(أبوظبي) - يقدم مركز الصناعات البيئية واليدوية في الاتحاد النسائي العام دورة في تصميم الأزياء وكل ما يتعلق بالملابس وأشكال القوام، بدأت الأحد الماضي وتستمر حتى الأربعاء المقبل، بإشراف شيرين عبدالحميد، مدرسة تصميم الأزياء بكلية أبوظبي للطالبات، الحاصلة على بكالوريوس تصميم أزياء، والتي تؤمن بأن الموهبة مطلوبة في عالم الموضة والتصميم، لكنها ترى ضرورة تدعيمها بالأسس العلمية والأكاديمية. الموهبة لا تكفي حول الدورة التي تقدمها عبدالحميد في مركز الصناعات البيئية واليدوية في الاتحاد النسائي العام، تقول إنها تحاول تقريب المنخرطات في هذه الدورة من أسس تصميم الأزياء الصحيحة، وتضيف «أغلب المشتركات في الدورة صاحبات مشاريع قائمة بذاتها تخص تصميم الأزياء، ومنهن من تصمم بنفسها، وكلهن يرغبن في تطوير مهاراتهن لإدارة هذه المشاريع بحرفية». وتوضح أن 16 ساعة مدة الدورة غير كافية لمعرفة تفاصيل هذا الميدان، لكنها ستقدم الأسس الصحيحة في التصميم والتي يمكن الاعتماد عليها. وتوضح أن طريقة التدريس في الدورة تعتمد على الرسم، مشيرة إلى أن المصممين العالميين يضعون أفكارهم على شكل رسوم، ويظل التنفيذ مهمة الخياطين، وليست هناك ضرورة لتنفيذ العمل من طرف المصمم نفسه. وترى أن دور المصمم يكمن في وضع الأفكار ومتابعة تنفيذها بالخامات والألوان والاكسسوارات المناسبة. وعن ضرورة تدعيم الموهبة بالدراسة، تقول عبدالحميد «أحاول من خلال التدريس في كلية الطالبات في أبوظبي، أن أسهم في خلق جيل محترف، ملم بتفاصيل الموضة وعالم التصاميم»، مشيرة إلى أن «الدراسة الأكاديمية توفر لصاحبها قاعدة أساسية وصلبة للخوض في هذا الموضوع، بحيث يعرف كل التفاصيل، التي يعمل على أساسها في التصميم الناجح». وتوضح أن التصميم الناجح ليس فستانا جميلا فحسب، وإنما هو تصميم يحمل تفاصيل دقيقة، منها ملاءمته لشخصية صاحبته، وقدرته على إخفاء عيوب الجسم، بالإضافة إلى ملاءمته للمناسبة، كما يجب الإلمام بالخامات المستعملة التي تناسب الشخص. وتقول إن الموهبة مطلوبة في عالم الأزياء، لكنها غير كافية ويجب تدعيمها بالدراسة والعلم. وتضيف «الدراسة تمكن المصمم من كيفية التعامل مع كل المواقف، والتعامل مع كل أشكال الأجسام، وطرق إخفاء العيوب، وإذا كانت الموهبة تخدم هذا المجال فإن الدراسة تعمقها، وتجعل الدارس يتجاوز كل المعيقات ويبدع في مجاله». وتوضح «أركز من خلال محاضراتي على ضرورة الحفاظ على الهوية العربية، بحيث لا يكون هناك تأثر أعمى بالأزياء العالمية، بل آخذ كل ما أرغب فيه وألائمه مع بيئتي، أما التصاميم فيجب أن تحمل شخصية المصمم ورؤيته الفنية». المنافسة صحية لإنجاح التصميم، تقول عبدالحميد «لا بد من حب التصميم فحبك لعملك يجعلك تبدع فيه، كما أن الإيمان بقيمة العمل الذي تقدمه، والثقة بالنفس والتدريب الجيد عوامل تجعل الفرد يصل درجة الكمال في عمله». وعن المنافسة التي يشهدها مجال التصميم في الإمارات، تقول عبدالحميد «التنافس مسألة صحية، وحاجة مطلوبة، وهذا المجال جديد ومايزال يخطو خطواته الأولى، ومن المقبول أن نجد أن الكثير من السيدات يقبلن على عروض الأزياء ويشاركن فيها، وهناك من تقيم مشروعا في هذا الإطار، لكن ما أود قوله، هو أن هذا المجال يجب أن يدعم بالدراسة العلمية التي تمكن الفرد من أدوات الإبداع، ليكون الفرد سفير بلده وينقل خطوط موضة بلده، إلى العالم». وتلفت عبدالحميد إلى أن تصميم الأزياء حول أبوظبي إلى قبلة عالمية لصناع الموضة مع الحفاظ على الخصوصية الإماراتية. وترى أن «المصمم الناجح هو من يرضي جميع الأذواق، فهناك من تحب الفساتين الفخمة، التي تحمل الكثير من التفاصيل والمرصعة بالشوارفسكي، وهناك من ترغب في فساتين ناعمة، وعلى المصمم أن يرضي كل زبون»، مشيرة إلى ضرورة أن يمتلك المصمم أساليب الإقناع ليصل مع الزبونة إلى تصميم يرضيهما معا. وتستعرض عبدالحميد طرق تدريس التصميم في كلية الطالبات في أبوظبي، قائلة «في البداية أقدم لهن خلفيات عن التصميم وعوالمه، وأبدأ بتشريح جسم المانكان، لتقريبه من تفاصيل الجسم البشري، وأوضح لهن أماكن العضلات، والدهون، كما أوضح أنواع الأقمشة، وألوانها، وأفسر طرق توظيف كل لون، وكل نوع من القماش حسب شخصية مرتديته، وأنواع القصات، وكيفية إبراز جمال الجسم، وإخفاء عيوبه. وفي المراحل المتقدمة من الدراسة، نتطرق إلى تاريخ الأزياء، وكيفية الأخذ عن مدارس الموضة بطريقة تحافظ على الخصوصية الإماراتية والعربية، كما ندرس عالم الإكسسوارات لما له من ارتباط بتصميم الأزياء».