«معهد مصدر» يستعرض جهوده لتحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة
أبوظبي (الاتحاد) - انضم معهد مصدر للعلوم والتكنولوجيا، إلى الأطراف المعنية بالاستدامة، لتسليط الضوء على مساعيه في سبيل تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة، وذلك من خلال إطلاق أطلس الإمارات لموارد الطاقة الشمسية، والمشاركة في مناقشات قمة الأرض (ريو +20) في البرازيل.
وأتاحت القمة لأعضاء الوفد المشارك من معهد مصدر، والذي ضم عدداً من المسؤولين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب الأعضاء في مبادرة التوعية “القادة الشباب لطاقة المستقبل”، فرصة التواصل مع نحو 120 من زعماء الدول والحكومات المشاركين في الحدث، فضلاً عن إثراء النقاشات بشأن الاستدامة والبيئة وتغير المناخ.
وشارك أعضاء الوفد في العديد من الجلسات الحوارية خلال القمة التي عقدت في الفترة من 20 إلى 22 يونيو.
الابتكار من أجل المستقبل
وقبل انعقاد القمة، شارك أعضاء الوفد أيضاً في “منتدى ريو+20 لاستدامة الشركات: الابتكار والتعاون من أجل المستقبل” الذي أقيم في الفترة من 14 إلى 18 يونيو، إضافة إلى جلسات “مباحثات التنمية المستدامة” التي انعقدت في الفترة من 16 إلى 19 يونيو.
كما شهدت القمة ما يزيد على 500 فعالية جانبية نظمتها الحكومات والمجموعات الرئيسية والمنظمات المدرجة ضمن منظومة الأمم المتحدة، وغيرها من المنظمات الدولية الأخرى، وذلك في الفترة من 13 إلى 15 يونيو خلال اجتماعات اللجنة التحضيرية.
واستطاع جناح دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي استضاف كلاً من مصدر، ومعهد مصدر وغيرهما من الكيانات التابعة لشركة مبادلة، أن يستقطب العديد من الشخصيات الهامة وكبار الزوار خلال القمة.
وقام الجناح أيضاً بعرض خرائط الإشعاع الشمسي الساعيّة واليومية والسنوية التي يضمها أطلس الطاقة الشمسية، والتي جرى إنتاجها بواسطة أداة متطورة لرسم الخرائط الشمسية، تم تطويرها والتحقق من فاعليتها في مركز البحوث لرسم خرائط الطاقة المتجددة والتقييم في معهد مصدر.
ومن المتوقع أن يسهم التقييم الدقيق لمكونات الإشعاع الشمسي الثلاثة في محاكاة كفاءة التقنيات المتاحة لتوليد الطاقة.
وشهدت القمة مشاركات نشطة وفاعلة لأعضاء وفد معهد مصدر بقيادة الدكتورة لمياء نواف فواز، المديرة التنفيذية للعلاقات العامة؛ والدكتور ستيفن غريفيث، المدير التنفيذي للمبادرات في المعهد، وغيرهم من المسؤولين ممن أتيحت لهم فرصة التواصل وتبادل الخبرات ووجهات النظر مع قادة الحكومات والقطاع، فضلاً عن المشاركة في جلسات الحوار الجانبية.
وتولى تمثيل مركز البحوث لرسم خرائط الطاقة المتجددة والتقييم، مدير المركز الدكتور حسني غديرا، ونائبه الدكتور طه ورده. ويذكر أن المركز يواصل القيام بدوره محوري في تطوير الأطلس العالمي لموارد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
وفي جلسة خاصة استضافها جناح دولة الإمارات حول مبادرة “تعليم وتمكين المرأة في قطاع الطاقة النظيفة”، أشارت الدكتورة لمياء أمام عدد من المعنيين إلى أنها حرصت على تسهيل مشاركة اثنتين من الطالبات في البعثة العالمية إلى القطب الجنوبي لعام 2012، وذلك في إطار مساعي معهد مصدر إلى دعم وتنمية المهارات القيادية في دولة الإمارات والعالم.
وكانت الطالبتان قد انضمتا إلى المستكشف القطبي السير روبرت سوان ضمن برنامجه “القيادة على الحافة” الذي يهدف إلى بناء المهارات القيادية وروح العمل الجماعي لدى المشاركين، وكذلك توفير بيئة مناسبة لمناقشة القضايا الرئيسية التي تواجه القارة القطبية الجنوبية والكوكب بشكل عام.
صنع القرار
ولفتت الدكتورة فواز أيضاً إلى أن عضويتها في اللجنة الاستشارية النسائية بمعهد مصدر أتاحت لها المساهمة في عملية صنع القرار بشأن سياسات الاستدامة والطاقة النظيفة.
