إبراهيم سليم (أبوظبي)

افتتح معالي الدكتور مغير خميس الخييلي، عضو المجلس التنفيذي ورئيس دائرة تنمية المجتمع، ومعالي سارة مسلّم، رئيس دائرة التعليم والمعرفة، أمس، فعاليّات مهرجان أبوظبي للعلوم الذي تنظمه دائرة التعليم والمعرفة في دورته العاشرة، ويستمرّ حتى 8 فبراير 2020 على كورنيش أبوظبي في منطقة «عَ البحر»، وفي منطقة العين «حديقة الجاهليّ»، وفي منطقة الظفرة «سيتي مول»، ويأتي الافتتاح الرسميّ لمهرجان أبوظبي للعلوم بالتزامن مع انطلاق «شهر الإمارات للابتكار» من العاصمة أبوظبي.
وتتولى دائرة التعليم والمعرفة تنسيق جميع فعاليّات الجهات الحكوميّة في أبوظبي المرتبطة بـ«شهر الإمارات للابتكار»، للمساهمة في خلق بيئة مشجّعة على الابتكار والتميّز، وعرض مجموعة من المبادرات الاستراتيجيّة للجهات الحكوميّة والأكاديميّة ومؤسّسات القطاع الخاص والمبتكرين، والمساهمة في تعزيز مكانة الدولة كمركز عالمي للابتكار، وذلك من خلال التنسيق مع «مركز محمد بن راشد للابتكار الحكوميّ» في مكتب رئاسة مجلس الوزراء، بوزارة شؤون مجلس الوزراء والمستقبل.
وأكمل المهرجان الذي يعد من أكبر المهرجانات السنويّة للعلوم في المنطقة، 10 سنوات مليئة بالنجاح والإلهام والإبداع والابتكار. وخلال هذه السنوات، نجح المهرجان في المساهمة بتطوير وبناء القدرات المحلية لتقديم مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات بأساليب مبتكرة، حيث أصبح الشركاء الاستراتيجيون المحليون يساهمون بنحو 50% من محتوى المهرجان.

ورش تفاعلية
وسيحظى زوّار المهرجان على مدى 10 أيام بفرصة المشاركة في العديد من ورش العمل التفاعلية التي تغطي المحاور والمواضيع ذات الأهمية لأبوظبي. ويعمل المهرجان من خلال محتواه المتميز على تحفيز طلبة اليوم على الإقبال على التعلم، وتطوير مهاراتهم، ممّا يعزز مسيرة الريادة العالميّة للدولة، حيث يوفر المهرجان تَجرِبة تعليميّة شيّقة وثريّة بالمعرفة في إطار مرح يُلهم الطلبة.
وخلال فعاليّات مهرجان أبوظبي للعلوم، يشارك في أبوظبي أكثر من 80 مبتكراً، ويتمّ عرض 20 ابتكاراً متنوّعاً ومتميزاً، كما سيتم تنظيم 75 ورشة عمل ونشاطاً علميّاً، ومن المتوقّع حضور أكثر من 19.000 طالبٍ وطالبة. أمّا في منطقة العين فسيتم تنظيم 22 ورشةَ عملٍ تفاعليّةً، ومن المتوقع حضور أكثر من 8.000 طالبٍ وطالبة، وفي منطقة الظّفرة سيتم تنظيم 5 ورشِ عملٍ تفاعليّةٍ، ومن المتوقّع حضور ما يقارب 1.500 طالبٍ وطالبة، وكذلك من المتوقّع زيارة 28.000 طالب وطالبة، حيث يصل إجمالي الزوار والطلاب إلى 120.000 زائرٍ على الأقل للفعاليّات في أبوظبي والعين والظفرة.
وشهد افتتاح مهرجان أبوظبي للعلوم كل من معالي سارة مسلّم، رئيس دائرة التعليم والمعرفة، وعامر الحمادي، وكيل دائرة التعليم والمعرفة بالإنابة، وسلامة العميمي مدير عام هيئة «معاً» للمساهمات المجتمعية، وشذى الهاشمي مدير إدارة مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، وعبيد الظاهري، الرئيس التنفيذي لـ«شركة دولفين للطاقة المحدودة»، وعدد من ممثلي الجهات الحكوميّة ووسائل الإعلام المختلفة في الدولة.

