ناصر الجابري (أبوظبي)
أظهرت نتائج لاستطلاع الوعي العام حول قطاع الفضاء الذي نفذته وكالة الإمارات للفضاء بالتعاون مع الهيئة الاتحادية للتنافسية والإحصاء للفئة العمرية فوق 18 عاماً، أن قرابة 90% لديهم تطلعات إيجابية حول دور الفضاء في دعم البحوث العلمية والتطبيقية، وتطوير إمكانيات لتصنيع تقنيات متقدمة داخل الدولة، وبناء الكفاءات الوطنية التي تتمتع بالمعرفة والمهارات العالية، وما يقدمه الفضاء في دعم الدراسات والبحوث لحماية البيئة ومراقبة التغير المناخي، وإدارة الكوارث ودعم عمليات التخطيط، كتخطيط المدن والمشاريع التطويرية، إضافة إلى دوره في دعم مكانة الدولة وعلاقاتها على المستوى الإقليمي والعالمي.
فقد بلغت نسبة الوعي بوكالة الإمارات للفضاء للطلاب ما دون 18 عاماً في الدولة 96%، في حين وصلت إلى 87% لدى الشريحة العمرية لمن هم فوق 18 عاماً.
وشمل الاستطلاع نحو 2800 شخص من الفئة العمرية فوق 18 عاماً، إضافة إلى 920 طالباً للفئة العمرية ما دون 18 عاماً، حيث شمل الاستطلاع مختلف إمارات الدولة وبنسبة مشاركة متقاربة بين الذكور والإناث للمواطنين والمقيمين، بهدف قياس مدى الوعي العام بأنشطة الدولة الفضائية وأهم المؤسسات العاملة في القطاع ومستوى رضاهم وتوقعاتهم عن برنامج الإمارات الفضائي ومعرفة أبرز توصياتهم ومقترحاتهم.
وأجاب 87% برضاهم عن دور وكالة الإمارات للفضاء لتحقيق مهامها التي نص عليها قانون تأسيسها، من خلال عملها على تعزيز المعرفة بقطاع الفضاء ودورها لتنظيم القطاع ودعم البحث والتطوير، كما بلغ متوسط نسبة الرضا عن أنشطة المراكز والمؤسسات الرئيسية العاملة في قطاع الفضاء بالدولة نحو 83%.
وخلص الاستطلاع إلى مجموعة من توقعات الجمهور حول الأنشطة التي سيركز عليها برنامج الإمارات الفضائي خلال الفترة من عام 2018 إلى عام 2030، حيث إن 90% من الجمهور يتوقع أن يركز برنامج الدولة الفضائي خلال المرحلة القادمة على إرسال رواد فضاء إماراتيين في مهمات فضائية استكشافية، وإرسال وتشغيل أقمار للاتصالات والملاحة وتصوير الأرض وتقديم بيانات تستخدم في مجالات مختلفة، كما أن هناك توقعات عالية من الجمهور في تعزيز قدرات الدولة في تصنيع الأقمار والتقنيات الفضائية، وتطوير القدرات لإطلاق مركبات فضائية من أراضي الدولة.
وقدم المشاركون بنسبة 60% توصيات بالاستمرار في نشر الوعي بقطاع الفضاء وتعزيز ثقافة الجمهور بمجال الفضاء عموماً وأنشطة الدولة خصوصاً، والتعريف بالأنشطة والتطورات والإنجازات التي حققتها الدولة في المجال الملهم، وتعزيز الوعي والمعرفة العامة بالتقنيات والتطبيقات الفضائية، بما ينعكس إيجاباً على مستوى ثقافتهم ومعرفتهم بالفضاء وقطاعه المحلي.
مصادر المعلومات
وحول نتائج الاستطلاع لفئة الطلاب لمن هم دون 18 سنة، أوضح أكثر من 80% من المشاركين رضاهم عن مصادر المعلومات التي يتلقونها، حيث أوضحت النتائج اعتماد هذه الشريحة العمرية الكبير على شبكة «الإنترنت» ووسائل التواصل الاجتماعي والمصادر الرقمية، بالمقارنة مع نسبة الرضا التي بلغت 65% للفئة العمرية التي تزيد عن 18 عاماً.
