معتصم عبدالله، وليد فاروق (دبي)
لم يشفع الأداء «الأفضل» الذي قدمه الوصل، أمام ضيفه اتحاد جدة، مساء أمس الأول، في ذهاب دور الـ16 لكأس الملك محمد السادس للأندية الأبطال، في تغيير النتيجة «المعتادة» للفريق في مبارياته الأخيرة، وهي الخسارة، وهذه المرة بنتيجة 1-2، بل وزاد عليها أيضاً أن تأتي الخسارة بشكل صادم في الدقيقة الأخيرة من اللقاء، وفي ظلل النقص العددي للمنافس، في الوقت الذي كان «الإمبراطور» الأقرب إلى الفوز، وأهدر لاعبوه العديد من الفرص، في ظل حالة عدم توفيق كبيرة، وتألق غير عادي لفواز القرني حارس «العميد» الذي زاد عن مرماه ببسالة، ولعب دوراً محورياً في ترجيح كفة «الاتي».
ويعد الفوز هو الأول لاتحاد جدة على الوصل في تاريخ مواجهتهما بالبطولة، وسبق وأن التقى الفريقان ضمن منافسات البطولة العام الماضي، وانتهت مواجهتا دور الـ32 بالتعادل 1-1 في جدة، ومن دون أهداف في دبي، ونجح «الفهود» في التأهل إلى دور الـ16 وقتها، وكادت مباراة أمس الأول أن تمضي إلى نتيجة التعادل المعتادة، إلا أن البرازيلي رومارينهو خطف هدف الفوز في الوقت المحتسب بدلاً من الضائع.
وليس أمام الوصل في حال الرغبة في مواصلة المسيرة بالبطولة، إلا تعويض الخسارة في مباراة الإياب المقرر إقامتها يوم 4 نوفمبر المقبل باستاد «الجوهرة المشعة» في جدة، بفوز يعوض خسارة الذهاب، أما أي نتيجة أخرى تصب في مصلحة الاتحاد، ورغم ذلك تمسك الروماني لورينت ريجيكامب مدرب الوصل بفرص فريقه في التأهل، وقال «حققنا العديد من الإيجابيات في المباراة رغم الخسارة، وأؤمن بفرصنا، حيث يتأهل الأفضل في «الإياب»، متمنياً أن يلعب المباراة المقبلة بصفوف مكتملة.
وحول أسباب الخسارة، قال: من الصعب إيجاد شرح لمباراة بهذه الصورة، لابد من تهنئة اللاعبين على الطريقة التي أدوا بها، وسوء الحظ لازم الفريق رغم سعادتي بالأداء، في ظل مشاركة حمد البلوشي، بعدما شكا من آلام في البطن، وهي ذات المشكلة التي عانى منها خميس إسماعيل، وأعتقد أننا قدمنا مباراة جيدة، وصنعنا الكثير من الفرص، لكننا لم نسجل سوى هدف عكس المنافس.
وألمح مدرب الوصل إلى المسؤولية المشتركة في استقبال فريقه لهدفين، وقال «كان علينا الحذر أكثر، وخطأ البيرق في عدم لعب كرة طولية، كلفنا الهدف الأول، ولا أجد تعليقاً مناسباً للهدف الثاني!، ولكن يبقى هذا هو حال الكرة، وعلينا متابعة المشوار»، لافتاً إلى أن معنويات لاعبي فريقه كانت جيدة رغم النتائج السلبية للفريق، وقال «مشكلتنا الوحيدة عدم تسجيل أهداف أكثر من المنافسين».
ليما: أهدرت فرصاً بغرابة
أكد البرازيلي فابيو ليما لاعب الوصل، أن عدم التوفيق الذي لازم فريقه في مباراة اتحاد جدة، لم يسبق أن رأى مثله، بدليل أنه نفسه أضاع فرصاً لم يكن يتخيل أن تضيع منه، وسبق أن أحرز أهدافاً من فرص مماثله سابقاً في مباريات أخرى، إلا أن الحال مختلف في مباراة أمس الأول.