العقول الناشئة
وخلال مراسم الافتتاح، قالت معالي سارة مسلّم: «مع بداية عام الاستعداد للخمسين، يسعدنا أن يكون مهرجان أبوظبي للعلوم نقطة انطلاق شهر الإمارات للابتكار من العاصمة أبوظبي، لقد أكمل المهرجان في دورته الحاليّة عقداً من الزمن، ساهم خلاله بإلهام العقول الناشئة ودعمهم لتحقيق إمكاناتهم الكامنة، بما يدعم جهودنا لتطوير رأس المال البشري المؤهل في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات. ومن هنا، أرحب بالطلبة وأولياء أمورهم وكافة شرائح المجتمع في فعاليات مهرجان أبوظبي للعلوم».
وتعليقاً على مشاركة دولفين للطاقة المحدودة في المهرجان هذا العام، قال عبيد الظاهري الرئيس التنفيذي للشركة: «أسهم مهرجان أبوظبي للعلوم على مدى الأعوام العشرة الماضية في تنمية روح الابتكار في نفوس الطلبة الصغار والشباب، وفي مساندة مسيرتهم ليصبحوا علماء ومهندسي المستقبل.. نحن نفتخر بدعمنا لهذا المهرجان، ونأمل أن تكون رعايتنا له على مدى عقد من الزمن قد أسهمت في إلهام آلاف الزوار، ودعم تطلعات أبوظبي لتصبح مركزاً عالمياً للعلوم والتكنولوجيا والابتكار».

«مبتكر 2020»
ويضمّ مهرجان أبوظبي للعلوم مبادراتٍ استراتيجيةً مبتكرةً من أهمها: «فعاليّة مبتكر2020» التي تقوم برصد جائزة سنوية للمبتكرين في الإمارات، و«برامج إثراء الطلبة» التي تعمل على الارتقاء بمهارات الطلبة في المواد الأساسية والتي تشمل العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات، وبرنامج «لِمَ؟» في المدارس الذي يُلهم عقول الطلبة ويغرس في نفوسهم الرغبة في تعلم مواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات من خلال أسلوب تعليمه المبتَكَر والممتع، وتسهم هذه المبادرات في تعزيز التوجّه نحو الابتكار والمعرفة والتعلّم في شتى المجالات، سواء للجهات الحكوميّة أو أفراد المجتمع أو المبتكرين، ممّا يوفر بيئة مُحفّزة على الإبداع والابتكار.
ويفتح مهرجان أبوظبي للعلوم أبوابه في أبوظبي والظفرة والعين لزيارات طلبة المدارس من الساعة 9 صباحاً، وحتى 1 ظهراً خلال أيام الأسبوع، بينما يستقبل الجمهور من الساعة 4 عصراً، وحتى 10 مساءً خلال أيّام الأسبوع، ومن الساعة 2 ظهراً، إلى 10 مساءً، خلال عطلة نهاية الأسبوع، حتى 8 فبراير 2020.

جهاز السعادة المتنقل
عرضت شرطة أبوظبي ثلاثة مشاريع خدمية وأمنية لتعريف الجمهور من رواد مهرجان أبوظبي للعلوم والابتكار عليها، أبرزها «جهاز السعادة المتنقل»، كما ستعرض في جناحها بالمعرض كل ثلاثة أيام عدداً إضافياً من الابتكارات التي نفذها العاملون بالقطاع الشرطي من المبتكرين المواطنين، والتي تسهم أيضاً في إنجاز المعاملات وسرعة الاستجابة.
وقدم المبتكر النقيب محمد جمعه الكعبي، قطاع الأمن الجنائي في شرطة أبوظبي، شرحاً تفصيلياً لحقيبة السعادة والتي تقدم خدمة نوعية متميزة لكبار المواطنين وأصحاب الهمم والأطفال ومصابي الحوادث والوفيات، والذي تم تعميمه على مراكز الشرطة بإمارة أبوظبي ليغطيها كاملةً تقريباً بهدف مساعدة المواطنين وأفراد المجتمع وإسعادهم بالانتقال إليهم، إذ يقوم الشخص المستفيد بالتواصل مع مركز الشرطة التابع له، ويقوم ضابط التحقيق بأخذ البيانات ومكان الشخص، سواء بالمنزل أو بالمول أو بالمستشفى أو أي مكان، وينتقل إليه بالحقيبة المزودة بكافة ما يحتاجه الضابط، مع جهاز ADT والذي يعمل على برنامج النظام الجنائي الموحد، وقارئ هوية، وتوقيع إلكتروني وكاميرا لتصوير المستندات.

