أبوظبي (الاتحاد)
أكد الدكتور مراد وهبة، البروفيسور وأستاذ الفلسفة في جامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية، أن التصدي للأصوليات السائدة كفيل بتحقيق السلام في المنطقة، وأن مواجهة الإسلام السياسي تستلزم تعزيز جهود التنوير.
جاء ذلك، في محاضرة نظَّمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية أمس الأول بمقره في أبوظبي بعنوان «مصير الإسلام السياسي».
شهد المحاضرة سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز والسفير الياباني لدى الدولة وإبراهيم العابد، مستشار رئيس مجلس إدارة المجلس الوطني للإعلام، وعدد من الكتاب والأكاديميين.
ووجَّه الدكتور مراد وهبة الشكر إلى سعادة الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، لدعوته إلى إلقاء المحاضرة، مثمِّناً الدور الذي يقوم به المركز في إثراء البحوث الاستراتيجية والفكرية عبر المحاضرات والندوات المتخصصة.
ثم استهل الدكتور مراد وهبة حديثه بتعريف الإسلام السياسي، وقال إنه يُطلق في مصر على أربع جماعات هي جماعة الإخوان الإرهابية التي أسِّست عام 1928 على يد حسن البنا، وجماعة صالح سرية المعروفة بتنظيم التحرير الإسلامي، وجماعة التكفير والهجرة، وجماعة الجهاد الإسلامي، وأكد أن جماعة الإخوان هي الأصل، والجماعات الأخرى هي الفروع، مشيراً إلى أن حسن البنا أصدر عام 1945 النظام الأساسي للجماعة الإرهابية، وأهم ما جاء فيه الثقة التامة بالقيادة، والطاعة المطلقة لها.
وفي هذا السياق، أكد الدكتور وهبة أن «الإخوان» يزعمون أن إصلاح مصر يجب أن يبدأ من الإسلام، و أن تكون مصر سلطان المسلمين، وفي هذه الحالة تصبح مصر دولة قوية. وأضاف: أنهم يرفعون شعار إحياء الإسلام، ووفقاً لذلك يجب إقامة «نظام إسلامي»، وهذا لا يعني سوى تطبيق الشريعة الإسلامية، أو أن تكون الشريعة هي الحاكمة، الأمر الذي يترتب عليه أن الحضارة الإسلامية من دون هذه الحاكمية ستكون بلا معنى. وأشار الدكتور وهبة إلى كتاب ريتشارد ميتشل بعنوان «مجتمع الإخوان المسلمين» الذي دعا فيه إلى تقوية العلاقة بين الإخوان والكنيسة الأرثوذكسية. وقال الدكتور وهبة إن المشترك بين «الإخوان» والجماعات الإسلامية الأخرى في مصر يكمن في رفع شعار إقامة حكومة إسلامية تقوم على القرآن والسُّنة، لاستعادة الخلافة الإسلامية التي قضى عليها كمال أتاتورك عام 1923.
ثم تحدث الدكتور مراد عن الجماعة في سياق تاريخي، والأدوار التي قامت بها، وانتشارها في العديد من الدول الإسلامية، ومساعيها للتغلغل في مختلف مجالات الحياة، ولاسيما مجال التعليم . وتطرق الدكتور وهبة إلى ما سمي بالربيع العربي الذي استغله الإخوان للوصول إلى الحكم في مصر، والتطورات التي أدت إلى إسقاط حكمهم.
وفي نهاية محاضرته، حاول الدكتور وهبة الإجابة عن السؤال المحوري وهو كيف نقاوم تيار «الإخوان»، وقال إنه إذا أردنا تحقيق السلام في الشرق الأوسط فلا بد من تأسيس تيار يقف في وجه الأصوليات السائدة في المنطقة.