يقول خبير الفاكهة، الدكتور أحمد الشيخ، أن خطوات التنبيت أو التلقيح الخاصة بالنخيل من أجل الحصول على ثمار صحيحة خالية من العيوب تبدأ بمراقبة الأغاريض المذكرة، فهي عادة تخرج قبل الإناث، وعندما تنضج تشق طوليا وتستخرج منها الشماريخ المذكرة، وهي معروفة لدى السكان المحللين في الدولة بأنها حبيبات بيضاء، ثم توضع في غرفة حرارتها ما بين 30-35 درجة مئوية لتجف، ويجب تجفيف الغرفة من حين لآخر بواسطة شفاطات الهواء، لمنع ارتفاع نسبة الرطوبة داخل غرف التجفيف. بعد مرور 48-72 ساعة يتم استخلاص حبوب اللقاح بالماكينة، في حين يلجأ المزارع إلى الجمع اليدوي، وعندما تبدأ إناث نخيل التمر في إخراج الأغاريض الزهرية يتم خلط حبوب اللقاح التي تم حفظها من قبل مع شيء من الدقيق الخاص بالتلقيح، ثم توضع بخزان أو آلة التنبيت، ولتلك الآلة خرطوم يمكن المزارع من بلوغ الأماكن التي بها الأغاريض الأنثوية، ولأن تلك الأغاريض لا تتفتح في وقت واحد، يكون على كل مزارع من اجل الحصول على محصول جيد، تكرار عملية التنبيت عدة مرات. ينصح الدكتور أحمد بإجراء عملية التلقيح عند الفترة من الثامنة صباحا وحتى الظهيرة، ويمنع إجراء تلك العملية عند هبوب الرياح، وإن سقطت امطار تكرر عملية التنبيت أو التلقيح، وبعد الانتهاء يفضل وضع أكياس للشماريخ الأنثوية ولمدة 30 يوماً، لأن تلك العملية ترفع نسبة الرطوبة حول النباتات مما يساعد على زيادة العقد. الخطوة الأخرى تعد مهمة وهي خف الثمار، هي تعمل على تحسين الإنتاج وتؤدي إلى انتظام الحمل وتحسين الصفات الثمرية، وتتم العملية بإزالة بعض العراجين أوالشماريخ، ويتراوح مستواها تبعا لقوة النخلة، وعمرها وعدد السعف الخضر الموجودة عليها. كما يراعى أن تزال تلك التي توجد بقمة النخلة عند إجراء الخف، وكذلك التي تظهر متأخرة والضعيفة والمشوهة. ينصح بإجراء عملية الخف بعد مرور 4 أو 6 أسابيع على ظهور الثمار، وأثناء عملية التدلي أو التقوس، كما يجرى تقصير الشماريخ بإزالة الربع الطرفي منها، وعند اكتمال نمو الثمار يتم تغطية العذوق قبل وصولها إلى مرحلة البسر، وذلك لحمايتها من الأحوال الجوية المتقلبة، وخاصة الرياح الرملية وكذلك الآفات الحشرية والطيور والقوارض، كما تحافظ على ثمار النخلة المتساقط من العذوق، من الوقوع على الأرض وتلوثه بالأتربة. من الأفضل إبقاء العذوق مغطاة حتى قطعها وإنزالها من النخلة بعد النضج، حيث تعد عملية جني المحصول من أهم العمليات التي تتوقف عليها جودة الثمار ودرجتها التسويقية، حيث يبدأ استهلاك التمور في مرحلة اكتمال النمو لمرحلة الخلال أو البسر في بعض الأصناف، ويكثر تراكم السكريات بلحم الثمرة التي تكون في هذه المرحلة تحتوي على قليل من المواد التأنينية القابضة أو أحيانا تخلو منها. في أصناف أخرى، خاصة تلك التي تستهلك في مرحلة الرطب تكون الثمار في مرحلة البسر غير مستساغة، وتحتوي على تأنبينات مرتفعة، وبالنسبة للأصناف النصف جافة، وهي سائدة تقريباً في الامارات، فإن القليل منها يمكن استهلاكه بمرحلة البسر، ولكن الغالبية العظمى تستهلك في مرحلة الرطب، وبعد بدء جعل الثمار رطبا وهي لا تزال على العذوق يتم جمع الثمار التي وصل حجمها على مرحلة الرطب، وتعرف باكتمالها بواسطة وجود الطراوة واللون الغامق عند طرف الثمرة، أو تلك المكتملة النمو عند وصول حجمها ولونها إلى الدرجة الخاصة بالصنف، وحينها يتم جمع الثمار عن العذوق، ويتم التخزين بنقلها على مكان التعبئة حيث يتم غسلها وتنظيفها ثم تبريدها، والثمار التي بلغت أقصى درجة من اكتمال النضج تحول إلى عملية التجفيف لتصبح تمورا.