سامي عبد الرؤوف (دبي)
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، عضو مجلس الوزراء، وزير التسامح، رئيس جمعية الإمارات للأمراض الجينية، أن العالم على وشك إيجاد علاج نهائي لمرض السرطان، من خلال النهج المبتكر القائم على الشفرة الجينية.
وأشار معاليه، إلى أهمية تعزيز الوقاية وإزالة الوصمة الخبيثة المرتبطة به، وأهمية التغييرات في أنماط الحياة والبيئة وإجراء البحوث الدقيقة الشاملة في تسريع إيجاد علاج لمرض السرطان، منوهاً بالجهود الكبيرة المبذولة لتحسين آليات الكشف عن السرطان والوقاية منه.
وقال معاليه في كلمته لدى افتتاح مؤتمر ومعرض التميز في علاج الأورام: أقف أمامكم بصفتي وزير التسامح، فعندما أنظر إلى الجمع الغفير من الحضور في هذا المؤتمر أتذكر بشكل لافت روح الكرم والتسامح والعدالة بتوفير العلاج الأمثل لمختلف شرائح وأفراد المجتمع، بغض النظر عن ماهيتهم وموطنهم ومسكنهم. وأضاف: وأنتم هنا اليوم تقفون يداً واحدة من أجل الجميع، وأنتم توافقون أنه على جميع شرائح المجتمع العمل يداً بيد لدعم مرضى السرطان وعائلاتهم.
وكان معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، افتتح أمس، مؤتمر ومعرض التميز في علاج الأورام، ويقام الحدث الذي يستمر على مدار ثلاثة أيام، تحت شعار «تعزيز الوقاية والحد من مرض السرطان» بالشراكة مع جمعية الإمارات للأمراض الجينية. ويعد الحدث منصة شاملة لأكثر من 14 اختصاصاً في مجال علم الأورام، ويجمع تحت سقفه خبراء عالميين من مختلف التخصصات لطرح أفكارهم وخبراتهم ومعارفهم في هذا المجال. ويضم المؤتمر هذا العام أجندة غنية تجمع أكثر من 200 متحدث وخبير من 60 دولة تميزت في رعاية الأورام، ويناقش المشاركون آخر التطورات وآليات العلاج.
وأقيم على هامش المؤتمر، المعرض المصاحب الذي يجمع تحت سقفه أكثر من 29 جهة عارضة تكشف أحدث أجهزتها وتقنياتها المتقدمة في هذا المجال المتخصص للغاية.
وقالت الدكتورة مريم مطر مؤسس ورئيس جمعية الإمارات للأمراض الجينية، إنه لابد من مراعاة الأصول الجينية للمفحوصين عند الكشف عن مرض السرطان، حيث تم الكشف على كل أنواع السرطان الأكثر انتشاراً، من خلال فحص نحو 200 طفرة جينية على مستوى العالم، تقف وراء احتمالية الإصابة بأحد أنواع السرطان.
وأشارت مطر، في تصريحات صحفية على هامش افتتاح المؤتمر، إلى انه يوجد أكثر من 10 طفرات جينية تقريباً لها علاقة بالأصول الجينية للمريض، مشددة على ضرورة أن يتأكد كل من الطبيب والمريض، من وجود نسبة عادلة من الطفرات الجينية التي يتم فحصها مبكراً، ويكون لها علاقة بأصول متلقي الخدمة، قبل الدفع لطلب أي نوع من فحوصات الكشف المبكر. وأوضحت مطر، أن هناك أصولاً من أفريقيا وأوروبا وغيرهما من الأصول المختلطة، لذلك يجب أن يعي المجتمع قبل دفع أي مبالغ مالية لإجراء فحوص لطفرات جينية تزيد احتمالية إصابة الشخص بالسرطان، وألا يقبل المفحوص نتيجة الفحص من دون وجود مستشار مختص بالأمراض الجينية. وذكرت مطر، أن الأطباء كانوا يجرون نوعين من الطفرات الجينية عند فحص سرطان الثدي، وكانت النتيجة سلبية خصوصاً في نساء الشرق الأوسط والخليج، بينما مع التقدم العلمي اكتشفنا أن هناك طفرات أخرى هي أكثر وجوداً وتزيد نسبة النساء بهذا المرض، ولذلك فحص سرطان الثدي لم يعد معتمداً على الفحوص القديمة المختصة بالعرق الأبيض، بل تم التوسع لكشف الطفرات الجينية صاحبة العلاقة بأصول الشخص الذي نجري له الفحص.
