عمرو عبيد (القاهرة)
احتاج النجم الدولي وهداف «الأبيض»، علي مبخوت إلى 22 عاماً، من أجل تحطيم الرقم القياسي الإماراتي، المسجل باسم الأسطورة، عدنان الطلياني، الخاص بأفضل هدافي المنتخب عبر العصور، حيث وصل مبخوت إلى الهدف 60، بعد هدفه الأخير في شباك تايلاند، ومن قبلها «هاتريك» أمام إندونيسيا، مقابل 52 هدفاً للطلياني، ويحتاج هداف المنتخب والجزيرة إلى 17 هدفاً لمعادلة رقم بيليه أسطورة الكرة البرازيلية.
وبأهدافه الستين يحلق مبخوت في سباق الهدافين العالميين، الذي يظهر فيه أسطورة البرتغال الحية، كريستيانو رونالدو، على مسافة 14 هدفاً من معادلة أهداف علي دائي، أفضل هداف في تاريخ المنتخبات العالمية، بالرغم من أن المنتخب الإيراني لا يملك سجلاً حافلاً على الصعيد الدولي، وبلغ «صاروخ ماديرا» هدفه الـ 95 دولياً، قبل يومين، ليزيد رصيده التهديفي التاريخي، مع الأندية ومنتخب بلاده، إلى 700 هدف، مواصلاً كتابة التاريخ على طريقته الخاصة، ويذكر أن «الدون» البرتغالي، نجح في تجاوز عدد أهداف الأسطورة لويس فيجو عام 2012، عندما سجل هدفه رقم 33 في شباك هولندا، في بطولة «يورو 2012»، ثم صعد إلى الترتيب الثاني في قائمة هدافي «السليساو» عبر كل العصور، على حساب النجم التاريخي، إيزيبيو، بإحراز الهدف 42 في مرمى أيرلندا الشمالية عام 2014، وكان «أسود الكاميرون» شاهداً على حصد رونالدو لقب هداف البرتغال التاريخي، على حساب بدرو باوليتا، في مباراة ودية في عام 2014 أيضاً، عندما سجل الهدف 48 في مسيرته الدولية، وبعدها انطلق «الدون» مغرداً، ليصل إلى 95 هدفاً، في 162 مباراة، بمعدل 0.59 هدف كل مباراة، مع العلم بأن إيزيبيو يملك معدلاً قياسياً يبلغ 0.64 هدف.
والحديث عن سباق الهدافين الدوليين عبر العصور، يحمل كثيرا من الجدل، بسبب زيادة عدد المباريات الدولية في الحقب الحديثة، مقارنة بأجيال الزمن القديم، ويأتي الرد بأن كرة القدم لم تكن بالصعوبة التي نشاهدها الآن، وكان فارق القوة بين المنتخبات الكبرى، ونظيرتها، يسمح للهدافين بهز الشباك بغزارة آنذاك، وبين هذا وذاك، يمكن القول بأن العصر الحالي، شهد تحطيم الكثير من تلك الأرقام القياسية، التي صمدت لسنوات طويلة جداً، مع وجود بعض الحالات، التي لم يتمكن فيها هدافو الحقبة الحديثة، من تجاوز عمالقة التاريخ القديم!
بالطبع، كلما دار الحديث حول رونالدو، يلازمه دائماً اسم «البرغوث» الأرجنتيني، ليو ميسي، وبرغم الإحباط الذي لاحق الأسطوري مع منتخب بلاده في كثير من المنافسات، إلا أن ميسي يعتلي حالياً قمة هدافي «الألبيسيليستي» عبر التاريخ، برصيد 68 هدفاً، وهو ما يوازي ضعف عدد أهداف مارادونا مع «راقصي التانجو»، حيث تجاوزه «البرغوث» في عام 2013، وهو العام الذي شهد تفوقه على هيرنان كريسبو أيضاً، بعدما سجل هدفه الـ 35، ثم جاء الدور على ماكينة الأهداف الأرجنتينية، جابرييل باتيستوتا، ليتراجع إلى المركز الثاني في القائمة التاريخية، بعد 14 عاماً، عندما أحرز ميسي الهدف الدولي رقم 55 في شباك أميركا، خلال بطولة كوبا أميركا 2016.
وقبل أيام قليلة، نجح القاطرة، روميلو لوكاكو، في صناعة تاريخ جديد لـ «الشياطين الحُمر»، بعدما أصبح أول لاعب بلجيكي يسجل أكثر من 50 هدفاً دولياً، حيث احتضنت شباك سان مارينو، هدفيه الـ 50 و51، ليبتعد بفارق كبير عن أصحاب المراكز التالية في قائمة هدافي بلاده عبر التاريخ، وقبل عامين، كان لوكاكو على موعد مع معانقة التاريخ، بتجاوز رقم الأسطوري، باول فان همست، عندما سجل النجم الأسمر هدفه الـ 31، بعدما صمد رقم همست لمدة 43 عاماً، وهو ما تكرر مع الهداف المونديالي التاريخي، وكبير هدافي الماكينات الألمانية، ميروسلاف كلوزه، الذي قفز إلى صدارة قائمة هدافي منتخب بلاده بعد 40 عاماً، من سيطرة الأسطوري جيرد مولر، الذي سجل هدفه الـ 68 في عام 1974، قبل أن يتجاوزه كلوزه في عام 2014، بثلاثة أهداف متتالية، وضعته على القمة الآن، ويبدو مستحيلاً أن يتحطم هذا الرقم قريباً، خاصة أن أقرب ملاحقيه من الجيل الحالي، هو توماس مولر، برصيد 38 هدفاً فقط!