«الإنذار الآلي»
قدم الملازم أول أحمد سيف النعيمي قسم تقنيات المعلومات والاتصال في العين، ابتكار «الإنذار الآلي»، وقال: إنه لاحظ ارتفاع درجات الحرارة في غرف الأجهزة الإلكترونية، وتسببها بحرائق أحياناً، وخاصة أن معظم أوقات السنة يكون الجو حاراً، فتولدت لديه فكرة بتركيب جهاز آلي يتولى مراقبة الغرف والأجهزة وإصدار إنذار في حال ارتفاع درجات الحرارة إلي حد معين، لاتخاذ اللازم، وقد نجح في التجارب الأولية وحقق فوائد جيدة، ومن ثم تم تزويد غرف الأجهزة في مراكز الشرطة بهذا الجهاز، والذي نجح إلي حد كبير. وأشار النعيمي إلى أن الجهاز عبارة عن مجسات حرارة وكاشف دخان، وجهاز إرسال مربوط بشبكة الشرطة، ومهمة كشف الحريق في غرف الشبكات والأجهزة في مراكز الشرطة، ومن بينها الغرف الإلكترونية، ويستخدم منذ عام 2019 الماضي، ووفر حماية وإصدار إنذارات في مراكز الشرطة، حيث جرى تركيبه في 23 مركز شرطة بالعين وجارٍ التوسع فيه على مستوى إمارة أبوظبي.

الاختبار الذكي
كما عرضت شرطة أبوظبي سيارة «الاختبار الذكي»، والخاصة بفحص السيارة والمزودة بكاميرات وأجهزة حساسة، وذلك لتحديد مدى نجاح الراكب في اختبار القيادة، حيث يجلس ويبدأ الاختبار، وقال النقيب سلطان محمد الحساني: إن السيارة الذكية تستخدم 3 لغات حتى الآن، وتم العمل التجريبي لها وحققت المستهدف، إذ يبدأ الاختبار فور وضع المستفيد هويته وتقرؤها السيارة وتبدأ عملية تسجيل المعلومات أولاً بأول دون تدخل بشري.
وأشار الحساني إلى أن من المميزات الرئيسية للنظام، دعم منظومة الاختبار الفني للسائقين خلال مرحلة فحص القيادة على الطريق، وأتمتة وتنظيم عملية الاختبار على الطريق بصورة آلية وذكية، وتأكيد هوية المتدرب بنظام البصمة قبل الاختبار، وتحديد نطاق ومسار الاختبار وتعديله تبعاً لمتغيرات الطريق، ورصد وتحليل الأحداث بالصوت والصورة.

دعم مادي وعيني لأصحاب الابتكارات
أكد الملازم أول هزاع محمد الشامسي مدير فرع الابتكار واستشراف المستقبل في قطاع شؤون القيادة في «شرطة أبوظبي»، أن الفرع يحفز جميع الموظفين بالجهاز الشرطي على تقديم الأفكار والابتكارات، ويقدم كافة أشكال الدعم المادي والعيني لأصحاب الابتكارات والأفكار، ويتم استقبال نحو 100 فكرة سنوياً من كافة القطاعات والبالغ عددها 8 قطاعات. ويتم شحذ الأفكار ومناقشتها ومدى إمكانية تطبيقها وبعد دراسات الجدوى يتم تبني الفكرة وتنفيذها، وهذا الإجراء يأتي ضمن توجه الحكومة التي تشجع على الابتكار واستشراف المستقبل، ولا نستهين بأي فكرة، حيث يمكن تطوير الأفكار بما يخدم المصلحة العامة، وخاصة ما يربطنا من علاقات مع الشركاء. وقال: نشجع موظفينا علي تطوير ابتكاراتهم التي تدعم وتعزز الأمن في دولة الإمارات، ومشاركتنا في المهرجان هدفها توعية الجمهور وتعريفهم بالخدمات التي تقدمها الشرطة.

105 فعاليات «ابتكار» في جامعة الإمارات
تطلق جامعة الإمارات فعالياتها في شهر الابتكار 2020 عبر حزمة كبيرة من ابتكارات متعددة ومتميزة للباحثين من أعضاء هيئة التدريس وطلبة الجامعة تتضمن 105 فعاليات تسهم في تطوير أنماط الحياة.
وقالت الدكتورة خولة الكعبي الرئيس التنفيذي للابتكار بجامعة الإمارات، إن الابتكار يهدف إلى تعزيز توجهات الحكومة وفق خطتها الاستراتيجية للتحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة والمبني على الابتكار لمختلف القطاعات الحيوية الهامة التي حددتها للعام 2030 والاستعداد للخمسين عاماً.
وتقدم جامعة الإمارات مجموعة واسعة من الفعاليات والمحاضرات والمؤتمرات والورش والمعارض وإنجازات الابتكار للباحثين والطلبة تصل إلى 105 فعاليات في شهر الإمارات للابتكار 2020 مقارنة بـ81 فعالية في عام 2019.