجنب الشفرات المفروضة التي وضعها المجتمع؟
-الأسلوب، هو المعرفة- العيش، وهو بالنسبة لي نفس الشيء مثل المعرفة- الكتابة والمعرفة- القراءة. أسلوب الحياة الذي نمارسه مميز حسبما الأشخاص، ولكنه واضح في حالتي: ينتصب من الحياة العسكرية التي أحياها، أنهض مبكراً للغاية للكتابة، وكذا من الاسترخاء العميق. طريقتي في الكتابة تتمثل في البحث عن التكثيف الحاد للإدراك.

..........................................
- آليوشا فالد-لاسوفسكي
Wald-Lasowski, entretien avec Philippe Sollers, L’Express