أسامة أحمد (الشارقة)

حققت الرياضة النسائية بـ«الأولمبياد الخاص» قفزات نوعية من موسم لآخر، مسجلةً العديد من الأرقام، في ظل الاهتمام الكبير الذي ظلت تحظى به من أجل الوصول إلى القمم، وارتفع عدد اللاعبات المشاركات في الأولمبياد الخاص إلى 27% في عام 2019، مما يعد أكبر مؤشر بأن فتاة الإمارات على الطريق الصحيح، من أجل تحقيق المزيد من النجاحات بشعار «لا يوجد مستحيل»، فكل الأفكار قابلة للتحقيق على أرض الواقع وجديرة بحمل راية الإبداع والتفوق في كل قطاع، ولا سيما الرياضية، حيث تسعى دائماً للوصول إلى أعلى المستويات.
سجلت فتاة الإمارات مشاركة قياسية في النسخة الأخيرة للألعاب العالمية الصيفية «أبوظبي 2019» بظهور أكثر من 130 لاعبة تنافسن في 17 لعبة من أصل 24 مما يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه مؤسسة الأولمبياد الخاص الإماراتي لرياضة صاحبات الهمم.
وظلت القيادة الرشيدة تحرص على توفير كل مقومات النجاح والإبداع لهذه الشريحة لتحقيق طموحاتها، من أجل أن ترسم كل منتسبة صورة طيبة عن «الأولمبياد الخاص»، حيث مثل تغيير مسمى المعاقين إلى أصحاب الهمم علامة فارقة بإيمان القيادة بإمكانات هذه الفئة الفعالة في المجتمع من أجل خدمة الوطن والذي بث في أعماق وجدانهم الهمة والطموح.
كما يعد تحويل الأولمبياد الخاص الإماراتي إلى مؤسسة مستقلة برئاسة فخرية لسمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد آل نهيان، محطة مهمة تعزز النجاحات التي ظلت تحققها رياضة أصحاب الهمم، وعدم التفريط في المكتسبات التي تحققت وآخرها الاستضافة الاستثنائية للألعاب العالمية الصيفية للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وأوضحت فاطمة إبراهيم، مديرة الاستراتيجية والمشاريع بالأولمبياد الخاص الإماراتي، أن نجاحات «صاحبات الهمم» فاقت التوقعات، حيث أصبحت الرياضية في الأولمبياد الخاص نموذجاً يُحتذى به في الرياضة بصفة عامة، وأشارت إلى أن زيادة عدد اللاعبات بنسبة 27% في عام 2019 وظهور 40% من اللاعبات الجدد مكاسب تصب في مصلحة هذه الألعاب، من أجل أن تحقق كل لاعبة طموحاتها المطلوبة وفق النهج المرسوم.
وأكدت فاطمة أن المشاركة التاريخية لـ«صاحبات الهمم» في «ألعاب أبوظبي 2019» كلها مكاسب وتعد مؤشراً إيجابياً لتواجد اللاعبات في الأحداث الخارجية المقبلة، وأشادت بالمشاركة الأخيرة لفريق السيدات لكرة القدم في كأس الأولمبياد الخاص التي أقيمت بالهند والحصول على المركز الثاني والميدالية الفضية.
وكشفت فاطمة عن أبرز تحديات المرحلة المقبلة بتشجيع اللاعبات على ممارسة الرياضة، وبالتالي دمجهن في المجتمع وخصوصاً أن المرأة الإماراتية باتت من القياديات.
وأشارت إلى مشاركة الأولمبياد الخاص الإماراتي في يوم المرأة الموحد، بالتعاون مع أكاديمية الشيخة فاطمة، مبينةً دعم مؤسسة الأولمبياد الخاص لمشاركة رياضيات «الأولمبياد الخاص» في العديد من البرامج المجتمعية، منها برامج القيادة والشباب والمؤتمرات وورش العمل المختلفة.
وأشادت خديجة أحمد عبدالله الزعابي، والدة مريم حسن جاسم الزعابي لاعبة منتخب الأولمبياد الخاص، بالدعم الذي تحظى به رياضة أصحاب الهمم من القيادة الرشيدة، الأمر الذي لعب دوراً كبيراً في النقلة النوعية التي حدثت في جميع مشاركاتها المحلية والخارجية، وكانت وراء هذه الطفرة التي حدثت للمرأة في جميع المجالات، لا سيما لاعبات «الأولمبياد الخاص» مما كان له المردود الإيجابي على مسيرتها.
وقالت: النجاحات التي حققتها المرأة حقيقة ماثلة أمام أعين الجميع، ما يضاعف من مسؤوليتها خلال المرحلة المقبلة، لتعزيز هذه المكتسبات بالعديد من النجاحات والإنجازات، وأشارت إلى أن هذه الإنجازات تمثل قوة دفع كبيرة لـ«صاحبات الهمم» من أجل مواصلة مسيرة النجاحات بكل قوة، وعدم التفريط في المكتسبات التي تحققت خلال المرحلة الماضية.
وختمت: ثقتنا في لاعبات «أصحاب الهمم» كبيرة من أجل مواصلة العطاء، وخصوصاً أن أولياء أمور اللاعبات في الموعد دائماً، بحرصهم على تشجيع بناتهن على الصعد كافة، حتى تحقق اللاعبة طموحاتها المطلوبة.

