محمد سيد أحمد (جاكرتا)

فقد منتخبنا الوطني للجو جيتسو ميدالية ذهبية مضمونة في ختام المسابقة بآسياد جاكرتا أمس، عندما تعرض اللاعب خلفان بالهول لإصابة في الكاحل قبل نهائي وزن 85 كجم الذي كان قد حقق فيه الفوز على القرغيزستاني مورتازاليف مورتزالي 2-0، ليتأهل لمواجهة الأردني حيدر الرشيد، الذي توج بالذهبية بانسحاب خلفان للإصابة، مكتفياً بالميدالية الفضية التي سبقها فوز محمد القبيسي ببرونزية وزن 77 كجم، لينهي المنتخب لحظات صعبة عاشها البطل خلفان بالهول عند تعرضه للإصابة، حيث ارتسمت عليه حالة حزن، سرعان ما انقشعت بعد الدعم الكبير الذي وجده من جميع أعضاء بعثة المنتخب الذين تقاطروا عليه مهنئين، ومخففين عليه.
وأنهى المنتخب مشاركته في «الآسياد» بحصيلة بلغت 9 ميداليات «ذهبيتان و5 فضيات وبرونزيتان»، ليتصدر المسابقة في الترتيب العام الخاص باللعبة.
وكانت الصدمة كبيرة، خاصة أن خلفان قدم أداءً لافتاً وخطف الأضواء في البطولة كواحد من النجوم القلائل الذين اجتازوا جميع المنافسين بسهولة وبمهارة وقدرات عالية وصولاً للنهائي لتكون المفاجأة عندما وصل إلى البساط، وهو يعرج بسبب قوة الضربة التي تلقاها في كاحله وحرمته من معانقة الذهب.
خلفان شكر الجميع على الدعم، وأكد أن عدم حصوله على المركز الأول لن يمنعه من الاحتفال بالميدالية الفضية التي تعتبر إنجازاً يفخر به، خاصة أنه جاء في حدث رياضي قاري بحجم «الآسياد».
وأهدى خلفان الفضية وإنجازات المنتخب إلى القيادة الرشيدة وإلى كل أسرة الجو جيتسو في الدولة، وإلى شعب الإمارات، وقال: الجميع يعرف حجم المسابقة، وأي لاعب يحلم بأي ميدالية فيها، الإصابة حرمتني من الحصول على الذهبية، والجيد أنني خرجت بالفضية، كنت جاهزاً لدرجة عالية، ومطمئناً تماماً لخوض المنافسة حتى النهاية، وما حدث قدر وعلي تقبله، والمضي قدماً، ونحن في المنتخب أسرة واحدة، لذلك كان الدعم كبيراً من الجميع قبل وبعد التتويج، وهذا ليس غريباً، والجيد أننا خرجنا بحصاد وفير في أول ظهور للجو جيتسو في «الآسياد»، وهذا يعكس مكانة اللعبة، وإمكاناتها في دولتنا الحبيبة. وجاء مشوار بالهول في البطولة، حيث تغلب على السعودي أحمد سعود في 20 ثانية، بقفل الساق، وإجبار المنافس على الاستسلام، قبل أن يسقط الطاجيكستاني عبد الغفور عبد الله 11-0، ثم عبر بفوز مستحق على القرغيزستاني مورتازاليف مورتزالي 2-،0 ليضمن وجوده في النهائي.
وشهدت منافسات الوزن نفسه خروج محمد هيثم راضي في الدور الأول لحساب الفلسطيني قيس مرابعة، بينما نال الميداليتين البرونزيتين فيه القيرغستاني مرتضي عبد الرحمن والكازاخستاني غافريلوك أندري.
وفي وزن 77 كجم، حقق محمد القبيسي الميدالية البرونزية، بينما توج بالذهبية القيرغيزستاني نور سلطان، ونال الفضية الكازاخستاني رسلان.
وكان محمد القبيسي قد فاز في الدور الأول على الأفغاني مهرديل 8-0، ثم الإندونيسي ريحان القادري 4-0، وخسر أمام القيرغيزستاني نور سلطان الذي تفوق بالأفضلية بعد التعادل 2-2، لكن القبيسي عاد وتغلب على المنغولي تومورتوجو مينخ 4-0 ليضمن المنافسة على البرونزية التي نالها بالفوز على المنغولي الآخر ارخبايار باتخوياج 3-2.
لكن سعود الحمادي الذي انطلق بفوز على الطاجيكي عبد المنام رحيموف 2-0، ثم على الفلبيني أدريان جوجنهايم 2-0، خسر أمام المنغولي ارخبايار باتخوياج 0-2، قبل أن يفوز على القيرغيزستاني موصتاكوف ايزبيك 4-0، ويتأهل للمنافسة على البرونزية الثانية، لكنه لم يوفق لتذهب إلى الأردني عبد الكريم الرشيد.
من جهته، أهدى يوسف البطران، عضو مجلس إدارة اتحاد الجو جيتسو، إنجازات المنتخب في «الآسياد» إلى القيادة الرشيدة، مؤكداً أن كل ما حققته اللعبة في هذا المحفل أو في مشاركتها السابقة قارياً ودولياً يعد بصمة واضحة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الداعم الأول للجو جيتسو. وقال: الشكر إلى عبد المنعم الهاشمي رئيس الاتحاد، وأعضاء مجلس الإدارة، وكل أسرة اللعبة، على ما تحقق لأن ما تم هو ثمرة للجهود التي بذلها الاتحاد في الفترة الماضية من نشر وتوسيع لقاعدتها، ليكون لدينا صف أول وثانٍ وثالث من اللاعبين في مختلف الأوزان، وهو ما يجعلنا نؤكد أن الاتحاد يمضي في الطريق الصحيح.
وأشاد البطران بالتنظيم الراقي للاتحاد الآسيوي للبطولة في جاكرتا، مبيناً أن بصمة الإمارات كانت واضحة، وقال: المستوى الفني كان عالياً بشهادة الجميع وتميز بالقوة، وهذا نتيجة لأن كل المشاركين حتى المنتخبات الأقل مستوى استعدت جيداً.
وشكر البطران اللجنة الأولمبية الوطنية والهيئة العامة للرياضة، ممثلتين في العميد عبد الملك جاني، مدير الأكاديمية الأولمبية الوطنية، نائب رئيس وفدنا، وعبد المحسن الدوسري، الأمين العام للهيئة بالوكالة، لتواصلهم الدائم ومتابعتهم اليومية، كما هنأ اللاعبين بما تحقق، ومتمنياً لهم التوفيق في الاستحقاقات المقبلة. ويعود المنتخب غداً على متن الاتحاد للطيران، عبر مطار أبوظبي، لينهي بذلك قصة نجاح مميزة في قارة آسيا، رفع فيها علم الدولة عالياً بين 28 دولة شاركت في الحدث.