عقيل الحلالي (صنعاء)
تمكن فريق ضباط الارتباط المنبثق عن اللجنة المشتركة لإعادة الانتشار في الحديدة أمس، من تثبيت النقطة الثالثة لمراقبة وقف إطلاق النار تنفيذاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه بهذا الخصوص في سبتمبر الماضي، وسيطر الجيش اليمني مسنوداً بمروحيات ومدفعية التحالف العربي على مواقع جديدة في جبهتي «رازح» و«الملاحيظ» بمحافظة صعدة.
وذكرت مصادر ميدانية في الحديدة لـ «الاتحاد»، أنه تم صباح أمس، تثبيت النقطة الثالثة لمراقبة وقف إطلاق النار في «الكيلو 13» بـ «حوش البقر» باتجاه «الكيلو 16» بمدينة الحديدة بحضور كبير المراقبين الأمميين الجنرال ابهيجت جوها.
وقال المتحدث باسم القوات المشتركة، العقيد وضاح الدبيش، في تصريح لـ «الاتحاد»، إن عملية تثبيت وتفعيل نقطة المراقبة الثالثة تأخرت عدة ساعات بسبب تعنت ميليشيات الحوثي الإرهابية ورفضها السماح للجنرال جوها والبعثة الأممية بالمرور عبر الطريق الرئيسي بين مدينة الحديدة ومنطقة «الكيلو 16» للوصول إلى نقطة الالتقاء المحددة سابقاً.
وأضاف: «تعمدت الميليشيات الحوثية عدم فتح الطريق وإزالة الألغام المزروعة في مناطق سيطرتها لمرور موكب بعثة الأمم المتحدة الذي اضطر لمغادرة الحديدة إلى مدينة «باجل» عبر الطريق الشمالي ومن ثم العودة إلى منطقة «الكيلو 16» في رحلة استغرقت 5 ساعات. وأشار الدبيش إلى أن ميليشيات الحوثي حاولت أيضاً إعاقة عملية تثبيت نقطة المراقبة الثالثة باستهدافها مواقع وتجمعات للقوات المشتركة في منطقة «الكيلو 16» ما أسفر عن مقتل جندي من اللواء الثالث عمالقة وإصابة جنديين، لافتاً إلى أن القوات المشتركة تعاملت بمسؤولية كبيرة لإنجاح تثبيت وتفعيل نقطة المراقبة الثالثة التي أقيمت في موقع «قوس النصر» الواقع في «الكيلو 13» بالقرب من مزارع «حوش البقر».
وأضاف المتحدث باسم القوات المشتركة بالحديدة، أن ميليشيات الحوثي تصعد من تعنتها وممارساتها الاستفزازية ضد بعثة الأمم المتحدة ورئيسها، لافتاً إلى أن الميليشيات أوقفت، أمس الأول، موكب الجنرال أبهيجيت جوها وأجبرت الأخير على إنزال العضو الحكومي الأقدم في لجنة الارتباط بغرفة العمليات المشتركة، العقيد عبده صالح أبولحوم، وإرجاعه إلى السفينة الأممية التي كان غادرها في إجازة خاصة.
وينص الاتفاق على تثبيت 4 نقاط لضباط الارتباط في الحديدة لمراقبة وقف إطلاق النار، وقد تم تثبيت ثلاث نقاط منها، فيما سيتم اليوم الثلاثاء تثبيت النقطة الرابعة في «حي منظر» جنوب مدينة الحديدة.
الجدير بالذكر أن كبير فريق المراقبين الأمميين أشرف اليومين الماضيين على تثبيت نقطتي ضباط الارتباط الأولى في منطقة «الخامري» والثانية في منطقة «الصالح»، بعد محاولات متكررة من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية لعرقلة تثبيت نقاط المراقبة، حيث منعت أمس الأول، الفريق الأممي من النزول من السفينة ونشرت مسلحيها في طريقهم،
إلى ذلك، أفاد مصدر في الإعلام العسكري التابع للقوات المشتركة، أمس، بأن ميليشيات الحوثي الإرهابية ارتكبت خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، 34 خرقاً واعتداءً على المدنيين، معتبراً ذلك «تحدياً سافراً» لجهود بعثة الأمم المتحدة.
