إبراهيم سليم (أبوظبي)

أطلق مجلس حكماء المسلمين، أمس، التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية، بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد بمقر المجلس بحضور الدكتور سلطان الرميثي أمين عام مجلس حكماء المسلمين، والمستشار محمد عبدالسلام، أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية.
وقال الرميثي إن المجلس شريك أساسي في صناعة الأخوة الإنسانية، ولذلك هو حريص على التعاون مع الجميع لتحقيق مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية، مشيراً إلى أن الوثيقة وجهت دعوة مباشرة إلى العديد من الأطراف وفي مقدمتهم الإعلاميون، للعمل من أجل السلام والعدل.
وأكد أن الهدف من التجمع ليس فرض سياسة موحدة على الإعلاميين، بل توفير مساحة مشتركة يلتقون فيها جميعاً، ليتفقوا على رؤية إعلامية موحدة تجاه القضايا الإنسانية، مبيناً أن تخصيص التجمع للإعلام العربي ليس إقصاء لغيره، وإنما لكون المنطقة العربية هي الأكثر حاجة لنشر قيم التعايش والتسامح، ولكي تكون التجربة منطلقاً لتجارب إعلامية مشابهة تتكرر في مناطق أخرى من العالم.
وأشار إلى أن التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية يسعى إلى تأطير هذا التوجه المأمول من خلال ميثاق شرف إعلامي إنساني، ودليل إعلامي، ينظم تناول الإعلام للقضايا الإنسانية، ويشارك في صياغتهما الإعلاميون العرب، كونهم الأكثر دراية بواقع الإعلام العربي، ولقدرتهم على تغيير هذا الواقع إلى الأفضل، بإرادتهم الجمعية ورغبتهم المشتركة في هذا التغيير.
ومن جانبه قال المستشار محمد عبدالسلام، إن الإعلام أداة مهمة لتشكيل الرأي العام والوعي الجماهيري، وهو ما كان يدركه جيداً فضيلة الإمام الأكبر والبابا فرنسيس عند صياغتهما لوثيقة الأخوة الإنسانية، مضيفاً أن التجمع سيضم أبرز الإعلاميين العرب من مختلف الدول العربية، وسيمثل فيه المرأة وشباب الإعلاميين ذوو التأثير الملحوظ في المجتمع العربي.
وبين أن التجمع سيعقد اجتماعه الأول في أبوظبي يومي 3 إلى 4 فبراير من الأسبوع المقبل، بالتزامن مع الذكرى الأولى لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، وسوف يشارك فيه حوالي 200 من أبرز الإعلاميين من مختلف أنحاء العالم العربي، مشيراً إلى أن هناك العديد من المبادرات والمشاريع التي بدأ العمل عليها بالفعل بهدف تطبيق مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية على أرض الواقع.
ويعقد مجلس حكماء المسلمين، التجمع الإعلامي العربي من أجل الأخوة الإنسانية، بمشاركة مجموعة كبيرة من أبرز الإعلاميين العرب، المتخصصين في مختلف أشكال الإعلام (المقروء والمرئي والمسموع)، بالتزامن مع الذكرى الأولى لتوقيع وثيقة الأخوة الإنسانية، التي وقعها برعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، كل من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية.
ويهدف المنظمون من خلال هذا التجمع إلى خلق اتجاه إعلامي عربي يؤمن بالمسؤولية الإنسانية للإعلام، ومسؤوليته تجاه دعم المبادرات الإنسانية التي تخدم الإنسانية، وفي مقدمتها وثيقة الأخوة الإنسانية، ووجوب التعاون البناء بين المؤسسات الإعلامية والمؤسسات العاملة في المجال الإنساني.
ويعقد التجمع ورشات متخصصة تناقش عدة محاور مهمة من بينها، أخلاقيات الإعلام العربي، وتأثير غياب ميثاق إعلامي إنساني عربي موحد على الممارسات الإعلامية في العالم العربي، كما تتناول الورشات خطاب التمييز والكراهية ودوره في تأجيج العنف الاجتماعي، بالإضافة إلى معالجة الإعلام العربي لقضايا المرأة والأطفال وأصحاب الاحتياجات الخاصة وضحايا الحروب والنزاعات، وخطر التنميط الخاطئ تجاه الشعوب والدول والأشخاص في تنمية خطاب الكراهية، ومستقبل التعاون بين الإعلام والمؤسسات المعنية بالمجال الإنساني.