أسماء الحسيني (القاهرة- الخرطوم)

تتجه الحكومة السودانية والجبهة الثورية إلى التوقيع على إعلان سياسي، يشمل وقفاً لإطلاق النار، ويحدد 4 مسارات للتفاوض، وهي دارفور ومنطقتا النيل الأزرق وجنوب كردفان، إلى جانب شرق السودان، وقضايا الشمال. وذلك بعد أن توصلت الحركة الشعبية لتحرير السودان -جناح عبد العزيز الحلو- والحكومة لاتفاق حدد ملفات ومسارات التفاوض، في ثلاثة محاور، سياسية وأمنية وإنسانية.
وأعلن الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، رئيس وفد السودان لمفاوضات السلام، أن الحوار الذي يجري الآن في مدينة جوبا بين الأطراف السودانية يسير بصورة جيدة نحو تحقيق السلام. وأشار إلى أن اللجان الفنية المنبثقة عن وفود التفاوض تبذل جهودا مضنية حول تفاصيل قضايا التفاوض.
وأكد حميدتي تفاؤله بقرب إحلال السلام في السودان، وأشار إلى أن جميع أطراف التفاوض أعلنت عن رغبتها في السلام وتوفر الإرادة لديها للتوصل إلى اتفاق سلام شامل يطوي صفحة الحرب في السودان، وإلى أن المفاوضات التي تجرى بمدينة جوبا ستخرج بنتائج جيدة، تسعد الشعب السوداني وشعب جنوب السودان، لارتباط الأمن والاستقرار في البلدين.
وأوضح أن السلام في جنوب السودان أصبح واقعاً على الأرض، كاشفا عن وصول أكثر من 300 جندي من قوات مشار للتدريب مع إخوانهم في إطار تنفيذ بند الترتيبات الأمنية.
وفي الخرطوم، قال عمر الدقير، رئيس حزب المؤتمر السوداني، إن الأطراف السودانية في محادثات جوبا ينبغي أن تصنع سلاماً مستداماً، لا سلام نخب، مشيراً إلى أن أمام السودانيين فرصة تاريخية لإنهاء الحرب في 7 ولايات سودانية.
وأضاف أن الحكم الوطني في السودان فشل منذ الاستقلال في الإجابة عن الأسئلة الكبرى التي تحتاج إلى إجابات. وأوضح أن مفاوضات السلام الحالية مطلوب منها تحقيق سلام مستدام ومتجذر، مشددا على أن سلام النخب مرفوض، ولن يعالج الأزمات من جذورها.
ومن ناحية أخرى، أكد رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك أن الدور الأساسي لجهاز المخابرات العامة بالسودان هو حماية الأمن الاقتصادي ومكافحة الإرهاب والتطرف وجمع وتحليل المعلومات، وقال إن جهاز المخابرات العامة السوداني لديه كفاءات تستطيع القيام بدورها في هذه القضايا.
جاء ذلك خلال مخاطبته ورشة عمل حول «التحولات الاجتماعية ومستقبل القطاعات الأمنية في السودان» أمس والتي نظمتها مبادرة أساتذة جامعة الخرطوم بالتعاون مع مركز الأيام للدراسات الثقافية والتنمية بقاعة الصداقة بالخرطوم.
ومن جانبه، أكد الفريق أول أبو بكر دمبلاب المدير العام لجهاز المخابرات العامة استعداد الجهاز للتعامل مع توصيات الورشة بكل جدية ومهنية، مؤكدا أن المخابرات في جميع دول العالم تلعب دورا محوريا ومهما في تحقيق الاستقرار والسلام.
وفي غضون ذلك، ناشد حزب الأمة القومي الذي يرأسه الصادق المهدي جماهير الشعب السوداني عدم الخروج في مظاهرات غدا، وقال الحزب إنه يرفض الدعوة لمليونية الغد تماما. وأكد أن المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير لم يدع إلى أية مليونية.
وأضاف حزب الأمة أن الواجب الوطني يحتم على جميع السودانيين حماية مؤسسات الحكم الانتقالي مما أسماه مخططات الردة السياسية والاختطاف التي تسعى لاستغلال هذه المناسبة لإثارة البلبلة والفوضى بالدعوة لتسيير مليونية، ودعا الحزب السودانيين لتفويت الفرصة على دعاة الفتنة والفوضى، ودعم عملية انتقال سلسة وآمنة والحفاظ على مقاصد الثورة السودانية.