وأكدت مؤسس ورئيس جمعية الإمارات للأمراض الجينية، أنه على المفحوص أن يخبر الطبيب بأصله وليس بالضرورة يبلغه بجنسيته، فهناك مرضى بريطانيونن ولكن أصولهم هندية أو أفريقية وهنا يمكن فحص طفرات جينية أخرى، وشددت على ضرورة الكشف المبكرن لأن إصابة شخص واحد في الأسرة بالسرطان يضاعف احتمالية إصابة بقية أفراد الأسرة من نفس الأبوين. وكشفت مطر، ان النوم المضطرب والمتأخر بعد منتصف الليل، يزيد من احتمالية الإصابة بأحد أمراض العصر ومنها السرطان، حيث يعد النوم المضطرب والمتأخر أحد المسببات بجانب السمنة والتدخين، لافتة إلى أن أكثر أنواع السرطان انتشاراً في العالم، هي: سرطان الثدي، ثم الجهاز الهضمي، ثم الدم، ورابعا سرطان الرئة، بالإضافة إلى سرطان البروستاتا.
خبير عالمي: التدخين الإلكتروني يسبب سرطان الرئة
كشف الدكتور ألفونس تغيان، أستاذ أورام الثدي والأشعة العلاجية في جامعة هارفارد الأميركية، أن الاكتشاف المبكر لمرض سرطان الثدي يرفع نسبة الشفاء منه إلى 99% على العكس من الاكتشاف المتأخر الذي تنخفض به نسبة شفاء المرضى، محذراً من انخفاض متوسط أعمار مصابي سرطان الثدي في المنطقة العربية التي تتراوح بين الثلاثينيات والأربعينيات، رغم أن متوسط العمر في أميركا وأوروبا يصل إلى 55 عاماً.
وأوضح أن مليارات الدولارات يتم إنفاقها سنوياً على أبحاث الأورام، وأن من غير المؤكد حتى الآن وجود علاقة بين أنماط الحياة المختلفة وانتشار الأورام السرطانية، لافتاً إلى كثير من الأورام السرطانية سببها «جيني».
ولفت تغيان، إلى أن واحدة من كل 8 سيدات في الولايات المتحدة تصاب بسرطان الثدي أي 12.5 في المئة من السيدات، مؤكداً ان طرق العلاج تقدمت كثيراً خلال الآونة الأخيرة، حتى أصبحت لدينا طفرة في تركيز العلاج الإشعاعي على البؤرة المصابة في ثدي المرأة وليس على الثدي كله، وكذلك انخفضت مدة جلسات الإشعاع من 6 أسابيع إلى أسبوعين في كثير من الأحيان.
وحذر أستاذ أورام الثدي بجامعة هارفارد من خطورة التدخين الإلكتروني، مشدداً على أنه لا يقل خطورة عن التدخين العادي، وأن كل ما تردده شركات التبغ حول العالم ما هو إلا دعاية، وأن كثيراً من الناس يعتقدون أن تدخين السجائر الإلكترونية سيقلل فرص إصابتهم بالسرطان وهو أمر غير صحيح، بل على العكس هناك حالات ماتت بسبب توقف الرئة عند تدخينهم إلكترونياً.
وأشار إلى أن بعضاً ممن تضرروا من التدخين الإلكتروني، رفعوا قضايا ضد شركات التبغ وقضت المحاكم بتعويضهم بمبالغ كبيرة، كما أصدر عدد من حكام الولايات الأميركية، مثل ماساتشوستس قرارات بمنع التدخين الإلكتروني.