سعيد ياسين (القاهرة)

«الواقع أن السينما المصرية تعاملت مع الطفل في الأفلام طوال تاريخها أحياناً بشكل مؤثر، وأحياناً أخرى بشكل هامشي، ولكن التساؤل المطروح: هل استطاعت الأفلام المصرية مناقشة قضايا الطفل»، ما سبق كان ملخص دراسة قام بها الناقد السينمائي سامي حلمي، أكد فيها أن فن السينما في مصر تعامل مع كل فئات المجتمع، وأن الأفلام استطاعت تقديم الطفل المصري بشكل لائق، وأننا وجدنا في البدايات والإنتاجات السينمائية الأولى الطفل بطلاً وكمثال لهذا، ما حدث مع رائد السينما محمد بيومي بعدما قدم الشرائط الوثائقية الأولى 1923، ثم قدم فيلماً روائياً قصيراً «الخطيب 13» 1932، من بطولة ابنته دولت بيومي، ومع رواج الفيلم الغنائي ونجوم تلك الفترة الكبار، قدم محمد عبدالوهاب عام 1940 فيلم «يوم سعيد»، وحضرت فيه الطفلة فاتن حمامة وعمرها 7 سنوات، وأعلنت منذ تلك اللحظة ميلاد نجمة، وفي 1950 حضرت بشكل مدهش الطفلة فيروز في فيلم «ياسمين»، وأصبحت بعده ولفترات لاحقة ملء السمع والبصر، حيث اكتشفها أنور وجدي، واستثمرها كموهبة متفجرة، وقدمها في «فيروز هانم»، و«دهب»، و«الحرمان»، و«عصافير الجنة»، وغيرها.
وأشار إلى أنه في هذه الفترة، ونظراً لنجاح فيروز الكبير، استعانت السينما بمجموعة من الأطفال «بنين وبنات» في أفلام متعددة، وحققوا نجاحات ونجومية فيما بعد، ومنهم: نجاة الصغيرة التي ظهرت في سن مبكرة، في أفلام «هدية»، و«الكل يغني»، و«بنت البلد»، وشاركت لبلبة وهي صغيرة في أفلام «حبيبتي سوسو» 1951، و«أربع بنات وضابط» 1954، وفي المقابل ظهر في سن مبكرة الطفل سليمان الجندي، والذي تبناه ولفترة الفنان فريد شوقي، وأشركه معه في أفلامه «الأسطى حسن» 1953، و«جعلوني مجرماً»، و«الوحش» 1954، و«رصيف نمرة 5» 1956، وشارك أيضاً في أفلام «ثمن الحرية»، و«شباب امرأة»، و«بورسعيد»، ولفت إلى أن الإسكندرية كان لها دور مهم في تقديم الأطفال في السينما المصرية، وذكر منهم ضحى أمير التي قدمها المخرج كمال الشيخ في «حياة أو موت» 1954، وكان بطولة رئيسة للطفلة مع عماد حمدي، وتكرر ظهورها في «رد قلبي» 1957، وجسدت شخصية الأميرة «انجي» في مرحلة الطفولة، وجسدته مريم فخر الدين في مرحلة الشباب، وظهر أيضاً خلال هذه الفترة الطفل أحمد فرحات صاحب الأداء الكوميدي اللافت، وظهر في أفلام متميزة، منها: «مجرم في إجازة»، و«سر طاقية الإخفاء»، و«شارع الحب»، و«إشاعة حب»، و«إسماعيل يس في السجن»، و«معبودة الجماهير»، وانتقل سامي حلمي إلى فترة الستينيات من القرن الماضي، وتحدث عن الطفل وجدي العربي الذي شارك في أفلام «نهر الحب»، و«السبع بنات»، و«بين القصرين»، و«لن اعترف»، والطفلة إكرام عزو في فيلم «عائلة زيزي»، والطفل محمد يحيى في «الشيطان الصغير»، كما تحدث عن فترة السبعينيات، وتوقف عند فيلم «امبراطورية ميم» لفاتن حمامة 1972، حيث ظهر فيه مجموعة من الأطفال، منهم هشام سليم وسيف أبو النجا، وظهرت دينا عبدالله في فيلمي «الحفيد»، و«عالم عيال عيال»، وتحدث في النهاية عن إسماعيل يس الذي تعلق به الأطفال والكبار في حالة فريدة، خصوصاً الأطفال، وكيف أن الأطفال إلى الآن يتواصلون معه، وتتعالى ضحكاتهم وهم يشاهدون أفلامه.