لكبيرة التونسي (أبوظبي)
عشقن الغوص في الأعماق، مارسن فن النزول تحت الماء في أوقات متفاوتة، وبقدر انبهارهن بالكائنات البحرية التي يختلف جمالها بين الليل والنهار، قررن المساهمة في تنظيف أعماق البحار من العوالق والشوائب التي تعوق حركة هذه الكائنات، وتتسبب في دمارها وتلوثها، فما هو السبيل للحفاظ على بيئة سليمة ومتوازنة؟.
حماية البيئة البحرية
ميثاء محمد القادر، رئيسة لجنة النساء في جمعية الإمارات للغوص مؤسس ورئيسة فريق «دايف مانيا»، تعد إحدى هؤلاء الشابات الغواصات المحترفات اللواتي يمارسهن هواية الغوص منذ أكثر من 14 سنة، ويساهمن في تنظيف أعماق البحر، ويستخرجن العديد من المخلفات، ويقمن بالتوعية في المدارس لنبذ هذه السلوكيات المضرة بالبيئة، إلى ذلك قالت القادر: «عندما دخلت عالم البحر وغصت في أعماقه اكتشفت جمالاً منقطع النظير لكائنات بحرية يصعب على الإنسان العادي مشاهدتها، وقررت أن أساهم بقدر استطاعتي في حماية هذه البيئة البحرية، لهذا أصبحت أشارك في تنظيف البحر مع الجهات المعنية، من أكياس وعلب مياه غازية وبلاستيكية، وزجاجية، وشباك صيد، ودواليب سيارات، وحفاضات، وغيرها، والتي تنتشر في المناطق القريبة من التجمعات السكنية، ولأن للتوعية دوراً مهماً في حياتنا، فإنني أصبحت أقدم دورات توعوية في المدارس للطلاب، لمواجهة المخاطر التي تهدد البيئة البحرية».
استكشاف الأعماق
من جهتها، قالت الغواصة إيمان المعيني: «إنها من عشاق البحر والرياضات المرتبطة به بشكل عام، ووجدت ملاذها مؤخراً في الغوص الذي أدمنته، برغم قصر عمر تجربتها»، لافتة إلى أن من يصل إلى عمق البحر ويكتشف جمال المخلوقات التي يحتضنها سيحمل هموم نظافة هذا العالم الخفي الذي يحظى بكل جديد وجذاب، إلى ذلك قالت المعيني: «إنها تفكر جدياً في القيام بتعميق تدريبها في مجال الغوص، للمشاركة في إنقاذ الكائنات واستكشاف أعماق البحار والمحيطات، وكذلك المساهمة في تنظيف الشواطئ والحفاظ على البيئة، موضحة أن المخلفات عادة ما تتضمن علب المشروبات الزجاجية والبلاستيكية، والمعدنية، إضافة إلى العديد من أدوات الصيد ومواد البناء والنفايات الخشبية والإلكترونية وأخشاب السفن المتهالكة والقراقير، وغيرها.
تنظيف الشواطئ
وتحمل الغواصة سماح عليتاني الاهتمام نفسه بالبيئة البحرية، حيث تشارك في مبادرات وحملات تنظيف الشواطئ، وانتشال المخلفات من أعماق البحار، مؤكدة أن بعض المناظر التي تشاهدها مؤلمة، خاصة أنها تعوق حركة بعض الكائنات وتسبب لها الأذى، لذلك ساهمت في تنظيف بحر الشارقة، والفجيرة ودبي، هذه المخلفات تسبب مشاكل صحية للشُعب المرجانية والكائنات المجهرية، ولهذا فالجميع معني بالحفاظ على هذه البيئة، خاصة من لهم دراية بهذا المجال، ولهذا نشعر بمسؤولية التوعية بالمخاطر نتيجة الإلقاء العشوائي للمخلفات، خاصة لدى طلابها، وتسعى إلى رفع الوعي لدى الجمهور والأفراد للحد من رمي النفايات العشوائية، لما لذلك من تأثير ضار على البيئة البحرية، وللمحافظة على الإرث الطبيعي للأجيال المقبلة.
حس إنساني
تقول ميثاء محمد القادر: «شاركنا في تنظيف الشواطئ ومواقع الغطس والموائل الطبيعية البحرية والبرية في مواقع مختلفة من الإمارات، بهدف حماية البيئة والحفاظ على نظافتها، وتوجيه الجمهور نحو الحد من إلقاء النفايات والمخلفات بطرق عشوائية، والمحافظة على عناصر البيئة الأساسية، كما أصبح من واجبنا تنمية الحس الإنساني للتفاعل مع البيئة، واستخدام عناصرها بصورة إيجابية، بحيث يصبح هذا الأمر سلوكاً اعتيادياً لدى جميع أفراد المجتمع».