ندى.. 12 عاماً في «الأولمبياد الخاص»
ندى المزروعي لاعبة منتخبنا للأولمبياد الخاص للبوتشا.. مسيرة عطاء لمدة 12 عاماً في الأولمبياد الخاص والتي تعد أحد النماذج المضيئة وهي تحقق النجاح تلو الآخر بتشجيع من الأسرة التي ظلت تشعل حماس الابنة، والتي حصلت على جائزة الشارقة للأسرة الرياضية في فئة أفضل أسرة «بطلة ذات إعاقة»، خصوصاً أن العزلة لم تكن في قاموسها وهو المعني الحقيقي للنجاح بعد أن تسلحت بالثقة لتقوم بدورها في المجتمع على أكمل وجه بتشجيع من الأسرة الوالد والوالدة وإخوانها الذين أشعلوا حماسها لتواصل اللاعبة علاقاتها الاجتماعية بصورة مثالية مما أدى إلى اندماجها في المجتمع بعد أن زادتها الإعاقة إصراراً ومسؤولية.
بدأت ندى مسيرتها كطالبة بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية عام 92 ثم بالانتساب لنادي الثقة للمعاقين وتخرجها من المدرسة حتى عملها حالياً موظفة بمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية.
وانضمت لمنتخب الأولمبياد الخاص عام 2007 عبر بوابة الألعاب العالمية الصيفية بمدينة شنغهاي محققة فضيتي فردي وزوجي البوتشي أعقبتها المشاركة في «عالمية اليونان» 2011 ونالت ذهبية فردي وبرونزية زوجي البولينج ثم كانت مشاركتها الثالثة في «عالمية لوس أنجلوس» 2015 والتي حصلت خلالها على ذهبية فردي وفضية زوجي البولينج.

زعفرانة: اللاعبات في الموعد
أكدت زعفرانة أحمد خميس الحوسني والدة الشقيقتين مريم وحمدة علي الحوسني، وهما لاعبتا منتخبنا للأولمبياد الخاص في ألعاب القوى والبولينج، أن ابنتيها ولاعبات «الأولمبياد الخاص» في الموعد دائماً من أجل تفجير طاقاتهن في الملاعب الرياضية وفق الاستراتيجية الموضوعة، مبينة أن البطلات على قدر التحدي وخصوصاً أن رياضة «الأولمبياد الخاص» في تطور ملحوظ مما كان له المردود الإيجابي على الرياضة النسائية التي تسير بخطوات ثابتة إلى الأمام لتحقيق طموحاتها في المحافل القارية والدولية.
وقالت: إن الاهتمام الذي ظلت تحظى به المرأة من «القيادة الرشيدة» يمثل أكبر حافز لكل المنتسبات لرياضة «صاحبات الهمم» من أجل تكرار المشهد في جميع المحافل القارية والدولية، واختتمت حديثها مشددة على أهمية المرحلة المقبلة بعد النجاح التاريخي للنسخة الأخيرة للألعاب العالمية التي أقيمت بأبوظبي مما يمثل قوة دفع للجميع.