حوار: وليد فاروق (دبي)

رغم أن اتحاد التنس، شهد على مدار الأعوام الأخيرة، جهوداً ملموسة من أجل دفعة عجلة تطوير «اللعبة الصفراء» وزيادة الاهتمام بها على الصعيد المحلي، ودعمها كي تواكب النهضة الرياضية الكبرى التي تعيشها الدولة، إلا أن الأمر لا زال يدور في فلك جهود جهة وحيدة، وهي اتحاد اللعبة، دون تعاون باقي الجهات المشتركة في النشاط، التي لم تكتف بمجرد تراجعها عن القيام بدورها في دعم التنس، ولكن اختفاءها عن الصورة ككل، في ظل إلغاء الأندية لنشاط اللعبة لديها، واقتصار ممارستها على الأكاديميات الخاصة، التي باتت هي المنفذ الوحيد لممارسة اللعبة حالياً في الدولة، بعدما بلغ عددها حالياً 41 أكاديمية رسمية مسجلة.
ويقف الشيخ حشر آل مكتوم رئيس اتحاد التنس، خلف الجهود الدؤوبة والعمل المستمر من أجل النهوض بالتنس، ليس لمجرد كونه رئيس الاتحاد، ولكن من منطلق شخصيته كرياضي يعشق التنس، ويسعى دائماً إلى وضع هذه الرياضة في المكانة اللائقة التي تستحقها، باعتبارها ثاني أكثر الرياضات شعبية في العالم بعد كرة القدم، ولكنه يقف «مندهشاً» من إصرار الأندية على بناء حائط صد يحبط كل هذه الجهود، التي من شأنها أن تنقل تنس الإمارات إلى مستوى آخر من المنافسة والنتائج الإيجابية. وهذا ما أكده الشيخ حشر آل مكتوم، في «حواره» مع «الاتحاد»، مبيناً أن التنس رياضة «عظيمة»، وهي الوحيدة التي تصلح أن تمارس على مختلف المستويات، كـ «هواية»، وكـ«منافسة»، وتستحق أن تنال اهتماماً ورعاية كبيرين، لأنها رياضة الكبار والصغار، فلا يوجد سن معين يمكن أن تتوقف عنده القدرة على ممارستها، عكس كل الألعاب الأخرى، ولكن الوضع بات صعباً للغاية، في ظل كثرة المشاكل وعدم وجود حلول حقيقية.

رغم كل الجهود المبذولة من قبل الاتحاد، المتمثلة في تنظيم عدد كبير من البطولات، وتوقيع اتفاقات تعاون وتنسيق مع الاتحادين الآسيوي والدولي، وإطلاق مبادرات مثل «تنس الصغار»، وغيرها، لكن المؤكد أن كل هذه الجهود لا تمثل طموحات الاتحاد!!
نحن في «بحر ونحاول أن نسبح» وفق ما هو متاح لدينا من أدوات، وهي في الحقيقة قليلة وغير كافية، فالاتحاد حتى الآن لا يوجد لديه ملعب خاص به، تقدمنا للسلطات بطلب الحصول على قطعة أرض لتحويلها إلى أكاديمية ومركز تدريب خاصة للتنس، وأتمنى أن يرى هذا المشروع النور العام المقبل، ليس هذا فقط ولكن للأسف الأندية تعامل التنس معاملة قاسية، وباتت تسعى جاهدة إلى قطع أي علاقة، ولي عتب أيضاً على الإعلام، الذي لا يعطي هذه اللعبة الراقية ما تستحق من الاهتمام، لا بد أن يكون موجهاً للرأي العام ومحفزاً ومشجعاً للعبة، ومسلطاً الضوء على ما يعتريها من مشاكل.

كيف تفعل الأندية هذا تجاه لعبة لها هذا الاهتمام العالمي؟
بعدما كان اتحاد التنس ينطوي تحت مظلته العديد من الأندية، التي كانت تقدم دعماً فنياً كبيراً للمنتخب سواء على صعيد اللاعبين أو المدربين والإداريين، بدأت الأندية تنسحب واحداً تلو الآخر، مبتعدة عن اللعبة وكل ما يرتبط بها، حتى الأندية التي كان لديها ملاعب تنس أخذت تهدمها، ولم يعد باقياً على تحت مظلة الاتحاد أي نادٍ حالياً، فنحن اتحاد بلا نادٍ واحد.

كيف يمكن أن تنمو رياضة وتزدهر من دون أندية ؟
للأسف، باتت اللعبة حالياً تعتمد على جهود الأفراد والمؤسسات فقط، المهتمة بنشاط التنس، أرى بعيني أمهات لاعبين صغار ولاعبات يحرصن على تشجيع أبنائهن على ممارسة اللعبة والاشتراك في الأكاديميات، والذهاب معهم إلى التدريبات، بعدما اختفى دور الأندية، نحن نعاني حالياً من غياب أي دور للأندية والمدارس غالباً، وبات الأمر في حاجة إلى تدخل من «رأس الهرم» الرياضي، مثل المجالس الرياضية المختلفة، أو الحكومة لفرض عودة التنس إلى الأندية.

