تحدث تغييرات في المفصل، من ترقق واختلاف في توزيع وكثافة الغلاف الغضروفي المحيط به، يرافقها نمو جديد للغضروف والعظم على حوافّ المفصل وتكّون ألياف على الغلاف، فيصاب المفصل بمرض ''الخشونة'' وهو مرض مزمن شائع الحدوث، تنمو معه قطع العظام والغضاريف الصغيرة بشكل عشوائي غير منتظم· ''خشونة المفصل'' هي ظاهرة ديناميكية تحدث داخل المفصل نفسه، تتفاوت بين حالات من النشاط لتدمير المفصل وحالات أخرى تصلحه· وتتزايد نسبة حدوثها مع تقدم العمر، فالغضروف أيضا يتقدم في العمر! إذ يفقد مرونته وقوته وتراصّ أنسجته وخلاياه ويقل مقدار تحمله للثقل والحمل والضغط الواقع عليه· فبضع تغيرات بدائية في مادة الغضروف قد تضعف تركيبه - نظريا - ما يزيد من احتمالية تدميره وترسب الجزيئات الكلسية فيه، وقد ينتج هذا التغير بسبب التهاب مفصلي قديم أو إصابة قديمة في المفصل· احتمالات الإصابة بالمرض واردة لدى أي شخص، لكن ثمة مفاصل معرضة لذلك أكثر من غيرها، كما قد يكون جانباً معيناً من المفصل عينه معرضاً أكثر من الآخر للإصابة· ويتوقف الأمر على عوامل منها: إزاحة المفصل من مكانه، بسبب عيب خلقي أو إصابة فيه، وقد تؤدي الإصابات إلى تحريكه من مكانه أو عدم ثباته في حال تمزق الأربطة وتأثر الغضاريف أو تمزق العضلات أو تقطع الأوتار· وقد تعمل الكسور، سواء كانت بالمفصل أو بالعظام قريباً من المفصل وعدم جبر الكسر بالشكل الصحيح على تشويه أو تغير في المفصل· وكثيرا ما تؤدي بعض الوظائف التي تحتاج إلى جهد زائد كالطباعة والملاكمة إلى ''خشونة المفاصل'' في الأصابع واليدين، فيما يتأثر مفصل الكتف تحديدا لدى عمال الطرق الذين يحملون المعدات الثقيلة الرجاجة· إلى ذلك فإن السمنة والوزن الزائد تضغط على المفاصل وبخاصة الركبتين وتقلل من طاقتها الاحتمالية· فضلا عن العامل الوراثي، الذي يزيد من احتمالية إصابة الإناث، في حال إصابة أمهاتهم بخشونة المفاصل، لتورّثهن عدة عوامل جينية وتركيبية· الألم والتورم الألم أهم عامل يدللّ على وجود الخشونة في المفصل، ويزداد مع العمل ويقل بالراحة· فضلا عن التيبس والتورم، الذي يحدث بشكل متقطع وقد يكون دائماً، وذلك عندما يزداد حجم الغلاف الغضروفي في المفصل أو عندما تكون الجزيئات العظمية المترسبة كبيرة الحجم· هذا إلى جانب الطقطقة في المفصل أثناء الحركة، والضمور في حجم العضلات، وهو شائع في الحالات المتقدمة· وعندما يمتنع المريض عن تحريك المفصل تفاديا منه للألم المصاحب للحركة فإنه أي المفصل، قد يفقد القدرة على القيام بوظيفته، مما يؤدي لحدوث تشوه في المفصل· أما في الحالات المتأخرة فيحدث عدم ثبات للمفصل، حيث تضعف العضلات بشكل كبير وتفقد قوتها· ويتم تشخيص المرض عن طريق طبيب مختص (أخصائي عظام) نظراً لتشابه أعراض ''خشونة المفاصل'' مع بعض الأمراض الأخرى، ويمكن للطبيب من خلال دراسة الحالة وتاريخها المرضي والاستعانة بالصور الإشعاعية أن يشخص الإصابة ويحددها· في حين يعتمد التدخل العلاجي على المفصل أو المفاصل المصابة وعلى المرحلة التي وصلت لها وشدة الأعراض وعمر المريض ومتطلباته الوظيفية من المفصل المصاب· ففي الحالات البسيطة، يعد العلاج الطبيعي من أفضل وسائل العلاج، الذي يركز على المفصل والعضلات المحيطة به من خلال وصف بعض التمارين لضمان حركة المفصل بالمدى الطبيعي ولتقوية العضلات بهدف حماية المفصل وتخفيف الحمل والضغط الزائد عليه· ويتم أحياناً عمل مساج للمفصل باليد أو بالثلج (خمس دقائق على الأكثر) لتسكين الألم في حال تورم المفصل وتجمع السوائل· وفي حال عدم تورم المفصل قد تستخدم الكمادات الساخنة لتسكين الألم وزيادة ضخ الدم للمفصل· وفي الحالات المتوسطة، بالإضافة إلى التمارين العلاجية السابقة، تستخدم الكمادات الساخنة والباردة للمفصل، حسب تورم المفصل أو عدمه، وقد تستخدم وسائل متقدمة في العلاج الطبيعي لتسكين وتخفيف الألم وتقليل ترسب جزيئات الكالسيوم داخل المفصل كأجهزة العلاج الكهربائي والموجات الكهرومغناطيسية، وقد يصف الطبيب بعض العقاقير المسكنة· أما في الحالات المتأخرة التي لم ينفعها العلاج السابق فيأتي دور التدخل الجراحي، ويبدأ من عملية إزالة الترسبات الكلسية بالمفصل، أو عملية ترقيع للغضروف، أو زراعته· وفي حالة الآلام الشديدة وفقدان المفصل لوظيفته وحركته وخاصة مفصلي الركبة والفخذ اللذين يحملان وزن الجسم كاملاً فإن تغيير المفصل هو الحل الأمثل· نجوى فضل أخصائية علاج طبيعي