عبدالله القواسمة (أبوظبي)

يتخطى دور من يحمل شارة القيادة في فريق كرة القدم عملية إجراء القرعة قبل صافرة البداية، فهو يعتبر أحد العناصر الأساسية التي يعتمد عليها نجاح الفريق، فدوره لا يقل في الكثير من الأحيان عن دور المدرب، حيث يملك «الكابتن» القدرة على نقل التعليمات إلى زملائه بالشكل المطلوب، وقبل كل ذلك فهو يتمتع بدور معنوي مهم ربما يكون عاملاً حاسماً في المباريات.
في النسخة الحالية لدوري الخليج العربي، وبعد انقضاء الجولة الأولى من عمرها، كان واضحاً أن أغلب من يحمل شارة القيادة من اللاعبين أصحاب الخبرة، وهو أمر متعارف عليه، لأن الكثير من اللاعبين المخضرمين يحتفظون بهذه الشارة، وهو ما يدل صراحة على القيمة الفنية والمعنوية لهؤلاء اللاعبين بشكل عام ولقيمة وأهمية شارة قيادة الفريق أيضاً.
ومع بدء مواجهات موسم 2018-2019 يرتدي ثلاثة لاعبين أجانب شارة القيادة وهم البرازيلي كايو كانيدو «الوصل»، المغربي إدريس فتوحي «دبا الفجيرة» والبرازيلي ديجو ريجانتو «الظفرة».
ويرتدي شارة القيادة ثلاثة حراس للمرمى هم ماجد ناصر «شباب الأهلي - دبي»، أحمد إبراهيم الزعابي «الإمارات»، وعلي خصيف «الجزيرة»، في حين يحملها 6 مدافعين هم إسماعيل أحمد «العين»، شاهين عبد الرحمن «الشارقة»، أحمد الياسي «النصر»، محمد يعقوب «عجمان»، هلال سعيد المسماري «الفجيرة»، ويوسف جابر «بني ياس»، مقابل ثلاثة لاعبين في خط الوسط هم إسماعيل مطر «الوحدة»، ديجو ريجانتو «الظفرة»، وإدريس فتوحي «دبا الفجيرة».

مواصفات القائد
ويعتبر هلال سعيد المسماري أكبر قائدي دوري الخليج العربي بعمر 36 عاماً، حيث يفوق كابتن الشارقة شاهين عبد الرحمن عمراً بـ 11 عاماً.
ويؤكد منذر عبدالله، المحلل الفني، أن منح شارة الكابتن لأحد اللاعبين يتم بناء على تفاهمات بين الشقين الإداري والفني في الفريق، ولا تكون مرتبطة عادة بعامل السن أو مركز اللاعب، بل تعتمد على الخصائص الشخصية للاعب، والذي يجب أن يحظى أولاً بالاحترام والتقدير من قبل زملائه إلى جانب تمتعه بسمات القيادة والمقومات الفنية، والقدرة على التفاعل مع اللاعبين والتأثير فيهم.
وعن وجود ثلاثة لاعبين أجانب يرتدون شارة القيادة في دوري الخليج العربي، أكد عبدالله أن هذا الأمر لا يرتبط بجنسية اللاعب، قد يرى البعض أن عامل اللغة قد يشكل عائقاً أمام تواصل الكابتن مع الحكام على سبيل المثال، لكن ذلك أصبح من الماضي، فالجميع الآن يتقن اللغة الإنجليزية إلى جانب لغته الأم، فإذا توافرت في المحترف الأجنبي مقومات الكابتن فإن ذلك لا يمنع من احتلاله هذا الموقع في فريقه.
ويرى عبدالله أن حضور قادة فرق دوري الخليج العربي وتأثيرهم يتفاوت من «قائد» إلى آخر، فبعضهم يقتصر دوره على عملية إجراء القرعة، في حين أن البعض الآخر تراه يملك القدرة على قلب المعطيات داخل أرض الملعب قائلاً: «عملية اختيار كابتن الفريق تكون عشوائية في بعض الأحيان ودون دراسة، فهنالك بعض قادة الفرق هم مثلاً من يسببون المشاكل على أرض الملعب».
ويري منذر عبد الله أن من أبرز من حمل شارة القيادة كان النجم المعتزل عبدالسلام جمعة الذي لعب في ثلاثة أندية هي الوحدة والجزيرة والظفرة، حيث كان يملك كاريزما هائلة كقائد للفريق، أما في الوقت الحالي فإن الأبرز على الساحة المحلية بلا منازع هو المخضرم إسماعيل مطر كابتن الوحدة.

اختلاف المعايير
بدوره يؤكد مترف الشامسي، نجم نادي بني ياس في عقد التسعينيات ومشرف المنتخب الأولمبي، أن معايير انتقاء قائد الفريق تختلف من فريق لآخر، فالبعض يعتمد على عامل العمر لتحديد من يرتدي شارة الكابتن، في حين أن بعض الأندية الأخرى تعتمد معيار الصفات الشخصية للاعب من الناحية النفسية والأخلاقية والفنية، لافتاً إلى أنه يفضل المعيار الثاني، لافتاً إلى أن قائد الفريق يجب أن يحظى بالاحترام من قبل اللاعبين، وأن يحظى بثقة الجهازين الفني والإداري.
وشدد الشامسي على أن عملية اختيار قائد الفريق يجب أن لا تكون حصراً على المدير الفني فقط، بل تأتي بالاتفاق ما بين إدارة النادي والجهاز الفني، مشيراً إلى أن كرة القدم الإماراتية قدمت العديد من قادة الفرق المميزين.
ويرى الشامسي أن إسماعيل مطر هو القائد الأبرز في الوقت الحالي من بين قادة فرق دوري الخليج العربي، وهذا ما لمسه عن قرب خلال الفترة التي تولى الإشراف الإداري على المنتخبات الوطنية التي لعب في صفوفها «سمعة».