اعتقال 3 من قيادات «القاعدة» في اليمن
(صنعاء) - أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، اعتقال ثلاثة من قيادات تنظيم “القاعدة” الإرهابي، بينهم متهم بالتخطيط لاغتيال قائد عسكري كبير الاثنين الماضي، فيما اتهم حزب سياسي يمني، في تكتل “اللقاء المشترك”، الذي يرأس الحكومة الانتقالية في اليمن، أمس الجمعة، السفير الأميركي بصنعاء، جيرالد فايرستاين، بـ”التدخل السافر” في شؤون البلد، وذلك على خلفية زيارة مفاجئة للأخير، الخميس، إلى مدينة زنجبار، عاصمة محافظة أبين، المُحررة أخيراً من هيمنة المسلحين المتشددين.
وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، في رسالة نصية عبر الجوال اعتقال “ثلاثة من قيادات تنظيم القاعدة”، بينهم القيادي البارز المتهم بالتخطيط لاغتيال قائد المنطقة العسكرية الجنوبية، السابق، اللواء سالم قطن، يوم الاثنين الماضي في مدينة عدن.
وقالت الوزارة، إنه تم “القبض في عدن على ثلاثة من قيادات القاعدة، بينهم القيادي البارز سامي ديان”، دون أن تضيف مزيداً من التفاصيل. إلا أن وكالة الأنباء اليمنية الرسمية “سبأ”، ذكرت أن سامي ديان هو “المخطط لعملية اغتيال اللواء سالم قطن”، الذي قاد الهجوم العسكري الواسع على معاقل تنظيم القاعدة في محافظة أبين “جنوب”، خلال الفترة ما بين 12 مايو الماضي وحتى 15 يونيو الجاري. وأفاد مصدر أمني في عدن لـ”الاتحاد” بأن قوة من الأمن المركزي، مرابطة في نقطة “الرباط” شمال عدن، اعتقلت ديان واثنين، هما أنس السعدي وأسامة السعدي، أثناء محاولتهم دخول المدينة، مشيراً إلى أنهم كانوا على متن سيارة “هايلوكس بيك آب”، محملة بمواد غذائية و”متفجرات وذخائر مخبئة”. وأكد المصدر أن ديان “هو مسؤول العمليات التفجيرية والانتحارية داخل مدينة عدن”، مشيراً إلى أن طائرة عسكرية خاصة أقلت أمس ديان ورفيقيه إلى العاصمة صنعاء. وحسب مصادر أمنية يمنية، فإن ديان، من أبناء بلدة “جعار”، المعقل الرئيسي السابق لـ”القاعدة” في أبين، وأنه أحد الذين قادوا التمدد المسلح للتنظيم في محافظة أبين، مطلع العام الماضي. كما قاد ديان، العام المنصرم، هجمات مسلحة ضد قوات عسكرية كانت مرابطة منطقة جبلية بمحافظة لحج “جنوب”.
وقبل ثمانية أيام، حقق الجيش اليمني، بدعم من الولايات المتحدة، انتصاراً كبيراً على تنظيم القاعدة في محافظة أبين، وبعد 33 يوماً من المعارك العنيفة هناك، بهدف إنهاء سيطرة المتطرفين على مناطق واسعة في جنوب البلاد، مستغلين اضطرابات العام الماضي، التي أجبرت الرئيس علي عبدالله صالح على التنحي أواخر فبراير.
وزار السفير الأميركي بصنعاء، جيرالد فايرستاين، الخميس، مدينة زنجبار، عاصمة أبين، لعدة ساعات، وذلك في زيارة مفاجئة وغير معلنة. وقال مصدر مسؤول بالسفارة الأميركية بصنعاء لـ”الاتحاد”: “زار السفير فايرستاين مدينة زنجبار، ومعه مدير الوكالة الأميركية للتنمية الدولية” راجيف شاه، الذي وصل الأربعاء إلى صنعاء في زيارة أعلن خلالها زيارة حجم المساعدات الأميركية لليمن بـ52 مليون دولار، لتصل خلال العام الجاري، إلى 175 مليون دولار.
ولم يصدر بيان رسمي عن السفارة الأميركية أو السلطات اليمنية بشأن زيارة السفير الأميركي، التي أثارت استياء أطراف سياسية داخل تحالف “اللقاء المشترك”، الذي يرأس ويُشكل مناصفة مع المؤتمر الشعبي العام، حزب صالح، الحكومة الانتقالية، بموجب اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال مسؤول محلي في أبين، طلب عدم الكشف عن هويته، لـ”الاتحاد”، إن السفير الأميركي وصل إلى زنجبار “على متن مروحية عسكرية” وفي “ظل إجراءات أمنية مشددة”. ولفت إلى أنه كان برفقة السفير الأميركي “عدد من ممثلين منظمات الإغاثة الإنسانية” الدولية العاملة في اليمن.
وقال: “عقد السفير الأميركي لقاء مع المحافظ (جمال العاقل) استمر ساعات.. ولم يقم بجولة داخل أحياء مدينة زنجبار”، التي حررتها القوات الحكومية، في 12 الشهر الجاري، بعد أن كانت سقطت بأيدي تنظيم القاعدة أواخر مايو من العام الماضي، مشيراً إلى أن هدف الزيارة المفاجئة للسفير الأميركي “تقديم مساعدات إنسانية” لمحافظة أبين المنكوبة جراء شهور من الصراع المسلح بين الجيش اليمني ومقاتلي تنظيم القاعدة.
وانتقد بشدة “التنظيم الوحدوي الناصري”، ثالث مكون رئيسي في تحالف “اللقاء المشترك”، زيارة السفير الأميركي لزنجبار، واعتبرها “تدخلاً سافراً” في شؤون اليمن.
و”اللقاء المشترك”، تحالف يضم خمسة أحزاب رئيسية في اليمن، وهو أحد الطرفين الرئيسيين الموقعان في الرياض، أواخر نوفمبر، على اتفاق “المبادرة الخليجية”، الذي ينظم عملية نقل السلطة في هذا البلد، المضطرب منذ يناير 2011 على وقع الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السابق.
وقال الأمين العام المساعد للتنظيم الناصري، محمد الرداعي: “بدأ الأميركيون بتدخلات سافرة في البلاد، منذ أن أصبح السفير الأميركي (فايرستاين) يرى من نفسه الآمر الناهي باليمن”، حسبما أفادت أمس صحيفة “أخبار اليوم” الأهلية، المقربة من القائد العسكري البارز، اللواء علي محسن الأحمر.
وتدعم الولايات المتحدة بقوة اتفاق “المبادرة الخليجية”، ووقع رئيسها باراك أوباما، في 17 مايو الماضي، مرسوماً يحدد مبدأ العقوبات “على الأفراد والشخصيات الاعتبارية الذين يهددون استقرار اليمن”، و”يحاولون إجهاض العملية الانتقالية” في هذا البلد.واعتبر الرداعي، زيارة السفير الأميركي لزنجبار “نكرانا لدور الجيش” اليمني الذي يشن، منذ أسابيع، هجوماً واسعاً على “القاعدة” في الجنوب، مطالباً الرئيس الانتقالي هادي اتخاذ موقف حازم إزاء هذه الزيارة، التي تمثل “إخلالاً بسيادة اليمن”، حسب قوله. كما طالب القوى السياسية كافة في البلاد وقف “التدخلات السافرة للسفير الأميركي”.