وأوضح ليما أن فريقه ورغم الخسارة قدم مستوى متميزاً، وتطور بدرجة كبيرة عن مبارياته الأخيرة في الدوري، وقال: لعبنا جيداً جداً، وقدمنا أداءً رائعاً، ولكن خسرنا في النهاية بهدف في الدقيقة الأخيرة، مثل هذه المواقف تكون في منتهى الصعوبة على أي لاعب، ولا تتمنى حدوثها، لأنها نتيجة عدم تركيز، وتقدم مباراة رائعة وتخسر في النهاية.
وأضاف: خسرنا أهدافاً سهلة، بعض الفرص لا تضيع، بجانب تألق حارس الاتحاد الذي قدم مستوى رائعاً، وفي الوقت نفسه نستقبل هدفا في الوقت المحتسب بدل ضائع، بالفعل سوء توفيق كبير يلازمنا، وأعتقد أننا بحاجة إلى استعادة الثقة لكسر سوء التوفيق الذي يطاردنا.
وأكد ليما أنه بغض النظر عن الخسارة، ولكن الفريق قدم مستوى أفضل، متمنياً أن يؤدي الوصل الأداء نفسه في مبارياته المقبلة بالدوري، من أجل تحسين وضعيته ومركزه في الترتيب، معترفاً بأن الدوري هو المسابقة الأهم، ولو نجح في تقديم مستوى مشابه تتغير النتائج في المسابقة المحلية.
العبدلي: «العميد» محسود!
هنأ محمد العبدلي مدرب اتحاد جدة، لاعبي فريقه بالفوز على الوصل، مؤكداً أن التفاني في المباراة، رغم النقص العددي والأداء الجيد للوصل منحهم الفوز الثمين، وقال «سعيد بالفوز والبداية الجديدة، ونتمنى أن تكون الفرحة مستمرة.
وأضاف «فوجئت بحالة الطرد المبكرة، وحاولنا اللعب على الثلث الدفاعي، لتجنب استنزاف مجهود اللاعبين، واستغلال المساحات خلف دفاع الوصل، وتفوقنا في الدقيقة الأخيرة، بفضل الاستراتيجية المحكمة التي أدينا بها، بعد حالة الطرد»، لافتاً إلى أن لاعبي الاتحاد نجحوا سريعاً في استيعاب النقاط السلبية التي لازمت الأداء في مباريات سابقة.
وثمن مدرب «العميد» المساندة الجماهيرية الكبيرة لفريقه، رغم الظروف الصعبة التي مر بها، وقال «جمهور «الآتي» عودنا الوقوف خلف الفريق في كل مكان والتشجيع المستمر، أعتقد أن لاعبي الفريق «محسودون» على هذه الجماهير الوفية والعاشقة للنادي».
وشدد العبدلي على أن التأهل إلى ربع النهائي لم يحسم بعد، وقال «كرة القدم لا تعترف بالشوط الواحد، وأعتقد أن المجال مفتوح أمام الفريقين في الشوط الثاني، تنتظرنا مباراة جديدة تماماً في جدة، والمنافسة على البطولة تتطلب القتال على كل المباريات».
رينارد في زعبيل
حرص الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب السعودية، وجهازه المعاون، على متابعة المباراة، من مدرجات استاد زعبيل، للوقوف على مستوى الدوليين في «الآتي»، قبل التجمع القادم لـ «الأخضر»، الذي يستعد لمواجهة أوزبكستان 14 نوفمبر المقبل، في الجولة الخامسة لتصفيات «مونديال 2020» وكأس آسيا 2023.
يذكر أن المنتخب السعودي، يحتل المركز الثاني في المجموعة الرابعة، برصيد 5 نقاط من 3 مباريات، وتعادل في مباراته الأخيرة مع فلسطين من دون أهداف.