وذكر أن الميليشيات استهدفت المدنيين في القرى والأسواق والمزارع والطرقات في كل من مدينة الحديدة ومديريات «الدريهمي والجاح والتحيتا وحيس»، مستخدمة مدافع الهاون ورشاشات متوسطة وقناصات، موضحاً أنه تم رصد 3 خروقات واعتداءات ارتكبتها ميليشيات الحوثي في مدينة الحديدة، و6 خروقات في مديرية «الدريهمي»، و5 خروقات في منطقة «الجاح» بمديرية «بيت الفقية»، بالإضافة إلى 20 خرقاً ارتكبتها الميليشيات في مديريتي «التحيتا وحيس» جنوب المحافظة.
في غضون ذلك، سيطر الجيش اليمني مسنوداً بمروحيات ومدفعية التحالف العربي على مواقع جديدة في جبهة «رازح» بمحافظة صعدة. وقال مصدر عسكري إن قوات الجيش تحت غطاء ناري كثيف من قوات التحالف سيطرت على مواقع جديدة في جبهة «رازح» واستعادت جبال «العلم، الشعاب، اللبني» وصولاً إلى جبل «الثائر» وأسفرت العمليات عن قتل وإصابة الكثير من عناصر الميليشيات الإرهابية. فيما أوضح المصدر العسكري أن وحدة الهندسة العسكرية نزعت عشرات الألغام الفردية والعبوات الموجهة أثناء وبعد العمليات العسكرية.
وفي السياق ذاته، أحبط الجيش اليمني محاولة التفاف وتسلل للميليشيات في منطقة «الملاحيظ» بمحافظة صعدة. وقال مصدر عسكري إن ميليشيات الحوثي حاولت الالتفات والتسلل عن طريق محورين من جبل «تويلق» في ميمنة الجبهة شمالاً وجبل «القمامة» في الميسرة جنوباً، وقاموا بتعطيل كافة أجهزة الاتصالات والتشويش عليها وأسفرت المعارك عن تكبيد الميليشيات الكثير من الخسائر الفادحة بالعتاد والأرواح.
وأشار المصدر إلى أن قوات الجيش تقدمت وسيطرت على تبة «البروكية» على مشارف مركز مديرية «الظاهر».
الحوثيون يهجرون 73 أسرة في حجة
تواصل ميليشيات الحوثي الإرهابية تهجير الأسر اليمنية من القرى الخاضعة لسيطرتها وتحويل المنازل لمواقع عسكرية. وأجبرت الميليشيات أهالي قرى «الطينة» بمحافظة حجة على النزوح قسراً جراء القصف العشوائي الذي شنته انتقاما لخسائرهم وهزائمهم التي تعرضوا لها على يد قوات الجيش. وقال مصدر حقوقي في حجة إن أكثر من 73 أسرة في قرى «الطينة» غادروا منازلهم هرباً من القصف والاستهداف المباشر التي تمارسه الميليشيات الحوثية بحقهم من أيام، مشيراً إلى أن النازحين فروا ليلاً خشية تعرضهم للاستهداف من قبل الحوثيين المتمركزين في عدد من المواقع القريبة من قراهم.
وكانت تقارير حقوقية أشارت إلى أن أكثر من نصف مليون شخص نزحوا من مناطقهم في محافظة حجة جراء الحرب العبثية التي تشنها الميليشيات الحوثية منذ انقلابها على السلطة، موضحةً أن الميليشيات تقوم بتحويل المدن والقرى المأهولة بالسكان إلى «ساحة حرب»، متخذة من أهالي هذه المناطق دروعاً بشريَّة، ما اضطر الأهالي إلى النزوح.