محمد صلاح (رأس الخيمة)

أكد المشاركون في المؤتمر الدولي الخامس للريادة والابتكار والتميز، والذي انطلق في رأس الخيمة، أمس، برعاية سمو الشيخ محمد بن سعود القاسمي، ولي عهد رأس الخيمة، أن الإمارات نجحت في ترسيخ ثقافة التعايش السلمي وقبول الآخر، ونشر التسامح والحوار بين جميع الجنسيات، مشيرين إلى أن أولى خطوات تحقيق الاستقرار والأمن في دولنا ومجتمعاتنا، يتمثل في ترسيخ دولة المواطنة وحكم القانون، ومجابهة الأفكار المسمومة التي تروج لها الجماعات الدينية.
وقال المهندس الشيخ سالم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة الطيران المدني في رأس الخيمة، رئيس المؤتمر: «إن الإمارات بقيادتها الرشيدة نجحت في تحقيق الكثير من الأهداف التي تسعى لتحقيقها بعزيمة أبنائها الذي أصبحوا نموذجاً للشباب العربي في الكثير من المجالات التي حققت فيها أبناء الدولة الريادة والتقدم، وآخرها مجال الفضاء».
وأوضح أن العالم اليوم حقق قفزات كبيرة في جميع المجالات، ومن بينها التكنولوجيا التي من المفروض أن تكون وسيلة تقارب بين الأفراد والشعوب والثقافات، مشيراً إلى أنه في ظل تزايد الاختلافات وما يصاحبها من تأثيرات على الأفراد والشعوب والدول ليس هناك مفر من ترسيخ مفهوم التسامح والقبول بين الثقافات والمجتمعات كمسار إنساني يسعى لتحقيق الأمن والأمان والتنمية المستدامة للجميع.
وأضاف القاسمي: «جهود الدولة في هذا المسار تتواصل وتلتقي عند نقطة مهمة، وهي أن العالم في مقدوره أن يتفق ولا يختلف»، لافتاً إلى أن النجاح الكبير الذي حققته الدولة باحتضان قمة الأديان في أبوظبي التي جرى خلالها توقيع وثيقة الأخوة الإنسانية بين شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، من النجاحات الكبيرة لدولتنا التي تقدم نموذجاً في كيفية بناء جسور التسامح والقبول بين الشعوب.
وبين أن المؤتمر يناقش العديد الأوراق التي لها علاقة بسبل بناء المستقبل وكيفية المواءمة بين الأصالة والحداثة والتعلم، وهذان المساران يشكلان ركائز استراتيجية مهمة لدينا في الإمارات.
من ناحيته، قال سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية: «إن عوامل بناء الدولة الوطنية وترسيخ أركانها، وتحقيق طموحاتها في التنمية والتطور، لم تعد لغزاً، فوصفة النجاح والتقدم باتت معروفة للجميع، وأولى خطواتها تحقيق الاستقرار والأمن في دولنا ومجتمعاتنا، وترسيخ دولة المواطنة وحكم القانون، ومجابهة الأفكار المسمومة التي تروج لها الجماعات الدينية»، لافتاً إلى أن جماعات التيارات الدينية المتطرفة التي ترفض فكرة الدولة الوطنية، تسعى دائماً إلى تقويض هذه الدولة، مشيراً إلى أن جميع التيارات الدينية السياسية تعتمد على نهج التطرف والعنف لتحقيق أهدافها.
من ناحيته، أكد الأسقف بول هارنر أن دولة الإمارات نموذج عالمي للتسامح والتعايش وقبول الآخر، مثنياً على دور الإمارات الرائد في غرس ثقافة التسامح وقبول الآخر والتعايش السلمي بين مختلف الأجناس، ولفت إلى أن حديث اليوم يأتي ضمن احتفال الإمارات بعام التسامح، خصوصاً بعد زيارة بابا الكنيسية الكاثوليكية للإمارات، مشيراً إلى أنه يعيش في الإمارات منذ 15 عاماً، وشاهد الكثير من مراحل التطور والبناء التي شهدتها الإمارات خلال هذه الفترة التي حرصت فيها على غرس ثقافة التسامح واحترام الآخر وقبوله، موضحاً أن الكنائس في الإمارات يرتادها أكثر من 100 جنسية.
بدوره، قال المهندس أحمد محمد الحمادي، مدير عام دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة: «إن العمال الموجودين في الإمارات ينتمون لنحو 200 جنسية و13 ديانة، ويعيشون في مجتمع متسامح، وفي ظل أنظمة وقوانين تضمن العدالة والسلام بين الجميع»، مشيراً إلى أن المؤسسات الحكومية تسهم بالتعاون مع المجتمع في تعزيز ثقافة التسامح والسلام والتعاون بين الجميع، لافتاً إلى أن الدائرة حرصت على تطوير الجانب المعرفي والابتكاري للعمال لضمان التواصل، وتعزيز قيم الأخوة ونشر ثقافة مجتمعنا.