رشا طبيلة (أبوظبي)

أطلقت «الاتحاد للطيران» استراتيجية جديدة للتوطين للعام الجاري، تهدف إلى زيادة عدد المواطنين المؤهلين في قطاع الطيران، من خلال التركيز على إثراء ودعم مهاراتهم ومؤهلاتهم وخبراتهم، عبر إعادة إطلاق برامج التوطين وتطويرها.
جاء ذلك بمناسبة احتفال المجموعة أمس، بتخرج الدفعة الـ11 من برامجها التدريبية والتي تضم 140 إماراتياً، خلال احتفال دفعة عام التسامح 2019 الذي أقيم في قاعة المؤتمرات بجامعة زايد، فرع أبوظبي.
وشمل خريجو هذا العام 36 طياراً متدرباً و66 مهندس طيران و38 مديراً وأخصائياً خريجاً، ليرتفع بذلك عدد المواطنين الذين تخرجوا في برنامج التوطين إلى 1500 إماراتي، منذ إطلاق البرامج عام 2007.

دفعة التسامح
وقال محمد بن مبارك بن فاضل المزروعي، رئيس مجلس إدارة مجموعة الاتحاد للطيران: «نحتفل بتخريج دفعة عام التسامح من خريجي وخريجات برنامج التوطين في مجموعة الاتحاد للطيران، حيث حقق هذا البرنامج نمواً مطرداً، تماشياً مع توجيهات القيادة الرشيدة وتطلعات أبوظبي ودولة الإمارات في قطاع الطيران المدني».
وأضاف: «إن نجاحنا للعام الحادي عشر في تخريج دفعات من المواطنين والمواطنات في جميع المجالات، يعكس التزامنا نحو الاستمرار في استقطاب الكفاءات الإماراتية، وتزويد قطاع الطيران بكوادر وطنية تحظى بأعلى مستويات الكفاءة والتدريب».
وتابع: «نحتفل بنجاح استراتيجيتنا في مجال التوطين والتي تركز على ترسيخ مفهوم الاستدامة، كإحدى الركائز الرئيسة لدعم عمليات المجموعة وقطاع الطيران، وأحد المحركات الرئيسة للنمو الاقتصادي في دولة الإمارات».

المهارات الضرورية
ومن جهته، أكد إبراهيم ناصر، الرئيس التنفيذي لشؤون الموارد البشرية والتطوير التنظيمي في مجموعة الاتحاد للطيران: «تقدم الاتحاد للطيران برامج تدريب عالمية المستوى في مجالات وتخصصات متنوعة، تشمل الطيارين المتدربين والمهندسين والفنيين والمديرين الخريجين، وغيرها من التخصصات الفنية في قطاع الطيران، والتي تجمع بين الدراسة النظرية والتجربة العملية، وتسعى إلى تزويد المواطنين الإماراتيين بالمهارات الضرورية لبدء حياتهم المهنية في هذا القطاع الحيوي».
وأضاف: «تمثل الكوادر البشرية الركيزة الرئيسة لأعمال المجموعة، وندرك أن الاستثمار في تلك الكوادر يلعب دوراً محورياً في دعم التنمية المستدامة لقطاع الطيران بالدولة».

الفرص الوظيفية
إلى ذلك، أكدت أماني الهاشمي رئيس قسم تطوير الكوادر الوطنية في المجموعة، في لقاء صحفي، أن الشركة منذ أن أطلقت برامج التوطين عام 2007، ركزت على نشر الوعي بأهمية قطاع الطيران، وإتاحة الفرص الوظيفية المتنوعة ليس فقط في مجال الطيران والهندسة بحسب، بل وظائف كثيرة متنوعة تتيح الفرصة للمواطن لتطوير مهاراته الشخصية والقيادية والوصول إلى مناصب قيادية مهمة بالشركة.
ويشكل المواطنون الإماراتيون 36% من فريق الإدارة العليا في مجموعة الاتحاد للطيران.
وأضافت الهاشمي: «جهودنا ستستمر في دعم التوطين، حيث نركز في استراتيجيتنا الجديدة على الوظائف التشغيلية والخدمات الأرضية في المطار، والوظائف التي تتسم بالاستدامة، حيث ما يهمنا التوطين النوعي واستدامة الوظائف التي نوفرها للمواطنين والتي تسمح لهم تطوير مهاراتهم».
وبينت الهاشمي أنه تم إطلاق، العام الجاري، برنامج فني صيانة الطائرات والذي يهدف إلى بناء المهارات الإماراتية، بالتعاون مع مؤسسات تعليمية محلية وبالشراكة مع الهيئة العامة للطيران المدني التي يحصل عن طريقها المتدربون على رخصة فني صيانة الطائرات عند الانتهاء من تدريبهم.
وأوضحت: «يحصل فنيو الصيانة على دراسة نظرية تعليمية، ثم يحصلون على التدريب العملي في الاتحاد للطيران لمدة سنتين، والذي يؤهلهم للحصول على الرخصة».
وأشارت الهاشمي: «من خلال استراتيجية التوطين الجديدة، تمت إعادة إطلاق البرامج الأربعة الرئيسة، وهي برنامج الخريجين، حيث تم التركيز على الوظائف التشغيلية في المطار، وبرنامج الطيارين والمهندسين والتأسيسي الذي يركز على خدمة المتعاملين، والبرنامج الفني، حيث نعمل على زيادة عدد المواطنين وتعزيز برامج تدريبهم وصقل مهاراتهم».

