عمرو عبيد (القاهرة )

لم يكن الهدف المصري الخالص، الذي صعد بأستون فيلا إلى نهائي كأس الرابطة الإنجليزية، ووقع عليه الثنائي، محمود حسن «تريزيجيه» وأحمد المحمدي، هو الأول لهما هذا الموسم، لأن المحمدي صنع لمواطنه، تريزيجيه، هدفاً مماثلاً قبل شهر فقط، وصف بالتاريخي آنذاك، لأنه كان أول هدف مصري، تسجيلاً وصناعة، في تاريخ «البريميرليج»، إذ عادل به «تريزيجيه» تأخر فريقه أمام تشيلسي، في الجولة 15 وقتها، قبل أن يخسر «الفيلانز» بهدف ثانٍ لـ «البلوز»، ولم يخطئ لاعب الهجوم المصري، عندما قال إنها لعبة متفق عليها، لأن هدف الثنائي المصري في شباك «البلوز» في ديسمبر من العام الماضي، جاء بتمريرة عرضية من الجانب الأيمن أيضاً، والطريف أن «تريزيجيه» أسكن الكرة المرمى بيسراه، ولم يسمح تاريخ المحترفين المصريين بالقيام بعمل مماثل في عام 2013، عندما اجتمع الثنائي، أحمد فتحي ومحمد ناجي «جدو»، في صفوف هال سيتي، لأنهما لم يلعبا معاً، بينما لم يتمكن الثنائي، حسام غالي وأحمد حسام «ميدو» من تكرار الأمر ذاته، خلال فترة لعبهما في توتنهام هوتسبر، وكان أفضل ما قاما به معاً، هو تسجيل «ميدو» هدفين بجانب تمريرة حاسمة من غالي لروبي كين، في شباك «ميلتون كينز دونز» في عام 2006، والغريب أن هذا التألق المصري المشترك، جاء في كأس الرابطة الإنجليزية أيضاً!
وبالتأكيد، تحظى البطولات والمسابقات الأوروبية، بمشاركة الكثير من اللاعبين الأجانب، أبناء الوطن الواحد من مختلف القارات، وبالطبع تم إحراز عشرات الأهداف المماثلة، لا يمكن حصرها كلها، إلا أن هناك بعضاً منها بقي محفوراً في ذاكرة الكرة الأوروبية، والعالمية أيضاً، لعل أبرزها الهدف الهولندي الخالص، الذي منح «ميلان» العريق مجداً تاريخياً، ظل صامداً عبر سنوات طويلة، عندما تمكن «الروسونيري» من الاحتفاظ بلقب دوري أبطال أوروبا في عام 1990، بعد فوزه بالكأس القارية قبلها بعام واحد، وأمام بنفيكا في نهائي نسخة 1989 - 1990، خاض ميلان مواجهة صعبة، كان بطلها الأول، الهولندي فرانك ريكارد، الذي سجل هدف الفوز من تمريرة بينية رائعة، لمواطنه الأسطوري، ماركو فان باستن، الذي رد الدين لزميله، لأن ريكارد صنع هدفاً ضمن رباعية الشياطين العريضة، التي أهدت للفريق لقب موسم 1988 - 1989 على حساب ستيوا بوخارست الروماني، والمثير أن اللقبين جاءا بهدايا هولندية خالصة للكرة الإيطالية، لأن رباعية ميلان حملت توقيع فان باستن ورود خولييت أيضاً، بواقع هدفين لكل منهما، وافتتح خولييت أهداف تلك المواجهة، بمتابعة لتسديدة قوية من فان باستن.
وصحيح أن الحظ عاند «جلاكتيكوس» ريال مدريد الشهير في بداية القرن الحالي، إلا أن الثنائي البرازيلي، رونالدو وروبرتو كارلوس، قادا «الملكي» إلى حصد لقب «الليجا» في موسم 2002 - 2003، بعدما سجل «الظاهرة» 3 أهداف في شباك أتلتيكو مدريد، ديبورتيفو ألافيس، وأتلتيك بلباو، بتمريرات حاسمة من مواطنه الأسطوري، كارلوس، لكن الهدف الأهم الذي حمل صفة «صنع في البرازيل»، جاء في مباراة بطولة كأس «إنتركونتيننتال» عام 2002، التي كانت تجمع بين بطل «الشامبيونزليج» الأوروبي، والفائز بكأس «ليبرتادورس» اللاتينية، إذ أحرز «الظاهرة» هدفاً رائعاً بعد تمريرة عرضية بينية أرضية من مواطنه، افتتح به «الميرنجي» سجل أهداف مواجهة أوليمبيا الباراجواياني، في مباراة انتهت بفوز الريال بهدفين نظيفين وحصد الكأس العالمية.
وبالعودة إلى إنجلترا، لا ينسى «البريميرليج» ثنائي الديوك المهاري الموهوب، تييري هنري وروبير بيريز، عندما أسهما في صناعة مجد أرسنال في الفترة بين 2001 و2006، بالفوز بلقبين في الدوري الإنجليزي الممتاز، بجانب بلوغ المباراة النهائية في دوري أبطال أوروبا في موسم 2005 - 2006، في نسخة شهدت تسجيل هنري هدفاً واحداً من صناعة بيريز أمام سبارتا براغ التشيكي، لكن 3 أهداف حاسمة أحرزها تييري هنري في شباك تشيلسي وسيتي ثم ليفربول، جاءت بصناعة بيريز، لتصنع الفارق في نسخة 2003 - 2004 من الدوري الإنجليزي، وكان أشهرها هدف هنري في مرمى «البلوز» خلال الجولة التاسعة من ذلك الموسم، ليس بسبب عرضية بيريز المتقنة، أو لإبداع هنري في وضعها داخل الشباك، بل لأن تمريرة روبير مرت بغرابة شديدة أسفل جسد حارس تشيلسي، كارلو كودتشيني، في مشهد «كوميدي» لا يُنسى، لتصل الكرة بسهولة إلى هنري المنفرد بالمرمى الخالي!