أشرف جمعة (أبوظبي)
خطواتهم المتأنية نحو المستقبل تبشر بالأمل، وأحلامهم الصغيرة تتسع كلما عبروا إلى الفضاء بأفكارهم المبدعة، فالصغار في الإمارات في سعي دائم نحو الوصول إلى غايات علمية وأدبية وفنية وثقافية مختلفة، وهو ما يجعل إبداعاتهم جسراً للمستقبل، ونقطة للانطلاق نحو اكتشاف المواهب وتحفيزها وتوجيهها إلى المسار الصحيح برعاية الأسر التي تتعرف على مواطن الإبداع لدى أبنائها والمدارس التي ترسم لهم الطريق وتتيح لهم فرصة المشاركة في المسابقات، ومنها بطولة العالم للروبوتات حالياً في دبي، والأنشطة التي ترتقي بالمهارات فكيف نصنع من الطفولة عقولاً تتهيأ للغد؟ وكيف تمضي بهم عجلة الزمن إلى تحقيق الأحلام ومن ثم الفوز بالجوائز؟ بخاصة أن هناك طفرة في إبداعات الصغار داخل الدولة برعاية واعية من المؤسسات المعنية التي تبسط جناح الألفة ليعبر الصغار إلى الغد المشرق وهم متسلحون بالمعرفة والابتكار.
ميزات خاصة
يقول اختصاصي مادة العلوم في مدرسة عبدالله بن ناصر للتعليم الأساسي، الحلقة الثانية، عبدالله جرادات دكتوراه في مناهج العلوم وأساليب تدريسها: إن للموهوبين نصيباً في الحصول على ميزات خاصة في الحياة المدرسية بوجه عام في ظل التطورات التي يشهدها هذا القطاع، والتي تهتم باستكشاف الإبداعات الطلابية ومن ثم تنمية المواهب عبر العديد من الأنشطة التي يشارك فيها الطلاب، وهو ما يظهر شغف العديد منهم ويبرز اهتمامهم والمجال الذي يستطيع أن ينبغ فيه كل طفل، لافتاً إلى أن كل طالب يتجه نحو النشاط الذي يشعر من خلاله أنه يستطيع أن يقدم شيئاً جديداً وهو ما يؤكد أن الإبداعات التي تتولد في مرحلة الطفولة من شأنها أن تضع العديد من الطلاب على المسار الصحيح.
ويشير جرادات إلى أن هناك تعاوناً وثيقاً بين المدرسة وأولياء الأمور حيث تدعم دائماً الأسرة أبناءها وتهيئ لهم كل السبل من أجل التفوق، وتفسح لهم المجال من أجل ممارسة الهوايات المفضلة ومن ثم تنمية المهارات والقدرات الابتكارية وهو ما يجعل هذه العلاقة حجر الزاوية في استشراف إبداعات الطفولة ويرى أن الدعم الذي تقدمه الأسر إلى أبنائها والدعم المماثل الذي تقدمه المدرسة لطلابها يصب في مصلحة جميع الموهوبين بخاصة أن المشاركات الطلابية في الجوائز والمسابقات يجعل كلاً من المدرسة والأسرة في دائرة المسؤولية، ويؤكد أن إبداعات الطفولة يجب أن تحظى دائماً بالاهتمام لأن أطفال اليوم هم طلائع الغد وكوادر المستقبل وكلما ازداد الاهتمام بهم كانت النتائج أفضل والبيئة أجمل حيث تكون التربة مهيئة لأن يكون هؤلاء فيما بعد علماء ومفكرين وفنانين ومبدعين في المجالات كافة.
عالم القراءة
ويورد عبدالله محمد 11 عاماً أنه يحظي بدعم من الأسرة ودعم من المدرسة وهو ما يجعله في حالة نشاط ذهني، فضلاً عن أنه كلما فاز في إحدى المسابقات أو حصل على جائزة يشعر بأنه أنجز شيئاً وأن ما أنفقه من وقت وجهد وتعب لم يذهب هباء.
ويشير إلى أنه أصبح يستمتع بالمشاركة في مسابقات القراءة والابتكار داخل الدولة خصوصاً أنه نمى العديد من مهاراته الفردية، وأصبح على صلة وثيقة بعالم القراءة وهو ما انعكس عليه بشكل إيجابي حيث إنه من خلال المطالعة تولدت لديه طاقة من الخيال كانت كفيلة بأن تضعه أمام تجربة كتابة قصص للأطفال وأنه يطمح في المستقبل إلى أن تتطور إبداعاته وأن يحقق العديد من الإنجازات.
وتذكر مريم اليافعي 14 عاماً، طالبة بمدرسة سلامة بنت بطي للتعليم الثانوي أنها اكتشفت منذ الصغر أن لديها شغفا بالقراءة، وطالعت كثيراً كتب الأطفال في مرحلة مبكرة وهو ما جعلها تكتشف فيما بعد العديد من المواهب التي أهلتها إلى خوض المسابقات ومن ثم الفوز وهو ما عزز في داخلها أهمية المطالعة ومن ثم الاهتمام بالإبداعات الكامنة بداخلها.
