معتز الشامي (دبي)
أبدى البولندي سكورزا، المدير الفني لمنتخبنا الأولمبي، استياءه من الآراء التي قللت من حجم إنجاز المنتخب الأولمبي الذي واجه ظروفاً صعبة، ولعب مباريات وصفها بأنها «غير متكافئة» وأمام منتخبات أكبر سناً من لاعبينا، فضلاً عما ضمته البطولة من فرق استعدت منذ عامين، مقابل تجميع المنتخب الأولمبي الوطني قبل 3 أشهر فقط.
وشدد المدرب البولندي على أن الأبيض الأولمبي قدم مشواراً جيداً للغاية، واستطاع الوصول للمربع الذهبي أمام منتخبات قوية، معترفاً أنه لم يكن يتوقع التتويج بالبرونزية، ولكن هدفه الأساسي، كان التأهل من المجموعة ثم التفكير في الخطوة التالية، وقال: «شاركنا، بمنتخب يضم عناصر أصغر من السن المطلوبة، حتى نقوم بتأهيلها لمشوار التصفيات المؤهلة للأولمبياد، بعد عام من الآن، الأمر لم يكن سهلاً، لأن أول تجمع كان في مايو الماضي، وفي ظروف جوية صعبة، ورغم ذلك خضنا معسكراً إيجابياً، قبل السفر لمعسكر خارجي في هولندا، تعرفنا فيه على قدرات جميع اللاعبين، وأنهينا الإعداد للآسياد بمعسكر ماليزيا قبل انطلاق البطولة مباشرة، وهي محطات جيدة، ولكنها ليست كافية لتأهيل المنتخب للمنافسة على اللقب، ورغم ذلك وصلنا للأدوار النهائية، وحققنا إنجازاً يحسب للاعبين».
وتابع: «منتخبات اليابان والسعودية وفيتنام، تستعد منذ عامين بنفس المنتخب الذي شارك في الآسياد، في إطار استقرار فني وإداري، لكننا بدأنا العمل فقط منذ 3 أشهر، مقابل منتخبات قامت بتجنيس لاعبين، مثل تايلاند الذي جنس لاعباً برازيلياً و2 من بولندا»
وعن التأهل بركلات الترجيح وتحقيق فوز وحيد فقط، قال: «الوصول لإنجاز بركلات الترجيح ليس عيباً، في الكرة العالمية، تجد فرقاً ومنتخبات قوية، تحقق البطولات بركلات الترجيح، في النهاية سيسجل التاريخ ما تحقق من إنجاز، ولكن ليس كيف حققته، لذلك أرفض التعامل مع برونزية المنتخب الأولمبي، على أنها أمر عادي أو غير مهم، بل على العكس تماماً، فهي بداية لجيل أولمبي يبدأ مشواره للتحضير للمنافسة على بطاقة التأهل للأولمبياد، ومن المهم جداً أن يبدأ المشوار بإنجاز يمنح ثقة كبيرة للاعبين، خصوصاً أن الروح القتالية للمنتخب كانت في أفضل صورة، كما نجح اللاعبون في تقديم أداء ثابت، خلال المباريات، خصوصاً مع ركلات الترجيح في 3 مباريات، ما يعني وصول عقلية اللاعبين لمرحلة جيدة من النضج للتعامل مع الظروف الصعبة، وهو ما سنبني عليه للمستقبل».
وأضاف: «أثق أن منتخبنا سيصل لمستوى أفضل للغاية خلال المستقبل، خاصة أن برنامج الإعداد لكأس آسيا للمنتخبات الأولمبية العام المقبل، والمؤهل للأولمبياد، سيسبقه تجمعات ومباريات دولية مع أقوى فرق آسيا في هذه المرحلة السنية».
وواصل: «كنت متفائلاً في بداية فترة الإعداد، وحتى أكون صريحاً، لم أتوقع الوصول لإحدى ميداليات البطولة، بسبب صعوبات عدة مررنا بها، كان الهدف هو التأهل من المجموعة، ثم تعاملنا لاحقاً مع بقية المباريات، على حدة، والفريق كان يتطور كل مباراة، قدمنا أمام سوريا مباراة قوية، لكننا خسرنا، والمستوى بدأ في التحسن التدريجي بعدها، حيث وجدت اللاعبين متعطشين لتحقيق الإنجاز والمنافسة على الوصول لأبعد مرحلة ممكنة، ثم وقعنا مع إندونيسيا المنتخب القوي، وأمام جماهير كبيرة، دفعت فريقهم لتقديم أفضل أداء ممكن، جميع اللاعبين كانوا رجالاً وكانوا على قدر المسؤولية، لأن الفريق ككل كان يعمل بشكل جماعي، كما أود الإشارة إلى عقلية اللاعبين، فهم امتلكوا عقلية أكثر من رائعة، لذلك استطاعوا التعامل مع صعوبة المشوار في البطولة».
وعلى الجانب الآخر، كشف سكورزا عن استمرار التنسيق مع الجهاز الفني للمنتخب الوطني الأول، نافياً أن يكون قد تم فرض طريقة معينة عليه لتنفيذها فنياً داخل الملعب، وقال: «التنسيق مع زاكيروني على أعلى مستوى، هو مدرب عالمي ويتمتع برؤية فنية راقية بالفعل، ولكنه منحني حرية تطبيق الخطط التكتيكية المناسبة للمنتخب الأولمبي، وقد اخترت اللعب بطريقة 4 مدافعين، مع تنويع بعض طرق اللعب، لذلك لن ألعب بطريقة 3-4-3 كما يظن البعض، كل منتخب له ظروفه، خصوصاً مع جيل 97 أو 98، ولكن لو وجدت عناصر مؤهلة لأن تجعلني أغير خطة اللعب فلن أتردد، لاسيما أني سأتابع بعض لاعبي منتخب الشباب الذي يستعد للعب في كأس آسيا بإندونيسيا الشهر المقبل، وأعتقد أن هناك أكثر من لاعب يمكنه أن يفيدنا في تشكيل منتخب أولمبي قوي في كل الخطوط».
وختم قائلاً: «أتمنى أن نعمل للبناء على ما تحقق من إنجاز، لأن ذلك سيفيدنا نفسياً بشكل كبير، الأمر مهم جداً بالنسبة لنا، ويجب أن نعمل وفق برنامج متكامل يراعي كل الظروف ويوفر مباريات دولية قوية، وهو ما تم الاستقرار عليه بالفعل، وأوجه الشكر لاتحاد الكرة ولجنة المنتخبات على ذلك، حيث سنعمل على الارتقاء والتطوير في مستوى المنتخب وتطعيمه بالعناصر القوية من ناحية السن والمرحلة العمرية، لكني أتمنى من الجميع مواصلة دعم المنتخب، وأن يصبر الشارع الرياضي على هؤلاء اللاعبين، حيث سنخوض أكثر من 4 معسكرات بخلاف مباريات دولية قوية، للتجهيز للنهائيات الآسيوية تحت 23 سنة، والمنافسة على بطاقة تأهلنا لطوكيو 2020».