السيد حسن (الفجيرة)

مع بداية فصل الشتاء، تحرص الجهات الرسمية في إمارة الفجيرة ومدن المنطقة الشرقية (خورفكان وكلباء ودبا الحصن) التابعة لإمارة الشارقة، على التصدي للتخريب المتعمد من قبل محترفي «التحطيب الجائر» الذين يقطعون الأشجار في المزارع، وفي الأودية والسهول والجبال من دون ترخيص رسمي، حيث يكون الإقبال على الأخشاب للتدفئة، ومواسم الخروج للبر والتخييم في الأودية، وعلى الشواطئ البحرية، ما يسبب ضرراً بالغاً للغطاء النباتي، وتعمل الجهات الرسمية في كل إمارة على تشديد الرقابة للحد من هذه الممارسات الخاطئة. وقالت هنا سيف السويدي، رئيس هيئة الشارقة للمحميات الطبيعية والبيئة: «قطع الأشجار في جميع مدن ومناطق الشارقة عمل محظور، ويتم مخالفة مرتكب هذا الفعل بغرامة تقدر بـ 10 آلاف درهم دفعة واحدة، وقد حررت الهيئة 4 مخالفات قطع أشجار خلال العام المنصرم 2019 قيمة كل مخالفة 10 آلاف درهم».
وشددت السويدي على مثل تلك المخالفات باعتبارها ضد البيئة والثروة النباتية التي أوصانا بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وأن التحطيب الجائر يأتي على الأشجار الصغيرة، ويحرم مختلف الأماكن من وجود الغطاء النباتي الأخضر الذي يساعد على التوازن البيئي والتنوع الحيوي، خاصة أن التحطيب الجائر قد يأتي على نوعيات من الأشجار المعمرة التي قد يصل عمرها إلى 50 عاماً دون علم ومعرفة من المحطبين الجائرين.
وأشارت إلى أن العام 2019 شهد تراجعاً ملحوظاً في مخالفات «التحطيب الجائر»، مقارنة بالعام 2018، حيث سجل 8 مخالفات نتيجة زيادة الوعي البيئي في الشارقة وتكثيف الحملات التفتيشية، كما سجلت المخالفات البيئية في الشارقة خلال العام 2018 ما يقارب 350 مخالفة. وقالت دلال اليماحي، مدير مكتب هيئة الشارقة للمحميات الطبيعية والبيئة بكلباء: «توجد هذه الظاهرة في كلباء، وخاصة في المزارع القديمة التي يبست أشجارها، ويتم التحطيب وفق آليات أهمها، ألا يلحق أي ضرر بالثروة النباتية، وتم بالفعل تحرير مخالفات وغرامات لبعض الحطابين الجائرين.
من جانبها، أكدت بلدية دبا الفجيرة، أن التحطيب الجائر يقع ضمن المخالفات، وتحظر قوانين البلدية وقوانين وزارة التغير المناخي والبيئة هذا العمل، وتقوم البلدية بتنظيم حملات تفتيشية على كافة منافذ البيع والباعة الموجودين في أسواق الطرق السريعة للتأكد من مصدر الأخشاب التي يقومون ببيعها والتأكد من ذلك مباشرة، وتلبي البلدية أي بلاغ رسمي يصل عليها بوقوع مثل هذا المخالفات البيئية الخطيرة والمتمثلة في قطع الأشجار.
وقال سليم زين الرحمن أحد الحطابين في دبا: «أمارس هذا العمل الصعب منذ عشرين عاماً، حيث يزداد الإقبال عليه خلال فصل الشتاء، وأقوم بالبحث عن الأخشاب في المزارع البعيدة خاصة تلك المزارع التي يصيبها الجفاف وتموت أشجارها تماماً، وهناك مئات المزارع في حبحب والطويين وريامه ومنطقة وم وغوب ووعيب الحنة توجد فيها مثل هذه الأشجار التي لا يكون قطعها ضرراً على الثروة النباتية لكونها أشجاراً ميتة، ولم يسبق لي أن تم تغريمي أي مبالغ نتيجة مخالفتي لأنني أعلم عملي جيداً». وأكد أن هناك مخالفين للقوانين، وموجودين في كل مكان بالفجيرة، وغيرها من المدن، ولكن في نهاية المطاف يتم ردعهم ومعاقبتهم بشكل حازم ورادع. وقال عزيز أكبر حطاب في كلباء: «تكثر في كلباء المزارع التي أصابها الجفاف نتيجة تراجع مناسيب المياه الجوفية، وفي هذه المزارع وبعلم أصحابها نقوم بالتحطيب وقطع الأشجار اليابسة التي لم يعد بها أمل للعودة إلى الحياة، نقوم بتجميع الأخشاب ووضعها في شكل حزم ويباع بالكيلو، وبأسعار تبدأ من 10 دراهم للكيلو، وحتى 100 درهم، بحسب الوزن ونوعية الأخشاب وجودتها، فأخشاب السمر وأشجار الفواكه عموماً تعد الأغلى من حيث الجودة ولندرتها وطول بقائها كفحم مشتعل.