مراد المصري (دبي)
الرياضة والاقتصاد أصبحا وجهين لعملة واحدة في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى، لأن النادي الذي لن يملك القدرة على إدارة أموره المالية سيجد نفسه في دائرة مظلمة رياضياً والعكس صحيح، ومع اعتبار عملية بيع اللاعبين واحدة من الاستثمارات الأساسية التي تدر الملايين على الأندية سنوياً، فإن النجاح الأكبر يكمن في كيفية الموازنة بين عملية بيع اللاعبين والبقاء في دائرة المنافسة.
وكشف رصد إحصائي متخصص إجمالي عائدات الأندية من عملية بيع الأندية منذ عام 2010، ليتم الكشف أن الرابح الأكبر هو نادي موناكو الفرنسي الذي جمع 950 مليون يورو «ما يزيد على 1.1 مليار دولار أميركي»، وهو أمر غير مستغرب من النادي الذي استفاد من نجاح لاعبيه في نهائيات كأس العالم الماضية، إلى جانب تألق الفريق نفسه في دوري أبطال أوروبا قبل موسمين، إلى جانب امتلاكه أكاديمية تعتبر الأقوى على الصعيد الأوروبي حالياً، حيث حصد الصيف الحالي 135 مليون يورو وهو مبلغ يمثل بقية حقوقه لانتقال كيليان أمبابي إلى باريس سان جيرمان، إلى جانب بيع توماس ليمار إلى أتلتيكو مدريد مقابل 70 مليون يورو والبرازيلي فابينو إلى ليفربول مقابل 45 مليون يورو، إلى جانب أسماء عديدة على مدار السنوات الماضية.
واحتل المركز الثاني فريق ليفربول الإنجليزي الذي يعتبر هدفاً أساساً لنادي برشلونة الإسباني في السنوات الأخيرة بعدما فتح خزائنه مرتين لضم الأوروجوياني لويس سواريز والبرازيلي كوتينهو، حيث بلغت عائدات «الريدز» من بيع اللاعبين نحو 683 مليون يورو منذ عام 2010.
واحتل المركز الثالث نادي روما الإيطالي الذي يسير على خطى مديره الرياضي الجديد الإسباني رامون رودريجيز الملقب بـ«مونشي» الذي يعمل على بيع نجوم الفريق بأفضل الأسعار وخطف المواهب الصاعدة لتعويضها بأسعار أقل، وهو ما جعل روما يحصد 680 مليون يورو.
وعلى غير المتوقع، ظهر الثنائي برشلونة وريال مدريد في المركزين الرابع والخامس على التوالي بمجموع 628 مليون يورو للبارسا و625 مليون يورو للملكي، حيث استفاد كلاهما من امتلاك لاعبين بمستويات عالية، بما سهل عليهما عملية إعادة بيعهم بمبالغ مرتفعة أيضاً، ومن الأمثلة رحيل نيمار من برشلونة إلى باريس سان جيرمان الفرنسي في رقم تخطى حاجز 220 مليون يورو، فيما قام ريال مدريد مؤخراً ببيع البرتغالي رونالدو إلى يوفنتوس الإيطالي بمبلغ وصل إلى 105 ملايين يورو، كما باع لاعبين بمبالغ مرتفعة منهم الأرجنتيني أنخيل دي ماريا والألماني مسعود أوزيل.
واحتل تشيلسي الإنجليزي المركز السادس بسبب الأزمات التي مر بها مؤخراً، والتغيير المستمر للمدربين، وبالتالي عملية تغيير اللاعبين بصورة مستمرة، لكنه جنى رغم ذلك 624 مليون يورو، ولحقه بالمركز السابع يوفنتوس الإيطالي المتخصص في عملية بيع اللاعبين بأسعار مرتفعة عن القيمة السابقة بمجموع 620 مليون يورو، مستفيداً من عدة صفقات أبرزها انتقال الفرنسي بول بوجبا إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل نحو 120 مليون يورو.
وفيما كان بورتو البرتغالي رائداً في هذا المجال سابقاً، فإنه تراجع في السنوات الماضية ليتقدم بنفيكا عليه بفضل علاقته المميزة مع الأندية الأوروبية حالياً، حيث احتل بنفيكا المرتبة الثامنة بالقائمة بمجموع 618 مليون يورو.
وجاء دورتموند الألماني بالمرتبة التاسعة برصيد 564 مليون يورو، وذلك بعد هجرة النجوم المتكررة في السنوات الأخيرة، خصوصاً بعد رحيل المدرب الألماني يورجن كلوب. واحتل المرتبة العاشرة نادي فالنسيا الإسباني بمجموع 514 مليون يورو الذي يبدو أنه صحح المسار بعد تحقيق التوازن المادي بعودته إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم الحالي.