كان أجدادنا البحارة في زمن الغوص عندما يجد أحدهم في محارته «حصباة» أو «دانة» فإنه يركض إلى النوخذة أو القبطان بالبشارة فينهض له النوخذة لإكرامه. في هذه الحالة يمنحه مبلغاً من المال و»بشت» وهو رداء الرجال الموسرين، يرتدونه في المناسبات الخاصة والرسمية، لأن وجود لؤلؤة ثمينة يعني حصولهم على أرباح كثيرة. وفي الغالب تعود السفينة إلى موطنها اكتفاء من رحلة الغوص تلك بسبب اللؤلؤة الثمينة، فثمنها سيكفي لرواتب كل البحارة، ومستلزمات رحلة أخرى ربما، ويبقى أيضاً الربح للنوخذة. وبعد بيعها واستراحة قصيرة كمكافأة لأنفسهم يعودون إلى مغاصات أخرى. أسس ومعايير ثمة قانون متعارف عليه تجارياً بين تجار اللؤلؤ وهو تحديد ثمن اللؤلؤ حسب 3 أسس. وهو الصنف والحجم والوزن. وهناك معايير أخرى مثل النوع والشكل واللون، ومعه النقاء والصفاء أو نعومة الملمس. في ذلك يقول جمعة خليفة بن ثالث - منسق قسم التراث بجمعية الإمارات للغوص: «إن المحار أنواع عدة منه «العسيرين» أي المحار الصغير الحجم، و«الزنية» مستطيل الشكل ولونه أسود، و»الفصمة» ذات الحجم المتوسط، و»الخالوف» بشكله المختلف تماماً عن بقية المحار ولذلك سمي الخالوف. وهناك محار «الصديفي» وبدوره يختلف من شكل إلى آخر حسب المكان أو «الهير» موقع الغوص. ويعتبر الصديفي هو النوع المشهور والسائد في دول الخليج، والهند وسريلانكا، وتتدرج ألوانه ما بين البيج والكريمي والأحمر وكذلك البني المائل إلى الاخضرار. أنواع مختلفة يوجد من اللؤلؤ أنواع مختلفة ومتنوعة في الجمال والجودة ومن أجمل اللآلئ «الجيون» وهي الثمينة نظراً لتمتعها بالصفاء والنقاء ولاستدارتها المكتملة. وأيضاً تتميز بلونها الأبيض المشرب بحمرة خفيفة. كما أن تداول أهل الخليج نوعاً منه عرف باسم فارسي «الشيرين» وتعني الحلو. أما «الخشن» فلها صفات الجيون إلا أنها صغيرة الحجم. ومن أنواع اللؤلؤ أيضاً «القولوة» وهي غير كاملة الاستدارة وتعتبر من الأنواع الجيدة، إلى جانب «البدلة» التي تأتي بالمرتبة الخامسة من حيث جودتها وجمالها. لكن عيبها يكمن في عدم استدارتها بشكل كامل. ومن اللآلئ الجميلة والمستديرة بشكل كامل «الناعم» ويميزها حجمها الصغير. وكذلك هناك نوع آخر صغير الحجم غير كامل الاستدارة يسمى «البوكه». أما لؤلؤ «الفص» فيكون ملتصقاً بجدار المحارة ويتطلب مهارة خلال إخراجه. أيضاً من أنواع اللآلئ هناك (الحصباة واليكة والخشرة) وعلى الرغم من كساد سوق اللؤلؤ الطبيعي وعدم خروج سفن الغوص كما في زمن الأجداد، إلا أن لتلك الحبات من اللآلئ بريقاً رائعاً يبهر العيون، وتشكل ثروة قيمة. ثروة الماضي ثمة أسماء خاصة للآلئ، حيث لكل نوع اسم، وللاسم علاقة بالوزن والحجم والصنف. وبعد أن كسد سوق اللؤلؤ إثر تصنيع اللؤلؤ في الصين واليابان أصبح اللؤلؤ الذي تم صيده عن طريق الغواص الإماراتي أو الخليجي بمثابة ثروة لمن يملك تلك الحبات التي هي اسم على مسمى حقاً.