«سفراء أبوظبي» يعكسون الوجه المشرق للسياحة في الإمارة
تواصل “هيئة أبوظبي للسياحة” مشوارها في تعزيز الوجه الحضاري للإمارة عبر تنظيم أهم الفعاليات التي ترسم المزيد من ملامح الرقي والتطور. وقد بدأت مؤخراً استكمال مبادرتها التثقيفية “سفير أبوظبي” التي أطلقتها قبل 3 أعوام مع سلة تعديلات تصب في خانة التطوير. في الدورة الثانية من العام الجاري، يشارك 55 موظفاً وطالباً مواطناً من 20 جهة ومؤسسة من القطاعين الحكومي والخاص، تم ترشيحهم ليخوضوا تجربة فريدة تدعم مجال عملهم وتؤهلهم ليكونوا المرآة الحقيقية للوطن ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. وواجهة مشرفة لأبوظبي التي ينظر إليها العالم كواحدة من أهم العواصم في معايير استقطاب السياح.
تمتد الدورة التي تطلقها “هيئة أبوظبي للسياحة” عبر مبادرتها “سفراء أبوظبي” على مدى 3 أشهر، بمعدل محاضرة أو جولة ميدانية مرة في الأسبوع. فكما أن المعلومات والحقائق والأرقام مهمة للتعرف إلى معالم أبوظبي والتعمق في أهمية التسلسل الحضاري الذي تمر به، كذلك تلعب الجولات الميدانية والرحلات الاستكشافية دوراً فاعلاً ومكملاً.
تشمل الجولات أهم المرافق السياحية في أبوظبي والعين والمنطقة الغربية. ويأتي ذلك بهدف تمكين «السفراء» كل في مجال عمله، من الجهوزية الكاملة للرد على أي استفسار حول الإمارة. بدءاً من احترام القيم الإسلامية، إلى العادات والتقاليد وقيمة التراث المحلي، وصولاً إلى الإلمام بالخطوط العريضة لمختلف المشاريع السياحية والثقافية والرياضية المقبلة عليها العاصمة. وللمرة الأولى تشمل الموضوعات التي تتناولها الوحدات، المعرفية السياحة الرياضية والترفيهية
مهارات مطلوبة
بعد خطابات ومراسلات من الجهات المعنية، تم اختيار المشاركين في الدورة من الجامعات والدوائر التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالضيافة والتعامل مع الناس.
وتهدف المبادرة إلى تزويد الموظفين والطلاب المواطنين الذين يتعاملون مباشرة مع الزوار بمجموعة المهارات اللازمة ليكونوا جديرين بتمثيل أبوظبي والتعريف بمقومات وجهاتها السياحية. وأهم القطاعات المعنية، دوائر وهيئات وجهات حكومية وكليات، مؤسسات السياحة والسفر وشركات الطيران، أقسام العلاقات العامة والتسويق، دوائر الإعلام والبروتوكول والتشريفات، وشركات تنظيم الفعاليات وأنشطة رياضة السيارات.
إرث عريق
أصبح من المقرر أن يقام برنامج “سفير أبوظبي” مرتين في السنة، بدلاً من مرة واحدة كما كان متبعاً، وذلك بناء على توجيهات معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبي للسياحة، الذي ارتأى أن تتسع رقعة البرنامج على دورتين. ويرى معاليه أن دمج الكفاءات الشابة في إطار القاعدة السياحية الضخمة التي تشهدها الإمارة، سوف يكون له الأثر الكبير في إنجاح الخطة المستقبلية للوصول بأبوظبي إلى أرقى المستويات. وكان معاليه صرح خلال حفل تخرج الدفعة الأولى من العام الجاري قائلاً: «تلتزم أبوظبي بقيم الضيافة والترحيب بالزوار، وتعريفهم بإرثها الثقافي العريق. ونحن نؤمن بأن أفضل من ينهض بمسؤولية توصيل رسالتنا للعالم هو المواطن الإماراتي. ونثق بأننا سنحصد ثمار ذلك من خلال الارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف أبوظبي، وبناء جسور من الحوار الحضاري معهم، وهو ما يدعم مكانة وجهتنا السياحية على الخريطة العالمية».
تراث وثقافة
من جهته، مدير إدارة المعايير السياحية في «هيئة أبوظبي للسياحة» ناصر الريامي، يذكر أن «سفير أبوظبي» يحظى باستجابة لافتة ودعم كبير من مختلف الجهات. ويشير إلى أن المبادرة أطلقت قبل 3 أعوام لتدريب طالبات «جامعة زايد» على مختلف مجالات صناعة السياحة في أبوظبي. «وشجعنا النجاح على مواصلة هذه الخطوة وتطويرها، وذلك عبر الارتقاء بوحداتها التدريبية وتلبية متطلبات الجهات الراغبة في الالتحاق بها من القطاعين العام والخاص».
