ندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوج راسموسن أمس، بهجمات قوات الأمن السورية على المدنيين، لكنه شدد على أن الحلف لا ينوي التدخل في سوريا. وقال في ختام لقاء مع وزير الخارجية النمساوي مايكل سبيندليجر في فيينا “لا ننوي التدخل في سوريا .. في ليبيا نتحرك بموجب تفويض من الأمم المتحدة ومع دعم من بلدان المنطقة، والظروف ليست مشابهة للتدخل في سوريا”. من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عشية لقائه المرتقب نظيره الفرنسي آلان جوبيه اليوم في موسكو “إن الدعوات التي تصدر من المجموعة الدولية إلى تغيير الأنظمة في بلدان العالم العربي غير مسؤولة”. وأضاف في كلمة أمام لجنة الشؤون الخارجية في الدوما (البرلمان) “اعتبر أن الدعوات التي يصدرها بعض المسؤولين من أجل يحفزوا بكل الوسائل هذه الموجة من الثورات هي بكل بساطة غير مسؤولة وتتناقض مع مصالح البشرية”. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن لافروف قوله “إن تغيير الأنظمة يجب أن يحصل بطريقة تطورية ومن دون ثورات”، وأضاف “إن الأحداث في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لم تنته بعد، ويمكن أن تحصل في بلدان أخرى من العالم”. إلى ذلك، قال خبراء إن القمع العنيف للحركة الاحتجاجية في سوريا دفع فرنسا إلى تشديد لهجتها إزاء سوريا وإلى طي صفحة أربع سنوات من الحوار مع نظام الرئيس بشار الأسد الذي لم يثمر سوى نتائج محدودة. وأوضح مصدر دبلوماسي فرنسي “إن محاولة التقارب التي أبداها الرئيس نيكولا ساركوزي كانت للمساهمة في تطبيع العلاقة بين سوريا ولبنان، بحيث يتم الاعتراف التام باستقلال لبنان وسيادته”. وقال اكسيل بونياتوفسكي رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية “كان الهدف إعادة سوريا إلى المجموعة الدولية، لأنها أعطت عدداً من الضمانات، خصوصاً في التعاطي مع الملف اللبناني”. وأضاف “إن الربيع العربي هو الذي قلب الأمور رأساً على عقب”. وقال بارع مخايل من مؤسسة العلاقات الدولية والحوار الخارجي “لقد تعاملنا مع رؤساء دول تنوعت درجات تسلطهم واستبدادهم، إنما بطريقة براغماتية أيضاً لمواجهة ديناميكيات مجتمعية تبدو أقوى بكثير من السلطات القائمة، وقررنا مواكبتها”. ورأى عدد كبير من الخبراء والدبلوماسيين أن القطيعة مع الرئيس السوري بشار الأسد تفرض نفسها طالما أن سياسة التقارب الفرنسي مع النظام السوري لم تثمر على الأمد البعيد سواء في لبنان أو على صعيد التوازنات الإقليمية الكبيرة. وقال ديدييه بيليون الخبير في معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية “إن استراتيجية فرنسا في المنطقة كانت تنطلق من فكرة مسبقة تقضي بكسر التحالف الاستراتيجي بين دمشق وطهران”. وأضاف “من الواضح أن هذا الهدف لم يتحقق على رغم كل الجهود المبذولة، وبقي هذا التحالف راسخاً، وما زال أيضاً اليوم، لأن سوريا معزولة نسبياً”.