نيمار يهدد «الجوهرة السمراء»
يبدو أن كرة القدم والمنطق، لا يتفقان دائماً، وبرغم تفوق هدافي العصر الحديث على كثير من عمالقة الماضي، إلا أن أرقام بعض الأساطير، رفضت الخضوع لثورة الزمن وتطور العصر، ولا يوجد دليل أكبر من بقاء رقم الجوهرة السمراء، بيليه، ثابتاً في تاريخ البرازيل، منذ عام 1971، حيث يتصدر «إمبراطور السامبا» قائمة هدافي بلاده، برصيد 77 هدفاً، سجلها في 92 مباراة فقط، بمعدل 0.84 كل مباراة، ولم يتمكن الظاهرة رونالدو بـ 62 هدفاً أو ماكينة الأهداف روماريوب 55، من اللحاق بكبير «السليساو»، لكن المشاغب المثير للجدل، نيمار، قد يتمكن من تحقيق المستحيل، لأنه يحتل المركز الثالث خلف رونالدو برصيد 61 هدفاً، بفارق 16 هدفاً عن الأسطوري بيليه، والغريب أن إيطاليا تشهد ذات الظاهرة، حيث مازال لويجي ريفا، متمسكاً بقمة هدافي «الآتزوري»، برصيد 35 هدفاً، منذ عام 1973، ويبدو أن ريفا سيبقى الهداف الأول للطليان لفترة أطول، بعدما فشل باجيو وديل بييرو وإنزاجي وفييري، في اللحاق به خلال السنوات الماضية، ويكفي القول إن هداف العصر الحالي للآتزوري، هو ماريو بالوتيلي، برصيد 14 هدفاً، عقب اعتزال دانيلي دي روسي دولياً، وأخيراً، يقاتل جيرو وجريزمان لمعادلة رقم الأسطوري الفرنسي، تييري هنري، صاحب الـ 51 هدفاً، وبعد مرور 9 سنوات، مازال جيرو يبتعد بفارق 13 هدفاً، مقابل 22 تفصل جريزمان عن هنري، ويبدو أيضاً أن رقم دافور سوكر الكرواتي، المُسجّل في عام 2002، لن يتحطم قريباً، بعدما سجل 45 هدفاً دولياً مع الناري.
سكاروني يصمد 81 عاماًً
تصدر ثنائي أوروجواي الذهبي الحالي، لويس سواريز وإدينسون كافاني، قائمة عريقة، لمنتخب حصد لقبين في كأس العالم، خلال العصور القديمة، وبقي على رأسها الأسطوري الراحل، هيكتور سكاروني، برصيد 31 هدفاً، لمدة 81 عاماً، حتى جاء الهداف القدير، دييجو فورلان في عام 2011، ليتجاوز الرقم التاريخي، وبعد عامين فقط، سجل سواريز 9 أهداف متتالية، وضعته فوق القمة، متفوقاً على فورلان وسكاروني، وأكمل مهاجم البلوجرانا مسيرته الرائعة، ليبلغ عدد أهدافه الحالية، 58 هدفاً، يليه شريكه في هجوم «السيليستي»، كافاني، برصيد 48 هدفاً، وكان النجم الإنجليزي الكبير، واين روني، على موعد في عام 2015، أمام منتخب سويسرا في تصفيات «يورو 2016»، ليحطم رقماً قديماً، سجله أسطورة إنجلترا، السير بوبي شارلتون، قبل 45 عاماً، برصيد 49 هدفاً، وبلغ حصاد روني قبل إعلان اعتزاله الدولي في العام الماضي، 53 هدفاً، لكن الفرصة تبدو سانحة أمام هداف الجيل الحالي، هاري كين، لبلوغ هذا الرقم أو تحطيمه، خاصة أن صاحب الـ 26عاماً أحرز حتى الآن 28 هدفاً في 43 مباراة، وضعته في المركز الـ 11 في القائمة التاريخية، كما يُذكَر أن دافيد فيا تفوّق على راؤول بعد 5 سنوات فقط، عندما سجل فيا هدفه الـ 45 في شباك التشيك، بعدما توقف رصيد أسطورة لاروخا السابق عند 44 هدفاً في عام 2006، وكذلك نجح روبن فان بيرسي، في احتلال قمة هدافي الطواحين، برصيد 50 هدفاً، بعد 13 عاماً من تفوق باتريك كلويفرت على جميع الأساطير.