هل كرة القدم تجور على ميزانيات الألعاب الأخرى بما فيها التنس ؟
كرة القدم ليس لها دخل.. نحن لا نطلب أن نحصل على دعم مماثل لما تحصل عليه كرة القدم، ولكن فقط ما يناسبنا وهو أقل بكثير مما يقدم لها، لكننا واثقون في نفس الوقت بأن النتائج ستكون أفضل بكثير مما تحققه كرة القدم وكثير من الألعاب الأخرى، ومعروف أنه على المستوى الرياضي العالمي، فإن تاريخ دولة الإمارات لم تحقق إنجازات ولم تتفوق سوى في الألعاب الفردية، عكس الألعاب الجماعية التي لم تحقق شيئاً، رغم ما تحصل عليه من دعم كبير، لا نطالب بتقليل ميزانيات كرة القدم، ولكن فقط دعم الاتحادات الأخرى، ومنها التنس بشكل مناسب.

ما هو مشروعكم المقبل ؟
نخطط إلى إطلاق أكاديمية للتنس، كنوع من الاستثمار والتدريب في ذات الوقت، وللاهتمام بالمواهب الصغيرة ورعايتها، والتي يمكن أن تفيد المنتخب في المستقبل، سيكون هذا المشروع المستقبل لنا، ومحاولة للبحث عن المواهب، وهو الدور الذي كان من المفترض أن تقوم به الأندية، وتلعبه الأكاديميات الخاصة الآن، في مقابل منفعة اقتصادية.

منعته عمداً
«إذا لم تعي الأندية نفسها أهمية دورها الرياضي والمجتمعي نحو الدولة وشبابها وحاضرهم ومستقبلهم، فلن تكون هناك فائدة مرجوة على الصعيد الشخصي، للأسف كثير من الأندية حرصت على (منع) الدعم المقدم لها لإعادة نشاط التنس، فهو لم يقطع، ولكنها (منعته) عمداً، بوضوح لعبة التنس لن تتطور إلا برجوعها إلى الأندية بأي شكل من الأشكال».

موقع رسمي
يدشن اتحاد التنس في غضون الأيام القليلة المقبلة «موقعه الرسمي» على شبكة الإنترنت والذي سيكون أول موقع رياضي تفاعلي بين اتحاد رياضي والمتعاملين معه، حيث يسمح الموقع للاعبين بالتسجيل في البطولات التي ينظمها الاتحاد على مستوى جميع الإمارات وفي كل الفئات، علاوة على نشر أخبار نتائج هذه البطولات والمسابقات والشروط، وكذلك اتفاقات التعاون والتبادل بين اتحاد الإمارات والاتحادات الأهلية والإقليمية والدولية الأخرى.

الهيئة تقوم بدورها والدعم ليس كافياً
أكد الشيخ حشر بن مكتوم أن الهيئة تقوم بدورها وفق ما هو متاح لها، ولا يمكن أن تفرض على الأندية عودة نشاط التنس، وقال: «صحيح أن الدعم المقدم منها لكثير من الاتحادات ومنها اتحاد التنس ليس بكاف، ولكن يبقى الوضع في النهاية بأن هذا هو المتاح، في حين أنه لو تمت مقارنة الميزانيات المصروفة على كرة القدم أو على بعض الألعاب الأخرى، سنجد أن ميزانية التنس لا تذكر، وإذا نال التنس بعض الاهتمام مثل بعض الألعاب وليس مثل كرة القدم يمكن أن يحقق نتائج أفضل بكثير من ألعاب أخرى. أضاف: التنس لها مكانة عالمية فهي تضم أكبر عدد من اللاعبين على مستوى العالم في لعبة فردية، ومشاهديها واستثماراتها بالملايين، وخلال السنوات الماضية بدأ الاهتمام في العالم كله بممارسة التنس، ما انعكس على أعداد الممارسين وزيادة عدد الأكاديميات أيضا، حتى الناس في البيوت خصصوا أجزاء منها كملاعب للتنس، نحن قادرون على صنع جيل قادر على المنافسة في المستقبل لو وفرنا له فقط بعض الاهتمام.

700
أوضح الشيخ حشر بن مكتوم أن وجود لاعب تنس مواطن في المحافل العالمية والمشاركة في البطولات الدولية يحتاج إلى التخطيط وتحضير 10 سنوات من الآن، بعدما يبدأ اللاعبون الصغار الذين يوليهم الاتحاد حاليا مسؤولية الاهتمام بهم في حصد ثمار هذه الجهود في المستقبل.

41
يبلغ عدد ممارسي اللعبة 700 لاعب ولاعبة فيما يبلغ عدد الأكاديميات المسجلة بشكل رسمي تحت مظلة اتحاد التنس حاليا 41 أكاديمية، منها 32 أكاديمية في دبي بنسبة 77%، إضافة إلى 6 أكاديميات في أبوظبي، و2 في الشارقة، وأخرى في الفجيرة، وهناك عدد آخر من الأكاديميات لم تنضم إلى الآن لمظلة الاتحاد.

47
نظم اتحاد التنس الموسم الماضي 179 بطولة على المستوى المحلي بزيادة 47 بطولة جديدة عن الموسم الذي سبقه، وذلك في مختلف الأعمار والفئات، وشهدت دبي إقامة 148 بطولة منها بنسبة 82.6%، في حين أقيمت 9 بطولات في كلٍّ من: أبوظبي ودبي والفجيرة، وحققت جميعها العلامة الكاملة للنجاح بشهادة الاتحادين الآسيوي والدولي.