عبد الرحيم حسين، علاء مشهراوي (رام الله، غزة)

تنظر المؤسسات الفلسطينية في القدس المحتلة، بتحسب شديد لاقتحامات المسجد الأقصى المبارك التي يمارسها المستوطنون بدعم من قوات الاحتلال الإسرائيلي. وأمس طالبت العالمين العربي والإسلامي بإدراك خطورة الوضع، الذي بات يهدد عروبة القدس وإسلاميتها.
وأمس الأول، حذر رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية من مخاطر استمرار ممارسات إسرائيل بحق الأقصى وتحويل الصراع إلى صراع ديني.
وقد واصل المستوطنون اعتداءاتهم على الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة، وتقدمهم المتطرف «يهودا غليك»، وبرفقته حراسات مشددة من القوات الخاصة الإسرائيلية، وقالت دائرة الأوقاف الإسلامية: إن هؤلاء نفذوا جولات استفزازية في الأقصى لأداء طقوس تلمودية.
وعلى مدى أسبوع من الأعياد اليهودية، شارك الآلاف من المستوطنين في اقتحام الأقصى، بدعم من وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد اردان، الذي حث المستوطنين على تصعيد الاقتحامات.
في غضون ذلك، ولتخريب موسم جني الزيتون الذي ينتظره المزارعون الفلسطينيون على مدى العام، طردت قوات الاحتلال، أمس، قاطفي الزيتون من أراضيهم في قرية قريوت جنوب نابلس، ومنعتهم من قطف الزيتون باستخدام قنابل الغاز لليوم الرابع على التوالي.
كما منعت مجموعة من المستوطنين، الفلسطينيين من الوصول إلى أراضيهم في منطقة أسير شرق مدينة الخليل، واعتدوا عليهم، وقد أعلن المستوطنون، في وقت سابق، نيتهم الاستيلاء على هذه الأراضي المملوكة لعائلات فلسطينية، وكانوا أيضاً قد قطعوا 1850 شجرة زيتون في المنطقة ذاتها، في مارس الماضي، بحماية قوات الاحتلال، بهدف تهجير الفلسطينيين، باستهداف موارد رزقهم.
يشار إلى أن سلطات الاحتلال، كانت قد أصدرت مخططاً استيطانياً جديداً، للاستيلاء على نحو 700 دونم من أراضي القرية، خاصة الأراضي الواقعة شمال غرب قريوت، لمصلحة مستوطنة «عيليه».
في سياق آخر، اندلعت مواجهات ليلية عنيفة في بلدة العيسوية، عقب اقتحامها من قبل قوات الاحتلال الخاصة.
وأوضح محمد أبو الحمص، عضو لجنة المتابعة في العيسوية، أن هذه القوات قامت بمنع الفلسطينيين من التنقل، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة في أحياء البلدة، واستخدمت قوات الاحتلال القنابل الصوتية والأعيرة المطاطية بكثافة، فيما رد الشبان بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة، وأضاف أبو الحمص أن قوات الاحتلال تمركزت في وسط البلدة، واقتحمت مقبرتها، وقامت بحملة تفتيش ودعم اعتقلت خلالها ثمانية فلسطينيين.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، فجر أمس، 14 فلسطينياً من الضفة، بينهم شقيقان. وقال نادي الأسير: إن ثمانية مقدسيين جرى اعتقالهم من بلدة العيسوية، فيما اعتقل الاحتلال أربعة شبان من عدة بلدات في بيت لحم، وشاباً من بلدة دير أبو مشعل، وآخر من بلدة بيت سيرا.
في غزة، أكد النائب جمال الخضري، رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن 52 ألف أسرة مشردة في قطاع غزة، بسبب توقف عملية إعمار ما تبقى من المنازل المُدمرة، جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع عام 2014، فيما بلغت قيمة العجز 200 مليون دولار أميركي.
وقال الخضري، في تصريح خاص للاتحاد: إن عدم توفر التمويل من الجهات المانحة باعتباره حقاً التزم به المانحون، هو السبب في توقف عملية إعمار ما تبقى من مبانٍ سكنية مُدمرة منذ حوالي خمس سنوات.
وشدد الخضري، على أن هذا الوضع الكارثي، وعدم التزام المانحين، شرد 52 ألف أسرة بشكل متفاوت، وما زالت آلاف الأسر تعاني لعدم إعمار منازلها، أو عدم حصولها على ما تبقى لها من مستحقات مالية معتمدة للإعمار.
وحذر الخضري، من واقع غزة التي تعيش حالة انهيار تام وغير مسبوق من الناحية الإنسانية والمعيشية والاقتصادية بسبب الحصار، داعياً لضرورة التدخل السريع عربياً وإسلامياً ودولياً لإعادة بناء ما دمره العدوان، وحل الأزمات المتفاقمة جراء الحصار والإغلاق والعدوان المتواصل.