عقيل الحلالي (صنعاء)
استكملت بعثة الأمم المتحدة المكلفة بمراقبة وتنفيذ اتفاق الحديدة نشر مراقبين في النقاط الأربع المحددة على أطراف المدينة الساحلية، حيث تصمد هدنة إنسانية هشة منذ أواخر العام الماضي بموجب اتفاق ستوكهولم، ولقي قائد ميليشيات الحوثي الإرهابية في محور الملاحيط بمحافظة صعدة مصرعه مع العشرات من عناصره وجرح آخرون بمواجهات ميدانية وغارات جوية لطيران التحالف العربي.
وذكرت مصادر ميدانية في الحديدة لـ «الاتحاد»، أن البعثة الأممية برئاسة الجنرال الهندي، أبهيجيت جوها، أشرفت صباح أمس، على تثبيت وتفعيل نقطة الارتباط الرابعة والأخيرة والمحددة في «حي منظر» جنوب المدينة. وتضمنت العملية نشر مراقبين أمميين وضباط ارتباط من القوات اليمنية المشتركة وميليشيات الحوثي الإرهابية في النقطة الرابعة والأخيرة، بحسب قرارات لجنة إعادة الانتشار الأممية المعلنة في 9 سبتمبر الماضي.
وأفاد المركز الإعلامي للقوات المشتركة، في بيان، بتثبيت النقطة الرابعة المشتركة في «حي منظر» جنوب مدينة الحديدة، وتعتبر النقطة الرابعة آخر نقاط الارتباط التي أعلنت عنها لجنة المراقبة الدولية في مرحلتها الأولى بهدف خفض التصعيد العسكري في الحديدة في ظل استمرار ميليشيات الحوثي بإعاقة تنفيذ اتفاق السلام وخرق الهدنة الإنسانية التي تسري منذ 18 ديسمبر العام الماضي.
وكانت البعثة الأممية أشرفت خلال الأيام الثلاثة الماضية على نشر مراقبين وضباط الارتباط من الطرفين في مناطق واقعة في شرق وشمال شرق الحديدة، وهي نقطة «الخامري» ونقطة مدينة «الصالح»، ونقطة «قوس النصر» أو «حوش البقر».
وتعد هذه المناطق، إضافة لمناطق في مديريات «الدريهمي وحيس والتحيتا»، من أكثر مواقع التماس اضطراباً في الحديدة، حيث تستهدف ميليشيات الحوثي الإرهابية بالمدفعية الثقيلة وقذائف صاروخية وبشكل يومي، مواقع القوات المشتركة هناك، وتصيب أيضاً تجمعات سكنية.
إلى ذلك، أعلن برنامج الأغذية العالمي، أمس، إيصال مساعدات إنسانية ضرورية إلى الأسر المحاصرة في مدينة الدريهمي التي تطوقها ميليشيات الحوثي من عدة جهات. وذكر برنامج الأغذية العالمي، في بيان تلقت «الاتحاد» نسخة منه، أن هذه المساعدات تم إيصالها الأسبوع الماضي، وهي الثانية فقط خلال العام الجاري للأهالي المحاصرين في الدريهمي التي تبعد 20 كيلومتراً إلى الجنوب عن مدينة الحديدة، لافتاً إلى أن المساعدات تتضمن مواد ومكملات غذائية ومياها وأدوية ولوازم النظافة الشخصية، وتكفي لمدة ثلاثة أشهر.
وقال نائب المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن، علي رضا قريشي، الذي كان على رأس هذه البعثة إلى مدينة الدريهمي: «عندما وصلنا إلى مدينة الدريهمي، كان العديد من السكان غاضبين نظراً لتأخرنا لفترة طويلة في الوصول إليهم، إلا أنه سرعان ما تحول ذلك الغضب إلى نداءات لطلب المساعدة»، مشيراً إلى أنه من غير المقبول ألا يتم توفير ممر آمن لهؤلاء المدنيين للخروج من المدينة، وفي الوقت نفسه يجد المجتمع الإنساني صعوبة في الوصول إليهم بمساعدات الإغاثة.
وفي سياق آخر، لقي قائد ميليشيات الحوثي الإرهابية في محور «الملاحيط» بمحافظة صعدة مصرعه مع العشرات من عناصره وجرح آخرون بمواجهات ميدانية وغارات جوية لطيران التحالف العربي.
وأفادت مصادر عسكرية أن قائد الميليشيات الحوثية في محور «الملاحيط» بمديرية «الظاهر» المدعو علي محمد أبو ربيعه، وهو من أبناء مديرية «بني حشيش» بمحافظة صنعاء، لقي مصرعه إلى جانب أكثر من 30 من عناصره بغارات جوية أثناء هجوم شنته الميليشيات على مدينة «الملاحيط». وأضافت المصادر أن عشرات آخرين من عناصر الميليشيات بينهم قيادات ميدانية سقطوا بين قتيل وجريح بمواجهات ميدانية مع القوات الحكومية.
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية في صعدة بوصول أكثر من 25 جثة لعناصر الميليشيات إلى جبل «جزاع عزلة ولد عياش» بمديرية «حيدان» المجاورة تمهيداً لتسليمها لأهاليها ودفنها في المقابر الخاصة بالحوثيين.