أكبر تقارب بين المشتري والأرض منذ 47 عاماً
شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة أمس اقتراب كوكب المشتري لأقرب مسافة له من الأرض في ظاهرة لم تتكرر منذ عام 1963 ولن تحدث مرة أخرى إلا في عام 2022. وأتاح مرصد الإمارات الفلكي المتحرك الأخضر “صديق البيئة “ أمس بقيادة الناشط الفلكي نزار سلام للجمهور مشاهدة وصول عملاق كواكب مجموعتنا الشمسية «المشتري» إلى وضعية التقابل المداري مع الشمس.
وقال المنسق الإعلامي للمرصد عبدالرحمن نقي “تم رصد المشتري عبر مراصد فلكية أتاحت للجمهور مشاهدة كافة تفاصيل غلاف الكوكب، وبالأخص العاصفة المعروفة باسم البقعة الحمراء الكبرى التي ترافق الكوكب منذ نحو 300 عام ويصل حجمها ضعفي حجم كوكب الأرض. وأيضاً رؤية أقماره الرئيسية الأربعة”.
وأضاف “تضمنت عملية الرصد تقديم شروحات علمية مبسطة للجمهور في المواقف الخارجية لمارينا مول، بدءاً من الساعة الثامنة وحتى الساعة الـثانية عشرة من منتصف الليل”. وعن التقابل الأخير قال إنه “ظهر كوكب المشتري في الأفق الشرقي في الوقت نفسه الذي تغرب فيه الشمس”. وأشار إلى أن “هذا الاقتراب الذي وصل فيه بعد المشتري عن الأرض إلى 594 مليون كيلومتر يعد أكثر قرباً بزيادة 11.3 مليون كيلومتر مقارنة باقتراب آخر وقع عام 2009”.
وتمكن جمهور في مارينا مول من مشاهدة تحركات الأحزمة والنطاقات السحابية الغازية التي تعلو المشتري وهي تنهي دورتها في مدة تتراوح من 10 إلى 15 دقيقة عبر التلسكوبات الفلكية.
وخلال فترة وجود المشتري في أفق المساء فاق لمعانه كل النجوم المبعثرة في سماء الليل لا سيما في منتصف الليل، ما مكن هواة التصوير الفلكي من التقاط صور له غاية في الوضوح والدقة والروعة.
الجدير بالذكر أن التقابل المداري شمل كوكبي المشتري وأورانوس حيث وقعا على خط استقامة مواز تقريباً. وتوسطت الأرض الكوكبين معاً من جهة والشمس من جهة أخرى. وتمكن الجمهور من مشاهدة كوكب المشتري بالعين المجردة بسهولة بالغة، ومشاهدة كوكب أورانوس بصعوبة بالعين غير المدربة وسط المدينة. وبدا أورانوس بالتلسكوب الفلكي للناظرين كنقطة مستديرة صغيرة جداً بلون أخضر مزرق حيث إنه أبعد من المشتري بنحو 5 مرات وأقل لمعاناً منه بنحو 3000 مرة.
المصدر: أبوظبي