المحطات الخارجية
وحول دور المواطنين في المحطات الخارجية التابعة للاتحاد للطيران، قالت الهاشمي: «وصل العديد من المواطنين في المحطات الخارجية إلى مناصب عليا من مديري محطات ورؤساء إقليميين».
وشددت الهاشمي: «نعمل على مواءمة سياسة الشركة في مجال التوطين مع رؤية أبوظبي والتي تؤكد بناء اقتصاد مبني على المعرفة، حيث نركز على إعطاء المواطنين أفضل المهارات والمعرفة والخبرات والتعليم ومواءمة تخصصاتهم بالوظيفة التي تناسبهم ودعمهم».

مواطنون خريجون يتألقون بالهندسة والطيران وتخطيط الرحلات
يتألق مواطنون تخرجوا في برامج الاتحاد للطيران، في عملهم في مجالي هندسة الطيران وتخطيط الرحلات، ويسعون للتطور في مهنهم، والوصول إلى مناصب قيادية، وأن يكون لهم دور فعال في نمو وتطور قطاع الطيران بالدولة.
حامد عبدالله العيدروس، مهندس صيانة طائرات بالاتحاد للطيران، حصل على رخصة صيانة طائرات بوينج B777، ليكون أول المهندسين ضمن دفعته، ويتمثل عمله في الإشراف والعمل على صيانة الطائرة الشاملة، والتأكد من عدم وجود أي خلل فني في الطائرات.
ويقول: «تخرجت في برنامج المهندسين التابع للشركة عام 2017، وبدأت بالتدريب على هندسة الطائرات لمدة عامين حتى حصلت على الرخصة».
ويضيف: «في عام 2018 تخصصت في صيانة المحركات والهياكل لطائرات A320، وتدربت عليها لمدة 6 أشهر، وبعدها بوينج 777».
وتابع: أطمح لأن أطور خبرتي لتشمل طائرات جديدة، مثل بوينج B787 وايرباص A350».
وبدورها، تقول طيف محفوظ الشحي، وهي مهندسة صيانة الطائرات: «بدأت مسيرتي المهنية في برنامج الهندسة الفنية مع الاتحاد للطيران عام 2015، وحصلت على شهادتي الجامعية بدرجة البكالوريوس في تخصص هندسة صيانة هياكل ومحركات الطائرات في 2019، ثم انضممت للاتحاد للطيران للتدريب، لأحصل على أول رخصة الصيانة الرئيسة».
وتطمح الشحي إلى أن تحصل على عدد أكبر من رخص صيانة الطائرات، من خلال طائرات جديدة مثل ايرباص A350.
وشاركت الشحي في أول فحوص الصيانة الثقيلة لطائرات طراز A380 عام 2019، وتركز جهودها في تطوير وصقل مهاراتها المهنية التي تؤهلها للعمل على صيانة أكبر عدد ممكن من أنواع الطائرات.
ومن جهتها، تقول عذاري الحوسني، وهي ضابط تخطيط شبكة الوجهات: «انضممت للقسم في 2018، حيث يتمثل عملي في إعداد وتخطيط الرحلات القصيرة لأسطول الاتحاد للطيران، والتأكد من جدول الرحلات، ومن إتاحة المواقف للطائرات في المطارات في الدول الأخرى، وغيرها من الخدمات المتعلقة بالرحلات».
وتقول: «ننسق مع الأقسام الأخرى أيضاً مثل الهندسة، في مجال التخطيط للرحلات على سبيل المثال العمل على تغيير الطائرة، في حال تحتاج إلى صيانة أو أي عمليات تغيير داخلها من تجديد المقاعد وغيرها».
وتؤكد الحوسني التي تكمل دراستها الجامعية للحصول على درجة الماجستير التخصصي في إدارة الجودة الشاملة: «لدي شغف للعمل في هذا المجال، وأرى فيه مستقبل مسيرتي المهنية».
وتطمح الحوسني، لتعزيز وتطوير مهاراتها المهنية في قطاع الطيران، والوصول لمناصب عليا مستقبلاً.
أما علي الراوي، وهو مساعد طيار أول، فبدأ مسيرته المهنية مع الاتحاد للطيران، عندما كان يبلغ من العمر 16 سنة، وهو في آخر مرحلة دراسية له، وانضم لبرنامج الطيارين المتدربين، وكان الأصغر سناً ضمن المتدربين في دفعته، وحصل على درجة بكالوريوس علوم الطيران.
ويقول الراوي: «أحمل رخصة طيران لطائرات إيرباص من طرازات 321، 320 و319».
وما يميز برنامج الطيارين المتدربين في الاتحاد للطيران، هو حصول الخريجين على رخصة الطيران المعتمدة محلياً ودولياً، بالإضافة لحصولهم على شهادة بدرجة بكالوريوس في علوم الطيران، الأمر الذي يعد الطيار جيداً بالعلم والتدريب، ويساعده على خوض غمار المستقبل.
ويضيف الراوي: «أتطلع بكل شغف لاستكمال مسيرتي المهنية في الاتحاد للطيران، وترقيتي لمنصب كابتن، مما سيوفر لي الفرص لاكتشاف آفاق جديدة، كما أتطلع لأن أكون مؤهلاً لتدريب الطيارين الجدد، عبر مشاركتهم تجارب وخبرات العمل».