دبي (الاتحاد)

توحّد العالم أمس على أرض الإمارات في انطلاق بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال» من دبي، التي تتواصل فعالياتها حتى يوم غد، في «فستيفال أرينا»، بمشاركة 1500 متسابق من 191 دولة، ويركز التحدي على ابتكار روبوتات لحماية المحيطات وتنظيفها من النفايات ومصادر التلوث.
حضر فعاليات اليوم الأول من المنافسات، عدد من كبار المسؤولين والسفراء في دولة الإمارات وخبراء من مختلف دول العالم، وممثلي وسائل إعلام وطنية وعالمية لتغطية هذا الحدث الذي ينظم للمرة الأولى خارج الأميركتين، وتستضيف دبي دورته الثالثة، تأكيداً لدورها العالمي في مجال التكنولوجيا والابتكار، ونشر قيم التسامح والتعاون البناء من دولة الإمارات إلى العالم.
وأكد معالي عمر سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي، نائب العضو المنتدب لمؤسسة دبي للمستقبل، أن دولة الإمارات حريصة على تعزيز الحراك العالمي الهادف لاستشراف وصناعة المستقبل، وأن استضافة بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال»، تؤكد هذا التوجه الهادف لمواكبة متغيرات الثورة الصناعية الرابعة، وتأثيرها على مختلف نواحي الحياة.
وقال معاليه: «أصبح مجال الروبوتات أحد أهم ميادين التنافس العلمي بين أكبر اقتصادات العالم، وينبع الاهتمام الإماراتي به من حجم الفرص الاقتصادية والعلمية المرتبطة بمستقبل الروبوتات في مناحي الحياة المختلفة ومستقبل الإنسان، ودورها بتطوير جوانب الحياة كافة، وكونها جزءاً أساسياً من مساعي إيجاد حلول للتحديات التي قد تواجهنا مستقبلاً».
وأضاف معاليه: «تأتي استضافة دولة الإمارات لهذا الحدث العالمي إيماناً من الدولة بأهمية إسراع الخطى على طريق الثورة الصناعية الرابعة، والأخذ بيد أبنائنا الشباب في بلدنا والمنطقة والعالم نحو غد أفضل يسهمون بتشكيله بأفكارهم وعقولهم».

مختبر عالمي للأفكار
من جهته، أكد خلفان بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل، أن بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال» تترجم رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بأن تكون دبي مختبراً عالمياً لأصحاب العقول والابتكارات والإبداعات لإبراز أفكارهم الاستثنائية وتمكين الشباب بأدوات المستقبل ودعمهم لحل ومعالجة تحديات الثورة الصناعية الرابعة.
وقال خلفان بلهول: إن تنظيم البطولة في دبي، واستضافتها فرقاً من 191 دولة في جو من التناغم والانسجام، يعكس رسالة دولة الإمارات في تعزيز التسامح والتعاون والتكاتف العالمي وتنسيق الجهود المشتركة لتحقيق خير المجتمعات.
وقال: «أصبحت دبي ودولة الإمارات مختبراً عالمياً للأفكار بفضل رؤاها الاستشرافية للمستقبل، وجهودها في رسم ملامح الثورة الصناعية الرابعة، واليوم من خلال هذا الحدث العالمي الذي تستضيفه دبي، نسعى لتعزيز جهود الحفاظ على استدامة كوكب الأرض، وما قد يبدو سباقاً يجمع فرقاً من أكثر من 190 دولة للفوز بهذا التجمع العالمي، يشكل في جوهره جهداً إنسانياً لمواجهة تلوث المحيطات».

حلبات وفرق و«عيادة»
وتضم منطقة المسابقات 6 حلبات منافسة تحتضن كل واحدة منها 6 فرق تشكل كل ثلاثة منها تحالفاً في وجه الفريق الآخر، والهدف جمع أكبر عدد من النقاط خلال يومي المسابقات التأهيلية، لتصعد بعدها الفرق الأعلى مجموعاً بالنقاط إلى مسابقة اليوم الأخير، الذي يشهد تنظيم المنافسات الإقصائية بين الفرق التي نجحت بالعبور إلى المرحلة النهائية، ليتم بعدها إعلان الفائزين وتوزيع الجوائز.
وتضم ساحة المنافسات مناطق مخصصة لكل فريق، ومساحات للتدرب، إضافة إلى ملعبي تدريب، وعيادة للروبوتات، تتمثل مهمتها في مساعدة الفرق على استكمال أي قطع ناقصة، وتضم متطوعين إماراتيين إضافة إلى مشاركين من خارج الدولة.
وتجري المنافسات ضمن منطقة تم إعدادها خصيصاً لاستقبال الفرق المشاركة، وتتضمن مساحات مخصصة لإعداد الروبوتات وتجهيزها قبل الدخول إلى منطقة المنافسة، وتركز المنافسات التأهيلية على نجاح الفرق المشاركة بتطوير روبوتات قادرة على أداء مجموعة من المهام المطلوبة والتي تخدم الجهود العالمية الهادفة إلى حماية المحيطات وتنظيفها من ملايين الأطنان التي تؤثر سلباً على الحياة البحرية وعلى صحة سكان العالم.