وتقوم هذه اللجنة بتقديم المشورة إلى رئيس المعهد في المجالات التي تهم مختلف فئات المجتمع وتعكس التزام المعهد بتنمية وتعزيز الدور القيادي للمرأة وتمكينها.
كما تطرقت فواز إلى العديد من التدابير التي من شأنها تسهيل دعم جهود تعليم وتمكين المرأة من لعب دور قيادي في قطاع الطاقة النظيفة.
وبالإضافة إلى ذلك، شارك الدكتور حسني غديرة في جلسة حوارية قادها الدكتور ستيفن غريفيث حول “دور معهد مصدر في رسم المشهد العام لمستقبل الطاقة”، حيث استعرضا الشراكات المحلية والعالمية الناجحة لمعهد مصدر، والتي ضمنت لهذه المؤسسة البحثية الرائدة في أبوظبي الحفاظ على مكانتها في طليعة الداعمين للابتكار في مجال الاستدامة.
وخلال جلسة أخرى بعنوان “الابتكار في مجال تكنولوجيا النمو الخضراء في البلدان النامية”، والتي انعقدت في 19 يونيو، تحدث الدكتور غريفيث بالتفصيل عن جهود مصدر في مجال بناء القدرات والابتكار والبحث والتطوير.
كما تناول في حديثه القضية الأساسية، متطرقاً إلى مشاريع كبرى لطالما أسهمت في تحقيق مزايا وفوائد بعيدة المدى.
وأوضح أن مصدر ومعهد مصدر يبذلان جهوداً جماعية للتصدي لهذه القضية، بشكل جزئي على الأقل، من خلال بناء مجتمعات أكبر تتصف بالاستدامة، كما سلط الضوء على الدروس المستفادة ونماذج التمويل المستمدة من تجربة مصدر. وتم تنظيم الجلسة من قبل معهد بروكينغز في الولايات المتحدة الأميركية، ومعهد اقتصاديات الطاقة في جامعة ساوباولو بالبرازيل، والمعهد العالمي للنمو الأخضر في كوريا الجنوبية.
وفي وقت سابق، شارك الدكتور طه وردة في جلسة بعنوان “النمذجة المعتمدة لموارد طاقة الرياح في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي”، حيث أطلع الوفود المشاركة على رؤاه الخاصة في هذا المجال.
يذكر أن الدكتور طه يتولى أيضاً رئاسة برنامج هندسة المياه والبيئة في معهد مصدر.
وانطلاقاً من رسالته التي ترمي إلى تمكين الشباب والطلاب من التواصل مع قادة قطاع الطاقة، أتاح برنامج القادة الشباب لطاقة المستقبل لاثنين من طلبة المعهد، وهما ميثاء الكعبي ورشا عبدربه، فرصة المشاركة وعرض مشاريعهما البحثية خلال القمة.
من ناحية أخرى، قام مسؤولون آخرون من معهد مصدر، بمن فيهم إبراهيم الشريف، باحث مساعد، ومشرفتا الحدث خولة النعيمي وشيخة الخيال، بإطلاع زوار الجناح على مختلف جوانب البرامج البحثية والمشاريع المستدامة التي يوفرها الحرم الجامعي للمعهد.
وأوضحت رشا عبدربه، في حديثها خلال منتدى القيادات النسائية حول “المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة من أجل التنمية المستدامة”، أن النساء يشكلن 65% من خريجي الجامعات في دولة الإمارات العربية المتحدة، كما أصبحن الآن يشكلن غالبية الخريجين في المدارس الثانوية والكليات.
وقالت “على الرغم من تزايد أعداد الإناث في جميع المدارس والكليات تقريباً، خصوصاً في مجال الهندسة، إلا أن ذلك لم يؤد إلى ارتفاع معدل مشاركة المرأة في القوى العمل، حيث إن النساء لا يمثلن حالياً سوى 25% تقريباً من عدد المهندسين والعلماء، مؤكدة على ضرورة أن تبادر المؤسسات والمنظمات إلى تقديم الدعم والتشجيع والتمويل للنساء في مجال الهندسة”.
وتعكس هذه المشاركة الكثيفة لمعهد مصدر في القمة التزام المؤسسة البحثية بدعم قضية الاستدامة من خلال المساهمة في تنفيذ مبادرات تنطوي على منافع حقيقية.
يذكر أن معهد مصدر، الذي تم تأسيسه بالتعاون مع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، يوفر لطلابه فرصاً مميزة في شتى ميادين البحوث العلمية، بدءاً بالبحوث النظرية ثم التطبيقية وانتهاءً بمرحلة التسويق التجاري.