أحمد السعداوي (أبوظبي)

اعتبر محمد حاجي الخوري، مدير عام مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، أن مهرجان الشيخ زايد، الذي انطلق في نوفمبر الماضي، في منطقة الوثبة في أبوظبي، نجح في تحقيق شعار «الإمارات ملتقى الحضارات»، الذي رفعه بعد أن طرح أنشطة ثقافية ترفيهية عالمية، شاركت فيها عشرات الدول بتقديم موروثها الثقافي والتراثي، في قالب من الإبداع والإبهار، جعل زيارة المهرجان رحلة تشويقية إلى حضارات تلك الدول، مؤكداً أن الحضور العالمي في المهرجان كرّس رسالة السلام والمحبة والتسامح التي تتبناها الدولة، وذلك عبر أكثر من 3 آلاف فعالية ثقافية عالمية، نظمت على مدار أيام المهرجان، الذي سيختتم غداً.
وتنوعت في ساحات المهرجان، الفعاليات التي سلطت الضوء على حضارات العالم، ونقلت جوانب من ثقافتها، وأسواقها الشعبية ومأكولاتها، والمنتوجات والحرف والعروض، والأهازيج الفولكلورية التي استمرت على مدار 60 يوماً، هي فترة المهرجان. إلى ذلك قال الخوري: إن المؤسسة بوصفها شريكاً استراتيجياً في مهرجان الشيخ زايد، تسعى إلى تأكيد شعار المهرجان «الإمارات ملتقى الحضارات»، عبر مواكبتها لأنشطة الدول المشاركة في المهرجان، الذي أصبح حدثاً عالمياً.
وقال: إن عدد الدول المشاركة وصل إلى 27 دولة إلى جانب الإمارات، منها 4 دول حلت ضيوفاً على المهرجان للمرة الأولى، وهي: لبنان، وتونس، وليبيا، وسوريا، بزيادة قدرها 25 في المائة في عدد الدول المشاركة، ما أسهم في إنجاح الحدث العالمي، الذي ينطلق من أرض الإمارات، حاملاً رسائل السلام والمحبة وحسن التعامل مع الآخر، عبر مشاركة عالمية في فعاليات النسخة الحالية من مهرجان الشيخ زايد.
وأورد أن هذا الحضور العالمي في المهرجان، وعرض مختلف أشكال الفلكلور من حرف شعبية وعادات وتقاليد وثقافات وأسواق شعبية، يؤكد نجاح المهرجان في تحقيق أهدافه، والدور الذي لعبته المؤسسة في هذا الصدد خاصة، مع الاستضافة الكاملة لأجنحة المغرب وليبيا وأوزبكستان، ضمن الإطار العام للمؤسسة في مختلف أنحاء العالم، حيث وصلت بمشاريعها التنموية والإغاثية إلى أكثر من 90 دولة حول العالم.
وأضاف الخوري، أن المؤسسة حرصت على إبراز كل ما يتعلق بالهوية والتراث الإماراتي في أبهى صورة أمام الزائرين من كل الجنسيات، للتعريف بإرثنا الغالي، وماضي الإمارات الضارب في عمق التاريخ، عبر الجناح الإماراتي الذي تضمن أشغالاً تراثية، وملابس تقليدية، وبهارات وقهوة إماراتية، ومنتوجات محلية، إضافة إلى مسرح عرض فنون الفرق الإماراتية المتنوعة، لافتاً إلى أن عدد الأسر المواطنة المشاركة في الجناح الإماراتي بلغ 97 أسرة، تم توزيعها على 93 محلاً.

انطباعات زوار
عن المهرجان، قال حسين الروابدة (مقيم أردني) إنه حرص على زيارة فعاليات مهرجان الشيخ زايد بصحبة أسرته للتعرف على التراث الإماراتي، والاطلاع على معروضات الدول المشاركة، والاستمتاع بأشكال الفنون الشعبية التي جعلت ساحات المهرجان مسرحاً عالمياً مفتوحاً أمام ثقافات العالم. فيما قال إياد إسماعيل (مقيم سوري) إن الاحتفاء بثقافات العالم ضمن مهرجان الشيخ زايد ليس غريباً على دولة الإمارات التي تعيش على أرضها عشرات الجنسيات في تآلف وتعاون قائم على الاحترام، معتبراً أن الإمارات وطن الحب والتسامح الذي يمد أيادي الخير للجميع.
ومن جهته، قال جورج يوتا ثانسكوس (مقيم يوناني) إن المهرجان من أفضل الوجهات السياحية نظراً لمشاركة عدد كبير من الدول فيه، لافتاً إلى أنه يزوره للمرة الثالثة مع أفراد أسرته، وقد أعجبه التنوع الكبير في المعروضات، والخدمات الراقية المتوافرة للزائرين، مشيراً إلى سعادته بوجود متطوعين مواطنين يتحدثون لغات أجنبية ما سهل وصول الزوار إلى وجهاتهم.

متحف الأنشطة الإنسانية
من منطلق مشاركتها في مهرجان الشيخ زايد، وحرصها على إبراز جهود الإمارات في التواصل مع بلدان العالم في الجوانب الإنسانية، قال محمد حاجي الخوري، مدير عام مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية إن المؤسسة أقامت متحفاً في المهرجان يقدم معلومات وأرقاماً وإحصاءات وأفلام فيديو رقمية حول أنشطة المؤسسة المحلية والعالمية خصوصاً في مجالات الصحة والتعليم، ويسلط الضوء على أهم المشاريع الإغاثية والتنموية التي نفذتها خلال العام الماضي، لافتاً إلى أنه شهد إقبالاً من مختلف فئات الجمهور ما يعكس نجاح المؤسسة في الوصول بأهدافها ومجهوداتها إلى الأفراد والجمهور في كل مكان، ولاسيما مهرجان الشيخ زايد باعتباره من أهم الأحداث الثقافية والتراثية في المنطقة.