ويضيف أن البرنامج يساهم في إعداد جيل من المواطنين المتدربين والمؤهلين لتقديم الصورة الحضارية للإمارة، وذلك بالاعتماد على الخبرات التي يكتسبونها خلال البرنامج، وتشمل محاور عدة في مجالات الضيافة والثقافة والتراث والمعالم السياحية. وعليه تتضافر جهود الهيئة لتزويد المشاركين في البرنامج بمعلومات شاملة عن سياحة الأعمال والترفيه في الإمارة، والتركيز على تطوير المحتوى بشكل مستمر ليتماشى مع النمو السياحي.
ووفقاً لمعلومات الريامي، فقد أظهرت الأبحاث أن الزوار يبدون اهتماماً بالتراث والثقافة المحلية، إلى جانب المعالم والمرافق السياحية المتاحة حالياً في مختلف أنحاء أبوظبي. ويرغبون كذلك في تجربة تقاليد الضيافة العربية الأصيلة. «ونحن نعمل على الوفاء بتوقعاتهم عبر توفير كوادر بشرية قادرة على استقبالهم بالكرم والترحيب الذي ارتبط بإمارة أبوظبي، والذي يمنح وجهتها السياحية ميزة تنافسية إضافية».
مرتبة الشرف
يوضح عاطف البستكي - تنفيذي أول توطين قطاع السياحة في الهيئة؛ أن القرار الذي تم اتخاذه هذه السنة لتخريج دفعتين، هدفه تغطية أكبر قدر من أعداد الراغبين في تعزيز مداركهم في المجال السـياحي «ومما يشجع على المشاركة أن المنتسبين ليس من الشرط أن يكونوا طلاب جامعات أومن اختصاصات لها علاقة بقطاع الضيافة، وإنما يتم ترشيحهم إما من كلياتهم وإما من الدوائر التي يعملون بها». والهدف من نيل لقب «سفير أبوظبي» أن يتمكنوا من صقل خبراتهم في الجانب المشرق للعاصمة، مما يمكنهم من خدمة وظائفهم بشكل ينسجم مع التوجه العام للإمارة. وهو إظهار الطابع السياحي الخدماتي لأبوظبي.
ويلفت البستكي إلى أنه من ضمن التغييرات التي طرأت على الدورة الحالية أن حجم المشاركة في البرنامج قد تضاعف ليصل إلى 20 مؤسسة بعدما كانت تقتصر على 11 منها. وفي ختام الدورة سوف يتم اختيار 3 من الخريجين لمنحهم مرتبة الشرف، تقديراً لأدائهم والتزامهم بجدول البرنامج ومهاراتهم في تقديم العروض ونتائج الاختبارات التحريرية.
تضم قائمة الجهات المشاركة في الدورة الحالية
شرطة أبوظبي، بلدية العين، إدارة الجنسية والإقامة، شركة أبوظبي للمطارات، مركز أبوظبي للأنظمة الإلكترونية والمعلومات، جهاز حماية المنشآت والمرافق الحيوية، غرفة التجارة والصناعة ، “رويال جت”، “الاتحاد للطيران”، هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، دائرة التنمية الاقتصادية، شركة أبوظبي لإدارة رياضة السيارات، المركز الوطني للمعارض، دائرة النقل، الجمارك، هيئة السياحة، البلدية، هيئة المياه والكهرباء، جامعة زايد وكليات التقنية العليا.
هونج كونج
في ختام الدورة السابقة تسلّم 67 مواطناً ومواطنة شهادات التخرج من معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة أبوظبي للسياحة، ومعالي محمد أحمد البواردي، أمين عام المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي. وتم اختيار 8 من الخريجين كنجوم لبرنامج “سفير أبوظبي” تكريماً لأدائهم الاستثنائي. وجاء التقويم بحسب نتائج الاختبارات النهائية بفوزهم ببعثة دراسية إلى “جامعة هونغ كونغ التطبيقية” والمصنفة الثانية عالمياً للأنشطة البحثية والعلمية من مجلة “تقرير أبحاث قطاع الضيافة والسياحة”. وخلال إقامتهم في كلية إدارة خدمات الضيافة والسياحة، تدرب «السفراء» على برنامج السياحة التراثية والمستدامة، وزاروا مجلس سياحة هونغ كونغ ومدينة «ديزني لاند» هونغ كونغ.
المصدر: أبوظبي