نوف الموسى (دبي)

يستمر المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية في دولة الإمارات، بإثراء تجربة التعايش السلمي في العالم، عبر إبرامه اتفاقية تؤسس أرضية مشتركة مستدامة للحوار بين الأديان والثقافات المختلفة، مع مركز نور سلطان نزارباييف لتطوير الحوار بين الأديان والحضارات الكازاخي، مساء أول من أمس، في مركز دبي التجاري العالمي.
وأوضح الدكتور محمد كامل المعيني رئيس المعهد الدولي للدبلوماسية الثقافية، أن فعل الدبلوماسية الثقافية على أرض الواقع يقتضي من القائمين عليه فهماً عميقاً لسبل فتح آفاق مغايرة وجديدة، تتمركز على قوة تبادل المعلومات ووضع الاستراتيجيات للبرامج والأنشطة، المتضمنة لمحاور عديدة تطرح أسئلة متعددة، تُسهم في لفت انتباه المجتمع الدولي إلى المشكلات الفعلية التي تحول في الكثير من الأحيان بين مد جسور التواصل بين الأديان والحضارات المختلفة.
وتحدث التاي ابيبولاييف رئيس مركز نور سلطان نزارباييف الكازاخي، حول أبعاد تأثير الاتفاقية في الوعي، عن أثر القوة الناعمة في إحداث تحول نحو تجربة قوة الحوار وأثره في تقريب وجهات النظر، مبيناً مستوى التحديات التي يخوضها العالم بشكل آني، إلا أن الإيمان بأن الحوار هو الحل الأمثل والأفضل دائماً، هو ما يمثل بديلاً طبيعياً وموزوناً عن خوض الحروب التي تُسهم في توسيع الفجوة بين فهم الاختلاف بين الثقافات والأديان المختلفة، موضحاً تجربة بلده كازاخستان الذي يمثل موطناً لحوالي 130 مجموعة عرقية ينتمون لأكثر من 18 طائفة مختلفة، يتعايشون بشكل كامل، إلى جانب 3754 منظمة دينية، و2626 مسجداً، و412 كنسية و485 بيتاً للصلاة، و5 سيناجوج ومعبديين بوذيين. وحول تجربة دولة الإمارات بتقديم نموذج للحرية الدينية والتسامح، أكد التاي ابيبولاييف لـ «الاتحاد» أن اختيار العمل على مسارات الحوار مع الزعماء الدينيين في العالم، في دولة الإمارات، جاء نتاج ما حققته على مستوى تشجيع الحوار بين الأديان، مضيفاً أن من بين أهم التساؤلات التي يودون طرحها عبر منتديات نقاشية ومؤتمرات مشتركة تدور حول؛ ماهية المسؤولية الاجتماعية والدينية في حياتنا المعاصرة، الإعلام ودوره في طرح المواضيع الدينية وأبعادها، الأديان والرعاية الأسرية والطفل، والأديان والثقافات وعلاقتها بالمتغيرات المناخية.
ولفت التاي ابيبولاييف إلى مسألة مهمة وهي أن السياسيين في العالم لهم وجهة نظر معينة، تختلف في العادة عن الزعماء الدينيين، وكل طرف منهم يعمل ضمن نطاق تفكير مختلف، وهم يعون تماماً حجم الاختلاف الذي لا سبيل له إلا الحوار، فهو المفتاح الوحيد للتوصل إلى حلول، وتجنيب المجتمعات اهتزاز أمنها واستقرارها الداخلي.