وتبين اليافعي أنها متفوقة في حياتها الدراسية وأن المدرسة زودت مهارتها الفردية المختلفة وفتحت أمامها المجال لاستكشاف مواهبها فضلاً عن بيئة البيت التي وفرت لها كل السبل التي جعلتها ناجحة في حياتها الإبداعية وأنه من الضروري أن يكون هناك دعم حقيقي لإبداعات الطفولة، وتطمح مريم إلى تحقيق أحلامها في المستقبل في ظل رعاية الموهوبين في الدولة والمناخ الإبداعي الموجود حالياً في كل مناحي التعليم.
مسار صحيح
ولا تخفي موزة المنصوري 13 عاماً طالبة في مدرسة السلام، حلقة ثالثة، أنها تشعر بالسعادة للإنجازات التي حققتها والتي جاءت بدعم من الأهل ومن ثم المدرسة بخاصة أنها حصلت على جوائز في التميز التربوي مشيرة إلى أنها تعمل على استثمار مواهبها التي التفتت إليها بفضل البيئة المشجعة على الإبداع، وتبين أن الأجواء الحالية مشجعة على استثمار إبداعات الطفولة بشكل أفضل وأنها تحرص دائماً على تنمية مواهبها من خلال استكشفاها بشكل مستمر ومن ثم دعم المشرفين التربويين الذين يوجهونها دائماً إلى المسار الصحيح وتذكر أنها أيضاً تشارك في العديد من الأنشطة الثقافية داخل المدرسة وهو ما يجعلها محبة للأجواء العلمية والأنشطة الهادفة التي ترتقي بالأطفال وتشجعهم على الابتكار.
مسابقات وجوائز
وتشير لطيفة خالد 10 سنوات إلى أنه لولا المناخ المشجع على الإبداع ما ظهر العديد من الموهوبين بهذا الشكل خصوصاً أن الفترة الحالية تشهد زخماً في المسابقات والجوائز التي تحتفي بإبداعات الطفولة وأنها تشعر بالسعادة لكونها استطاعت أن تحقق بعض الإنجازات ومن ثم الفوز بالجوائز وأنها حريصة على المشاركة المستمرة ضمن الفعاليات والأنشطة التي تستكشف الموهوبين وتضعهم على الطريق الصحيح وأنها تحظى بدعم من الأسرة ومن المشرفين في المدرسة وأنها عازمة على أن تواصل مشوار التفوق والابتكار.
مشاركات طلابية
ويبين حمد سعيد المري، 13 عاماً عضو مجلس القيادة والابتكار بجائزة الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، لإبداعات الطفولة أنه سعيد بالمشاركات الطلابية التي تذكي في نفسه روح الإبداع وأنه حريص على أن يغتنم الفرص المدرسية التي تسهم في تطوير مهارات الطلاب وأنه يطمح إلى أن يحقق طموحاته في ظل الرعاية الكبيرة التي يحظى بها الأطفال في الدولة بخاصة أن كل الظروف تساعده على الإبداع.
أجواء مبدعة
وتوضح حمدة المنصوري 7 سنوات طالبة في مدرسة دبي الدولية الخاصة إلى أنها تعيش في أجواء مبدعة في ظل الاهتمام بالطفل وتثقيفه وبناء معارفه من خلال التفاعل مع مواهبه وأنها على الرغم من صغر سنها إلا أنها تحرص على المشاركة في المسابقات التي تناسب مرحلتها العمرية وأنها أصبحت ملتزمة بالمشاركات الإبداعية داخل المدرسة كما أن أسرتها تحرص على تدعيم مواهبها الفردية وأنها تشعر بالسعادة للاحتفاء بإبداعات الطفولة.
مهارات التكنولوجيا
يقول اختصاصي الدعم التقني في هيئة الشارقة للكتاب أحمد النقبي: إن استيعاب الأطفال لعالم التكنولوجيا سريع بخاصة أنها أصبحت لغة العصر، وأن الأسر تحرص على إكساب أطفالها المهارات التكنولوجية اللازمة التي تؤهلهم إلى خوض تجارب ابتكارية، مشيراً إلى أن المدرسة لها دور في بناء العقول معرفياً وأن الطفل الموهوب يتجه إلى المجال الذي يستطيع من خلاله أن يكون مبدعاً وأن الأطفال الذين استطاعوا أن يضعوا أفكاراً لابتكارات بسيطة يستطيعون بفضل التوجيه التربوي أن يسيروا في الاتجاه الصحيح مبيناً أن العديد من الطلاب الذين بزغوا في مجالات تقنية رغم صغر سنهم كان لديهم دعم من قبل المدرسة فضلاً عن انتباه الأسر إلى مواهبهم وهو ما يؤكد أن الأطفال النوابغ سيكون لهم دور في عالم الغد في ظل الاحتفاء الحقيقي بإبداعات الطفولة.