أحمد النجار (دبي)

أكد الفنان محمد إمام أن فيلمه الجديد «لص بغداد» بداية مرحلة جديدة في خريطة السينما المصرية، مشيراً إلى أن هذه الخلطة قابلة أن تستوعب سلسلة أفلام بنفس الرؤية، ويحتمل وجود أفكار جديدة لاستثمار مغامرات أخرى مستنسخة إلى عدة أجزاء سينمائية، هذا ما أكده في تصريح لـ«الاتحاد»، من دون أن يخفي إمام نية فريق الإنتاج وصناعي الفيلم تقديم جزء ثان برؤية مختلفة، ولا يزال التشاور جارياً لدراسة إمكانية تنفيذها بحبكة جديدة، وحتى الآن لم يتم حسم ذلك، وكان الفيلم قد طُرح في 300 دار عرض على مستوى الوطن العربي، ومنها 100 نسخة داخل مصر، وذلك بعدما أن احتفل أبطاله وصناعه بالعرض الخاص الأسبوع المنصرم.
وأعرب عن سعادته بتقديم لون جديد من الأفلام العائلة المفتوحة التي لا يؤطرها التصنيف، بكونه يجتذب إليه كافة الشرائح والطبقات والفئات العمرية، ويتسم بمرونته في استيعاب الفنتازيا ونكهات الكوميديا والتشويق والإثارة في سياق درامي متصاعد.
وحرص إمام على التواجد خلال حفل السجادة الحمراء، رفقة الممثل محمد عبدالرحمن إلى جانب منتج الفيلم، ومجموعة من صناع العمل، قبيل انطلاق عرضه للإعلاميين أمس الأول، في قاعة سينما فوكس مول الإمارات بدبي، منطلقاً اليوم في جميع دور العرض المحلية، وامتلأت ساحة الاستقبال الرئيسية بأعداد كبيرة من الجمهور.

دور قابل للتدوير
نجح الفنان محمد إمام في تقديم كاريزما بطل سينمائي جديد لعشاق الأفلام العربية، راسماً في هذه الشخصية تركيبة محببة جمعت روح الكوميديا ومهارات الحركة والفنون القتالية، وفخامة الأداء التمثيلي المقنع، ليؤطر نفسه في دور مركب قابل للتدوير ضمن سياق لوحة سينمائية مرنة وجاهزة للاستنساخ برؤى إنتاجية متعددة، تحقق فلسفة الجذب وعناصر الإبهار لكل الشرائح الاجتماعية دون استثناء.

سينما نظيفة
«لص بغد» يؤثث لسينما نظيفة، تلامس كل الأذواق والأمزجة، فقد طرح المخرج أحمد خالد موسى، نمطاً جديداً كسر فيه المفهوم السائد «الجمهور عايز كده» القائم على تطعيم الأفلام بمشاهد جريئة وفواصل غناء وجرعة من الإغراء لتسويقها في شباك التذاكر، تلك الشعارات أصبحت شكلاً كلاسيكياً وفق الممثل محمد إمام، فلم تعد «صفقة رابحة» لنجاح أي مشروع على شاكلتها، وأضاف إمام أن «لص بغداد» توليفة مختلفة تحتفي بالمحتوى الشائق المدروس برؤية إخراجية تسير عكس تيارات المألوف والضخ السينمائي المكرر.

منتج للترجمة والدوبلاج
وأكد عدد من الجمهور أن «لص بغداد» سرق حواسهم وانتزع ضحكاتهم حتى آخر دقيقة، ووصفه عادل الحموي، سوري، أنه خامة مخملية ذات قيمة سينمائية فاخرة يمكن إخضاعه للترجمة أو الدبلجة إلى عدة لغات، وتصديره كمنتج عربي ناضج لمعظم المجتمعات العالمية، بكونه يتكئ على محتوى رشيق وقصة سينمائية جاذبة، تتناغم مع أي شعوب من أعراق مختلفة.

تكنيكات عادل إمام
حبكة الفيلم تسير منذ بدايتها على خط الأكشن المطعم بالكوميديا، ترافقه مشاهد فنتازية مبهرة تجعل المشاهد يشعر لأول وهلة أنه أمام فيلم من إنتاج بوليوود بطبعة عربية، ليتضاعف منسوب الدهشة أكثر مع تسلسل الأحداث وبناء وقائع تراتبية وحياكة تفاصيل بصرية في حبكة درامية شائقة، فيما تظل النكتة الكوميدية هي الحدث اللامع في كل دقيقة، لتجعل المشاهد مربوطاً بالمتعة والتسلية المتصاعدة حتى النهاية، وترتفع وتيرتها أكثر لتنتزع ضحكة مجلجلة بالجملة تصرع أمامها كل الهموم والضغوط، وهذا دليل على أنها «كوميديا مدروسة» أبطالها ممثلون تم رسم شخصياتهم على مقاسات أدائهم، وقد نجحوا بالتفوق على المتوقع منهم، وفاجأوا الجمهور بتركيبة تمثيلية جديدة وأداء كوميدي آسر، جسده كل من الفنان محمد إمام بعبقريته العفوية، بعيداً عن شخصية والده الفنان عادل إمام، على الرغم من أنه أعاد إلى الأذهان بعض التكنيكات بلغة الجسد وتعابير الوجه.

صاحبة الامتياز
وبرع الفنان فتحي عبدالوهاب بصياغة دور مؤثر بأسلوب متميز وأداء خطف الأنفاس والحواس، تمكن خلاله من مزج الكوميديا والميلودراما في شخصية معقدة. أما النجمة ياسمين رئيس، فقد كانت فاكهة الفيلم، وقدمت دوراً سيضعها في خانة الكوميديات، لما تتمتع به من كاريزما وروح أدائية متفجرة، وكانت صاحبة الامتياز في صناعة الضحك والإمتاع، بتلاوين المرح والبساطة والرومانسية، في شخصية واحدة.

نموذج لفيلم عالمي
قال الفنان محمد عبدالرحمن، إن هذا الفيلم يمثل نقلة نوعية في عجلة الإنتاج السينمائي المصري، وطفرة فنية وإبداعية في مجال بناء المؤثرات البصرية، وصناعة الجرافيك بطريقة احترافية، فقد نجح في تقديم نسخة مختلفة بكل المقاييس، جودةً ومضموناً وإنتاجاً وإخراجاً، ولا يقل قيمةً وإبهاراً عن نماذج أفلام عالمية.