تألق المصمم الفرنسي” كريستوف جوس” كعادته وبشكل لافت في عرض أزياء موسمي ربيع وصيف 2012، من خلال أسبوع باريس لموضة فن الخياطة الراقية “الهوت كوتور”، مقدما باقة راقية ومختلفة من موديلات المساء والسهرة، مستعيدا من خلالها لمسات ناعمة من جماليات الطراز الكلاسيكي الأنيق. (دبي) - فضّل “جوس” في عرضه الباريسي لموضة الخياطة الراقية استلهام موضوع تشكيلته من استشراقات فنية استوحاها من متحف الفن الإسلامي في الدوحة بقطر، مختزلا بها ما استشفه من ماهية الانسجام الفني وتركيب الهندسة البنائي الذي ميز هذا الصرح الحضاري، مضيفا من بنات أفكاره روح المعاصرة والديناميكية مع مظاهر الأناقة والغنى. مصمم متفرد ولطالما حافظ المصمم الفرنسي الواعد “ Christophe Josse “ على خطه الراقي وطرازه المبتكر في التصميم، مقدماً وعلى مدى كل المواسم السابقة تشكيلات متنوعة من الأزياء الأنيقة والخطوط المتكلفة، محددا لاسمه مكانة متميزة، وواضعا بصمته اللافتة ضمن خانة كبار المصممين العالميين، وكأنه شاء لنفسه ومنذ بدايات ظهوره في منتصف العام 2005 كمصمم منفرد بماركته الخاصة أن يعرف بشكل مختلف، مثبتا فنه البديع من أول مجموعة “هوت كوتور” ظهرت له، وذلك بعد أن عمل لسنوات خلت كمساعد ثم مديرا إبداعيا في دار “تورنت” للأزياء، ما جعله يحصد ثمار النجاح بسرعة قياسية مكنته بفترة وجيزة من الحصول على دعوات متتالية من النقابة الفرنسية لمصممي “الهوت كوتور” أو فن الخياطة الرفيعة في العاصمة باريس، حتى حلوله ضيفا عليها في الفترة المتراوحة بين العام 2006- 2011 ، وحتى وقت اعتماده رسميا كعضو دائم فيها، ما يفسر شهرته كمصمم النخبة. من وحي الحضارات ومن خلال مجموعته الصيفية على منصات كتور باريس، فضل “جوس” لمسات الفخامة والترف كإطار لباقته الجديدة، مظهرا نماذج جميلة من أزياء المساء والسهرة، تضمنت العديد من فساتين السهرة الطويلة “ماكسي”، وبعض التايورات المسائية الراقية، مع شيئا من القطع القصيرة التي تصل لحدود الركبة أو تتجاوزها أكثر بقليل، ملخصا من خلالها كل سمات البساطة والكلاسيكية ومؤكداً على مظهر النعومة والأناقة المتكلفة. وعرف “كريستوف جوس” بميوله الفنية الواسعة وشغفه الكبير باستكشاف كنوز الحضارات، مختارا في كل موسم مفهوما مختلفا لمجموعة تصميماته، مستحضراً جماليات الفنون القديمة ولكن ضمن سياق عصري وحديث، واضعا فلسفته الذاتية ورؤاه الخاصة في استنباط الأفكار، متنقلا بين متاحف العالم وراصدا مصادر الإلهام، عاملا على إثراء خياله وترفيه حسه بجماليات الأماكن والأشياء، ليحل ضيفا في هذا الموسم على متحف الدوحة للفنون الإسلامية ويستقي منه كل ما يغذي خياله ويستفزه كفنان، متخذا من التركيبات البنائية في الطابع الهندسي العربي والإسلامي عنوانا له، ليؤطر باقته الجميلة بألوان من الأزياء التي تتميز بالرقة والبساطة المتناهية، حيث الخطوط النظيفة والقصات الذكية الناعمة، محزما الخصر ومظهرا جمال القوام من خلال موديلات أنيقة تلف الجسد بغواية مستترة وإثارة نبيلة وبعيدة المنال، خاصة مع تلك القمصان الحريرية الهفهافة، والجوبات الأنيقة الضيقة. زهوة الألوان كما ظهرت ضمن المجموعة عدة أشكال من الفساتين الطويلة التي تلاءم أوقات السهر والمناسبات، ليركز المصمم على طراز فستان الكتف الواحد، مع بعض الدرابية وشيء من الثنّيات المتتالية والكثير من الكسرات الفنية البديعة هنا وهناك، لتضيف بدورها مزيدا من السفسطائية والغنى على العديد من التصميمات. وأراد” جوس” أن يستقبل موسمي الربيع والصيف الحاليين بمزاج رائق وإحساس مبتهج ومتفائل، منحازا للخفة والنعومة في الأقمشة والخامات، لينفذ موديلاته بأمتار من الحرير الطبيعي، الشيفون الرقيق، الأورجانزا الشفاف، والكريب اللدن، مع شيء من جلد التمساح والثعبان، ولمسات من الريش والشك البسيط، وبمسطرة من الألوان الصيفية الزاهية، منها الفاتح الهادئ ومنها القوي المثير، منطلقا من برودة الأبيض الثلجي، رقي البيج العاجي، ورقة الزهري الباهت، لينشط مع غنى الأحمر النبيذي، وسطوة الفوشيا الوردي، ونضارة الأخضر الزمردي، مع زهوة الأصفر الذهبي.