وبين 90% من الطلبة موافقتهم وتطلعاتهم الإيجابية حول أنشطة وكالة الإمارات للفضاء وحول أنشطة مركز محمد بن راشد للفضاء، كما بلغ متوسط نسبة رضاهم عموماً عن أنشطة المراكز والمؤسسات الرئيسية العاملة في قطاع الفضاء بالدولة بأكثر من 85%، ويأتي ذلك تجسيداً لرؤيتهم حول مكانة الفضاء في دعم مكانة الدولة وما يقدمه الفضاء من نتائج ملموسة في المساهمة بالتصنيع ودعم البحوث العلمية، وإسهامه في دعم الكوادر والكفاءات.
وحول توقعات وتوصيات الشباب تجاه قطاع الفضاء، أوضح الاستطلاع وجود مقترحات منها تعزيز التركيز على الطلبة وتنظيم دورات تثقيفية وزيارات ميدانية للمؤسسات الفضائية بالدولة، ووجود مواد علمية في مناهج التعليم حتى في مراحل الدراسة الأولى حول الفضاء، وإيجاد حملات إعلامية متخصصة حول القطاع، وفتح المجال أمام الشركات الخاصة في المشاريع الفضائية الوطنية وتشجيع المشاريع التجارية بشكل أكبر، إضافة إلى أن تكون هناك مؤسسات علمية متخصصة في علوم الفضاء، وبعثات دراسية بين المؤسسات التعليمية حول الفضاء. وشملت التوصيات كذلك توسيع أنشطة البعثات الدراسية في مجال الفضاء وأن تكون هناك فرص عمل مناسبة ومحفزة للعاملين في المجال.
جهود متواصلة
وأكد ناصر الراشدي مدير إدارة السياسات والتشريعات الفضائية بوكالة الإمارات للفضاء، أن مسح الوعي المجتمعي بقطاع الفضاء يعمل على قياس مدى معرفة المجتمع ببرنامج الإمارات الفضائي وأهم الجهات الوطنية العاملة في القطاع، إضافة إلى مختلف الأنشطة والمشاريع، كما يستهدف مختلف شرائح المجتمع مواطنين ومقيمين ومن ذكور وإناث، وفئات عمرية تقل عن 18 عاماً وتزيد عن 18 عاماً.
وأضاف: تضمن المسح عدة أسئلة حول مجال الفضاء بشكل عام، وبرنامج الإمارات في قطاع الفضاء وأبرز المنجزات التي حققتها الدولة بالقطاع، والمعلومات حول وكالة الإمارات للفضاء ومختلف المؤسسات، بحيث يتم تطوير مختلف الأهداف والبرامج بناء على المخرجات العامة للإجابات.
وتابع: هناك 4 أهداف رئيسية للمسح منها معرفة الوعي العام المجتمعي بالفضاء، ومدى التفاعل مع برنامج الإمارات الفضائي، ومستويات معرفتهم واطلاعهم بمنجزات مؤسسات الدولة في الفضاء، إضافة إلى توقعات الجمهور من برنامج الإمارات الفضائي، فضلاً عن الأسئلة التي تقيس مدى المعرفة، توجد أسئلة أخرى تتناول توقعاتهم من دور البرنامج في تعزيز التعليم والمهارات العالية، والتوقعات المجتمعية تجاه استدامة الاستثمار الفضائي.
ثقافة الابتكار
وأشار إلى أنه بناء على النتائج التي تم حصرها، ستعمل وكالة الإمارات للفضاء مع الشركاء الاستراتيجيين من الجهات الوطنية العامة في القطاع، للاستمرارية في تأسيس البرامج التعليمية المثمرة، فأحد أبرز أهداف برامج الفضاء هو إلهام الأجيال الناشئة نحو ثقافة الابتكار والعلوم والمعرفة، ولذلك ندرك أهمية الأثر الاجتماعي للفضاء والمسح يسهم في قياس ذلك الأثر.
وأضاف: أن استطلاع الرأي العام يؤكد شغف مجتمع دولة الإمارات بقطاع الفضاء، وهو ما يتطلب تعزيزاً عبر التركيز على تطوير المعرفة العامة حول طبيعة العمل في قطاع الفضاء وتفاصيل الأنشطة والمشاريع الفضائية وآثارها على اقتصاد الدولة.