عرس عالمي
التكنولوجيا وإن كانت المسيطرة على ساحات المنافسات، إلا أن الجوانب الإنسانية لا تغيب عنها، سواء من ناحية المساعدة التي تقدمها الفرق لبعضها، أو من ناحية استعراض الجوانب التراثية والأكلات التقليدية لكل فريق، وأيضاً الأعلام الوطنية التي يقومون بإهدائها لبعضهم.
وخلال اللحظات القليلة التي لا تتوتر فيها الأعصاب وتشتد المنافسات، يسرق المتسابقون لحظات للتعرف على أبناء جيلهم من بلدان وقارات مختلفة، وهو أمر ليس أفضل من الإمارات لتكون ساحته، حيث بذل المنظمون جهوداً جبارة، واستقبل مطار دبي الدولي آلاف الطلاب خلال 48 ساعة سبقت انطلاق البطولة.

روح الشباب
10 ساعات فقط احتاجها الفريق البحريني لتجميع الروبوت، في حين عملت فرق أخرى لأشهر على برمجة وتصميم وبناء الروبوت والتدرب على قيادته، ورغم أنهم آخر فريق سجل في البطولة إلا أنهم تحدوا أنفسهم وأصروا على القدوم إلى دبي، ونجحوا بتجميع الروبوت، اعتماداً على خبراتهم بمسابقات أخرى، ورغم أنها المرة الأولى التي يشاركون فيها بالبطولة إلا أن مساعدة الفرق الأخرى لهم كانت بادرة جميلة زينت أجواء هذه الفعالية.

ريادة إماراتية
ويعكس تنظيم تحدي بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال» في دبي الموقع الريادي لدولة الإمارات في تنظيم واستضافة الأحداث والفعاليات العالمية، ودورها المحوري في تعزيز الجهود الدولية لتوظيف التكنولوجيا المستقبلية في دعم وبناء قدرات المواهب الشابة وتحفيز أصحاب العقول اللامعة والأفكار الاستثنائية لابتكار أفضل الحلول للتحديات التي يواجهها العالم في مختلف المجالات والقطاعات الحيوية.
ويركز التحدي على نجاح الفرق المتنافسة في تطوير روبوتات قادرة على أداء مجموعة من المهام تشكل حلولاً داعمة للجهود العالمية الهادفة إلى حماية المحيطات وتنظيفها من ملايين الأطنان من النفايات ومصادر التلوث التي تؤثر في الحياة البحرية وصحة الإنسان حول العالم.
وجاء اختيار الفرق المشاركة في البطولة العالمية بناءً على نتائجها في سلسلة من الفعاليات استمرت طوال العام الحالي في مختلف دول العالم، وتم خلالها توزيع مجموعة من الصناديق تضم أجزاءً وقطعاً إلكترونية لتصميم وابتكار روبوت قادر على توفير حلول ناجحة لعدد من التحديات وإنجاز مهام متنوعة تم تحديدها من خلال هيئات ومؤسسات أكاديمية عالمية متخصصة.
وتركّز دورة هذا العام على إيجاد حلول نوعية لحماية البيئة والمحيطات، وترّسخ البطولة المقامة في دبي مكانة الإمارة مختبراً عالمياً مفتوحاً لحلول مبتكرة لا تكتفي باستشراف تكنولوجيا المستقبل، بل توظّفها لصناعة غد واعد للبشرية، ولتشجيع الشباب العربي على الإبداع في تطبيقات الروبوتات والبرمجة والذكاء الاصطناعي والعلوم المتقدمة، استئنافاً لمساهمة الكفاءات والعقول العربية في مسيرة الحضارة الإنسانية، وبناء مستقبل أفضل للإنسان.

مشاركة إماراتية مميزة
يمثل دولة الإمارات في بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي سبعة من طلبة المدارس الثانوية في الدولة هم كل من: شوق سعيد الظنحاني وشيخة علي الصريدي من مدرسة دبا الفجيرة للتعليم الثانوي، إضافة إلى حمد سعيد وعبدالله جودت وعبدالرحمن عبدالله وغازي سالم، ومحمد ياسر من مدرسة راشد بن سعيد للتعليم الثانوي في حتا.
وتستقبل بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي «فيرست جلوبال»، التي تنظمها «مؤسسة دبي للمستقبل» 1500 طالب وطالبة ضمن الفئة العمرية من 14 إلى 18 سنة من 191 دولة على مدى أربعة أيام يتنافسون فيها ضمن فرق تمثّل بلدانهم للاستفادة من تطبيقات تكنولوجيا الروبوتات والذكاء الاصطناعي في تطوير حلول مبتكرة للتحديات الملحّة وصناعة مستقبل أفضل للإنسان.