فتاح المحرمي (عدن)
صعدت قطر من دعم ميليشيات الحوثي الانقلابية مادياً وعسكرياً، بالإضافة إلى الجانب الإعلامي، وفي تطور خطير كشفته مصادر استخباراتية يمنية، وصول شحنة أسلحة قطرية إلى مدينة الحديدة على متن زوارق، تسلمتها الميليشيا ونقلتها إلى معسكرات تابعة لها.
وأكد سياسيون يمنيون، أن الدعم القطري لميليشيات الحوثي ليس وليد المرحلة الراهنة، بل يمتد إلى حروب صعدة، وكان كبيراً حينها، وحتى في فترة وجود قطر ضمن التحالف العربي، كان دورها مشبوهاً، وهذا الدعم تصاعد مؤخراً، مؤكدين أن قطر تمثل اختراقاً إيرانياً في المنطقة العربية، مشيرين إلى أن قطر قدمت وبالتعاون مع إيران، معلومات استخباراتية وخرائط، لميليشيا الحوثي والقاعدة في اليمن.
وفي هذا الإطار، قال الكاتب فهد طالب الشرفي، وهو أحد أبناء صعدة «قطر هي التي طعنت صعدة في مقتل وقدمتها قرباناً لخامنئي، لأسباب عدة، أهمها وقوعها على حدود جبلية طويلة مع المملكة العربية السعودية، الأمر الذي جعلهم يستميتون في محاولة تحويلها إلى معسكر إيراني مؤذ للمملكة ومهدد لها، وفق مخطط شيطاني رأينا فصوله تنفذ بدقة عاماً بعد آخر، حتى تم إسقاط صنعاء وبلوغ عدن، وإسقاط الدولة اليمنية، وإعلان حرب الإيذاء وعدوان الصواريخ الباليستية على المدن السعودية».
وأوضح «قامت قطر بشراء ولاءات العسكر ورجال القبائل في صعدة عبر دبلوماسي قطري مكث أسابيع في منزل الشيخ الحوثي علي ناصر قرشة وتاجر السلاح المطلوب دولياً فارس مناع، وحتى في منازل ومقرات الحوثيين تحت ستار الوساطة، لكن ما حصل هو إعادة بناء ودعم الحوثية التي حصلت على ولاء مدفوع الثمن من قادة عسكريين ورجال قبائل لمصلحتها، وهذا ما حدث لتخوض بعده الحركة الحرب الخامسة في 2008 - 2009 بزخم عال، ضمن لها إسقاط نحو 90 في المائة من مناطق صعدة في أقل من شهرين، بعد أن كانت لا تسيطر على 2 في المائة من الأرض، قبل نجدة قطر لها باسم الوساطة المشؤومة».
وسبق أن نشر حساب «قطريليكس» التابع للمعارضة القطرية على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو يوضّح ويعرض وثائق يمنية بلغ عددها 900 وثيقة، رصدت أوجه الدعم الذي قدمته قطر لميليشيا الحوثي، وكان هذا الدعم هو العامل الأبرز في تسهيل السيطرة على صنعاء.
ومؤخراً كشفت مصادر استخباراتية يمنية أن قطر دعمت ميليشيات الحوثي في الحديدة بشحنة أسلحة متنوعة، تم تهريبها عبر زوارق بحرية، وقالت المصادر إن الأسلحة وصلت عبر زوارق مطاطية، بشكل متتابع إلى سواحل مدينة الحديدة.
وفي هذا الصدد، يقول الكاتب والسياسي أديب السيد، دعم قطر العسكري لميليشيات الحوثي ليس خافياً على أحد وبات ظاهراً للعيان، وما تخفيه السياسة يظهره إعلام قطر المساند لميليشيا الحوثي. وأشار إلى أن وثائق سرية تم تسريبها مؤخراً من أرشيف المخابرات اليمنية، كشف حجم الدعم المشبوه الذي قدمه النظام القطري لميليشيا الحوثي، خلال عامي 2007 و2008م، حيث قدّمت لجنة الوساطة القطرية 5 سيارات مدرّعة للحوثيين، وسلمت المخابرات القطرية عناصر الحوثي 100 جهاز «ثريا». وأضاف: «الوثائق بالإضافة إلى تأكيدات حزبية وعسكرية يمنية، كشفت أيضاً عن قيام قطر بنقل خبراء عسكريين من حزب الله إلى صعدة لتدريب ميليشيا الحوثي وحفر الكهوف، قبل السيطرة على صنعاء».
وقال السيد إنه خلال فترة وجود قطر ضمن دول التحالف العربي، لعبت الدوحة دوراً سرياً داعماً لميليشيا الحوثي، بالمعلومات الاستخباراتية العسكرية، حيث وجهت اتهامات لقطر بوقوفها خلف عمليات استهداف لمعسكرات تابعة للتحالف في مأرب والمخا، من خلال تزويدها للميليشيا بمعلومات عسكرية وإحدثيات لمواقع المعسكرات التي استهدفتها ميليشيا الحوثي، وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات من جنود التحالف.
وأضاف أنه أثناء المواجهات الأخيرة بين ميليشيا الحوثي، والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، في العاصمة صنعاء، وقفت قطر بقوة إلى جانب الحوثيين، وعقب مقتل علي عبدالله صالح، قدمت قطر أموالاً طائلة من أجل محاولة شراء ولاءات قيادات حزب المؤتمر، ومشايخ القبائل المحيطية بصنعاء، وتحويل موقفهم إلى جانب الميليشيات، وإفشال أي مقاومة عسكرية لهم.